*تتميز الإدارة العامة لشرطة الجمارك عن غيرها بخاصية تجعلها فى مصاف المؤسسات الوطنية الضخمة ذات التأثير الإستراتيجى الكبير ذلك من واقع طبيعة واجباتها ومهامها و إسهامها المقدر فى تنشيط الخزينة العامة للدولة وسعيها لتنقين عملية الوارد من الخارج والصادر منه، فضلا عن كونها تشكل خط دفاع أول للمنتجات الوطنية وتعمل على حمايتها من تغول نظيراتها من الخارج ومعلوم أن الجمرك نظام متبع عالميا ،إذ أنه موجود فى كل بلاد الكون بما فى ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية غير ذلك فهى تقوم بدور كبير فى حماية المجتمع من شرور المنتجات القاتلة والمسمومة وخاصة تلك القائمة على نمط التقليد ، والأكثر أهمية أن الجمارك هى الجسر الذى يربط بين المواطن والدولة على اعتبار أن ما يدفعه المواطن من رسوم جمركية يذهب مباشرة لخزينة الدولة مقابل ذلك يجد الحماية ويكون له شرف المشاركة فى تسيير شئون دولته. *وتعتبر الإدارة العامة للجمارك السودانية من أعرق المؤسسات فى البلد وهى تمثل السيادة الوطنية وتعتبر من أوائل الهيئات التى تمت سودنتها بعد الاستقلال مباشرة وهى ليست مجرد مؤسسة معنية بجمع الأموال من المواطن « جباية » أو ممارسة التعسف بل هى رافد أساسي فى تغذية الصندوق القومى فضلا عن كونها تقوم بأدوار كبيرة تجاه المجتمع والمواطن ويكفى أنها تحميه ونشهد لها بدعمها لكثير من القضايا الإنسانية حيث تساعد وتدعم وتساند شرائح المجتمع التى تستحق الدعم « طلاب القرآن فى الخلاوى والمؤسسات العلاجية وتقدم يد العون للعديد من المنظمات الطوعية التى تعمل فى مجال العمل الإنسانى » ويعرف عنها تجاوبها مع حركة المجتمع وإنفعالها مع همومه ولأننا نعرف أن مثل هذا الحديث لا يرضيهم لا سيما وأنهم يعملون سرا بعيدا عن « الإعلان والإعلام » ولا يرغبون فى « الفشخرة ولا التفاخر أو التباهى » فإننا نمسك عن سرد المزيد من الأمثلة وإن كنا قد أشرنا لبعض الجهات التى تصل إليها « يد الجمارك » فإن ذلك يأتى من باب « ضرب الأمثال » لنؤكد على أن للجمارك أدوارا إنسانية ضخمة وعظيمة أخرى تؤديها فى الخفاء دون أن تعلم شمالها ماذا قدمت اليمين. *قد تكون « شهادتى » مشروخة فى الأخ ابن البلد الأصيل الرجل العفيف اللواء سيف الدين عمر سليمان من واقع « أن الذى بيننا كالذى بين الشقيقين » ولكن الأمانة المهنية تفرض علينا أن نعطيه حقه ونسجل له شهادة لله والتاريخ خصوصا وأننا نعرف له مواقف تاريخية نادرة وسمعنا عنه من الإشادات ما يجعلنا نثبتها ونحفظها ونبلغها جهرا وهذا ليس غريبا على الأخ اللواء سيف الدين والذى ظل محتفظا بطباعه من حسن سلوك واستقامة وانضباط وصدق وتلقائية ولم تغير فيه درجة وظيفية أو منصب أو رتبة فهو « ابن ساردية سيف الدين عمر » وهو أيضا اللواء سيف الدين مدير الإدارة العامة لشرطة الجمارك لم تؤثر فيه «دبابير » ولم يغره بريق المنصب ولم تغير فيه « بروتوكولات » ومازال محتفظا بوضعه الذى شب عليه فهو إنسان عادى طبيعى متواضع يؤدى واجبه على أكمل وجه وبطريقة جعلت المفاهيم السالبة عن الجمارك تتغير، ويحسب للأخ اللواء سيف وبناء على شهادة كل ضباط الجمارك من رتبة « الملازم تانى وحتى الألوية » انه رجل اجتماعى من الدرجة الأولى يشكل وجودا دائما فى كافة مناسبات مجتمع الجمارك والمجتمعات الأخرى دون أن يفرز « ذاك رتبة عليا وهذا جندى « نفر » » ويقولون عنه انه رجل قاعدة بمعنى أنه ينحاز للقوى العاملة بمختلف درجاتها، غير ذلك فاللواء سيف الدين هو رجل منضبط عرف عنه الحسم والجدية ولا يجامل فى أداء الواجب فضلا عن كل ذلك فهو صاحب فكر وله عقلية تنتج الأفكار والمبادرات فى العمل الجمركى بحكم دراسته لها وتخصصه فيها وخبرته الطويلة التى اكتسبها من خلال فترة عمله فى هذه الإدارة منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما مما أكسبه التعرف على كافة التفاصيل الخاصة بالعمل الجمركى ليس على مستوى السودان فحسب بل على مستوى الإقليم و القارة والعالم حيث أنه ظل مشاركا بصفة دائمة فى كافة المؤتمرات والسمنارات والورش والمناسبات الخاصة بالعمل الجمركى ، ويحسب له أيضا أنه أحدث نقلة نوعية فى الجمارك السودانية وجعلها تعتمد على الكادر المؤهل ويقوم العمل فيها على نظام الحاسوب بدلا عن « الطريقة المتخلفة» التى كانت سائدة وهذا ما جعله محل إشادات وثناء وشكر القادمين للوطن خاصة فى مطار الخرطوم والمطارات الأخرى فبعد أن كان العائد للوطن يقضى أكثر من ساعتين فى إجراءات الجمارك فبات لا يتأخر لثوانى ذلك بسبب إدخال نظام «الكاشف الآلى» بدلا عن « التفتيش بالأيدى » . الان الجمارك تحولت إلى خلية العمل فيها ينساب بكل سهولة والإجراءات معروفة وغاية « البساطة » إضافة للطريقة المرنة التى يتعامل به ضباط هذه الإدارة . *ما دعانى لكتابة هذه « الشهادة » هو الأهداف السامية والبعيدة للدورة الكروية التى تجرى فعالياتها هذه الأيام لضباط الجمارك وتقام بنظام السداسيات حيث أن القصد منها مزيدا من الترابط الاجتماعى بين رفاق الخندق الواحد وهى جسر للتواصل بين العاملين فى هذه الإدارة ومن شأنها أن توحد الروح وتصنع الإنسجام والتفاهم الشئ الذى يؤثر إيجابا على الأداء العام لضباط الجمارك حيث التجويد والإبداع. * التحية للجمارك وهى تقوم بواجب وطنى مقدس وتحمى المواطن وتدافع عنه وتحافظ على سلامته.