أثار قرار ازالة مبنى أثري في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، يعود الى حقبة الاستعمار الانجليزي، موجة سخط في المدينة العريقة. وشيد المبنى التاريخي في بدايات القرن الماضي كمكتب للاستعلامات والعمل بالاقليم الشمالي. وانتقدت الأوساط الثقافية والاعلامية بمدينة عطبرة قرار بيع المبنى الذي كان يضم مجمع البجراوية الثقافي لصالح بنك أمدرمان الوطني الذي يعتزم بناء برج في مكانه. واعتبر متحدثون لقناة الشروق عمليات الازالة التي تجري الآن للمجمع اجحافاً في حق منشأة ذات قيمة آثرية وحضارية عظيمة. وقال الصحافي حسن أحمد الشيخ، ان هدم المبنى التاريخي يعد يوماً حزيناً من أيام عطبرة، وأضاف انهم كانوا يعلمون بقرار بيعه منذ ستة أشهر وحاولوا اعتراض الخطوة بجمع توقيعات تم ايصالها للصحف والمسؤولين لكن دون جدوى. وأكد مصطفى عبدالرحيم من وزارة الثقافة والاعلام بولاية نهر النيل للشروق، أنه لا يدري جدوى التخلص من المبنى، وأضاف ان قلة تنظيم المنتديات والأنشطة الثقافية بالمبنى ليست سبباً كافياً لازالة مبنى أثري. من جانبه، اعتبر الاعلامي الوسيلة حسن مصطفى تشييد برج لبنك أمدرمان الوطني في المدينة أمراً جيداً، ولكن ليس في مكان مبنى عتيق وأثري من معالم مدينة عطبرة. وقال الباحث في تراث الولاية محمد أحمد قدور، ان قرار ازالة المبنى آثار دهشتهم، بينما أفادت الموظفة بادارة الثقافة والاعلام عفاف بابكر بأنها تفاجأت بعمال يشرعون في هدم المبنى دون سابق انذار بحجة أن البنك اشترى الموقع. وزادت: «لا ندري أين سنذهب بعد الآن».