ظلت أسعار الأدوية تسجل ارتفاعا متصاعدا يوما تلو الاخر وهو الامر الذي قوبل باستياء بالغ من قبل قطاع عريض من المواطنين الذين جأروا بالشكوي من الانفلات الكبير الذي تشهده أسعار الأدوية، منددين بصمت الجهات الرسمية وعدم تدخلها لايقاف التزايد المستمر لأسعار الأدوية التي يشير مواطنون الي انها باتت ايضا وجه اخر للمعاناة التي يكابدونها في الحياة ،ويشير المواطن عباس الطيب الي ان ابنه المريض بالتهاب رئوي كلفه أكثر من 170 جنيها ،مشيرا الي ان امراض مثل الالتهابات وغيرها تصنف تحت قائمة الامراض الخفيفة التي يفترض والحديث له ان تكون أسعار ادويتها في متناول الجميع ،وقال ان الصيدليات تشهد تفاوتا كبيرا في الأسعار، مضيفا:يقولون ان هذا سوداني وذاك مصري واخر الماني ،ولكن في الحقيقة كل الأسعار متشابهة وكل صيدلية سعرها يختلف عن الاخري وهو امر في غاية التناقض الذي يوضح عدم وجود رقابة من قبل الجهات المسؤولة التي تركت حبل تحديد الأسعار علي قارب اصحاب الصيدليات الذين اعتبرهم لايختلفون في شئ عن تجار السكر وغيرها من سلع ،فيما تشير المواطنة امنة علي الي انها تحمل بطاقة التأمين ولاتستفيد منها وذلك لأن معظم الأدوية باهظة التكاليف خارج مظلة التأمين ،وقالت ان هذا الامر ظلي يلقي عليهم اعباء باهظة لاقبل لهم بها ، وتساءلت عن فائدة التأمين الصحي اذا لم يستطع تقليل تكلفة العلاج ،ولم يختلف حديث الطالبة الجامعية مشاعر والتي عبرت عن بالغ تعجبها من الارتفاع المتواصل في أسعار الأدوية ، وكشفت ان هناك الكثير من المرضي يحجمون عن شراء الأدوية وذلك لأنها فوق طاقتهم ويكتفون بالصبر والعلاجات البلدية ،وقالت ان هناك أسرة قامت ببيع منزلها لمجابهة تكاليف مرض رب الاسرة الذي يحتاج لعلاج يومي باهظ التكاليف ،وقالت ان المواطنين باتوا في حيرة من امرهم ولايعرفون كيف يجابهون غلاء الأسعار الفاحش الذي ضرب حتي الأدوية . وينفي صيادلة تحدثوا ل«الصحافة» مسؤوليتهم عن ارتفاع أسعار الأدوية ،ويعترف الصيدلي أحمد السني باختلاف الأسعار من صيدلية الي اخري ،ويشير الي ان الزيادة غير مرتبطة بوقت محدد وهي في حالة زيادة متواصلة ،مرجعا الامر الي ان شراء الصيدليات للأدوية من الشركات والمنظمات يختلف سعره من شركة لاخري ،وقال ان العمل في الصيدليات بات مربحا لذلك تحول لمهنة واستثمار يدر دخلا ،مشيرا الي ان دخول التجار الي مجال الصيدليات اسهم في ارتفاع الأسعار وذلك لان اصحاب المال هدفهم الاساسي الربح ،وقال ان موقع الصيدلية يتحكم ايضا في الأسعار ،فيما يري الصيدلي معاذ محمد ان ارتفاع أسعار الأدوية يعود الي الضرائب التي تفرضها الدولة عليها ،عطفا علي ارتفاع سعر العملات الحرة مقابل الجنيه السوداني ،وقال ان هناك أدوية لاتخضع لمراقبة وان بعض الشركات التي تستورد الأدوية من الخارج قامت بزيادة الأسعار بواقع 30% علي الأدوية ،والسودانية زادت 10% ،وقال ان الشركات الاردنية حافظت علي الأسعار ولم تزدها ،فيما زادت الشركات الاوربية الأسعار 20% ،واشار الي ان الاتجاه لشراء الأدوية من المنظمات يعود الي ان أسعارها اقل من الشركات ومصانع الأدوية ،وتقول الصيدلانية سارة معتصم ان زيادة أسعار الأدوية شئ طبيعي في ظل الزيادة التي طالت كل السلع ،مشيرة الي ان الترحيل والضرائب التي تفرضها وزارة الصناعة علي الأدوية المصنعة محليا من الاسباب غير المباشرة للزيادة ،مؤكدة انهم يتعاملون بحسب أسعار الشركات.