٭ دشن تاج الدين بشير نيام وزير اعادة الاعمار والبني التحتية بالسلطة الاقليمية مشروع كتاب دارفور المدرسي بمنبر «الصحافة» الدوري، بمبادرة من شركة التراضي لصناعة الثقافات وصحيفة «الصحافة» وسط حضور نوعي كبير. وافتتح رئيس تحرير صحيفة «الصحافة» الأستاذ النور احمد النور المنبر الدوري وابدى النور تفاؤله بالشراكة البناءة التي قامت بين الصحيفة وشراكة التراضي للصناعات الثقافية برئاسة عبد الله آدم خاطر وصندوق دارفور للاعمار والتنمية ممثلا في محمد تيجاني الطيب، وقال ان هذا المشروع يعد من المشروعات الوطنية والقومية المهمة، لافتا الى ان اسم الصحافة نفسه قامت على اثره احياء الصحافة الآن، حيث تبنت الصحيفة في فترة من الفترات مبادرة مشروع الاسكان الشعبي حتى صار احياء الصحافة الآن في جنوبالخرطوم. وقال رئيس التحرير إن الحرب التي شهدتها دارفور في الفترات الماضية اثرت على كل مناحي الحياة في ذلك الجزء العزيز من الوطن، وان التعليم اكثر القطاعات تأثرا، وكل القطاعات الخدمية شهدت دمارا وتراجعا كبيرا وتدهورا ادى الى تسرب الطلاب من المدارس، بحسب الاحصائيات الاخيرة لكل ولايات السودان، لكن في دارفور بصورة اكبر .. وقال النور إننا نستشرف عملية سلام جديدة، وهنالك تفاؤل بأن تمضي الى غاياتها، مستدركا ان السلام لا يمشي على رجليه الا اذا قام على قواعد قوية، ومن هذه القواعد عودة الخدمات والتنمية وتطبيع الحياة السياسية والمدنية والامنية في الاقليم. واضاف قائلاً إن السلام يكتمل الا اذا حدث استقرار وتراضٍ بين جميع ابناء الاقليم، موضحا أن السلطة الاقليمية لدارفور ابدت حسن نوايا كبيرة في الشراكة مع الحكومة في عملية تطبيق السلام التي بدأت بتشكيل السلطة الاقليمية، مشيرا الى ان الحكومة لن تستطيع ان تفعل شيئا اذا لم يتكاتف معها المجتمع، واصفا المبادرة بالرائدة، داعيا منظمات المجتمع المدني إلى دعم المشروع لتوفير الكتاب المدرسي لطلاب دارفور. وقال النور إن أمر التعليم ليس عليه خلاف رغم كثرة الخلافات في كثير من القضايا، لافتاً إلى أن التنمية البشرية اصبحت من الموارد المهمة في العالم، مشيرا الى ان هنالك عدداً من الدول ليست لديها موارد غير التنمية البشرية مثل اليابان وماليزيا اللتين لم تنهضا لولا التنمية البشرية، لجهة ان اليابان لا تمتلك موارد طبيعية من بترول وغاز وإنما قامت على التنمية البشرية. وماليزيا خصصت 25% من ميزانيتها للتعليم، مبينا ان التعليم يقوم على المعلم والكتاب المدرسي، مؤكدا ان مهمة المشروع تستهدف الكتاب المدرسي بوصفه احد اهم اركان العملية التعليمية، مطالبا حكومات الولايات والسلطة الاقليمية بالتركيز على المعلم والمنهج، لافتاً الى قرب اقامة المؤتمر القومي للتعليم الذي سيعالج مشكلة المعلم والمنهج، ولكن مشكلة الكتاب ستظل ما لم تجد تكاتفاً من المجتمع. ومن جهته ابدى مدير شركة التراضي للصناعات الثقافية سعادته بالمبادرة التي طرحتها الشركة، ولاقت القبول من السلطة الاقليمية وصندوق اعمار دارفور وصحيفة «الصحافة»، وقال خاطر إن هذه مرحلة جديدة بالنسبة لنا في العمل السوداني والاقليمي والدولي لصالح العملية السلمية في دارفور، مشيراً إلى أن النزاع الذي بدأ في دارفور كان نزاعا بسيطاً، غير انه تطور ليصبح نزاعا ذا مدلول اقليمي ودولي. وقال خاطر إننا مازلنا في داخل العملية السلمية لكننا لم نخرج الى فضاء السلام الكامل، مناشداً الحركات المسلحة عبر مدخل التعليم للجلوس على طاولة المفاوضات مجدداً بضمانة الوساطة الدولية المعترف بها من اجل الاطفال والايتام والنساء والنازحين واللاجئين والمجتمع. مناهضة الحرب وأكد مدير شركة التراضي أن المجتمع المدني الدارفوري ظل منذ اليوم الأول يناهض عملية الحرب ويعمل من أجل السلام من خلال مجموعات مختلفة، مشدداً على ضرورة البحث بدائل تجعل المجتمع اقرب من العملية السلمية، معتبراً هذه المبادرة محاولة تتشرف بقيادتها شركة التراضي للصناعات الثقافية، وقال إننا كنا نبحث عن كيفية البداية ومن اين نبدأ في هذه المرحلة، فكان الشيء الطبيعي أن نبدأ بمدخل التعليم، ونخص الكتاب المدرسي لانه ليس محل خلاف اطلاقاً بين مكونات المجتمعات، موضحا انهم وجدوا ان اميز الشركاء في هذ المشروع هم صندوق دارفور للإعمار والتنمية والسلطة الاقليمية وصحيفة «الصحافة»، كاشفاً عن الفكرة التي بدأ بها المشروع، مضيفا انها بدأت فكرة بسيطة تداولناها بوصفنا شركاء من معلمين واصدقاء في المجتمع، مؤكدا ان هذا المشروع سيستمر بالتعاون والشراكة بين منظمات المجتمع المدني والخيرين ورجال المال والاعمال، فضلا عن السلطة الاقليمية لدارفور. وقال خاطر إن هذا المشروع توسع بعد تمكنهم من ايصال الفكرة للطابعين والاعلاميين لحصد ثمرات هذه الشراكات المختلفة، مشدداً على أهمية الدعم والتمويل من شركاء الداخل والخارج، ليس فقط على مستوى انجاز الكتاب نفسه بل ترحيله وتخزينه وايصاله لضمان مستقبل اجيال قادرة على النهوض بالعملية السلمية في دارفور، بعد اكتمال حلقاتها الإدارية والقانونية والسياسية، داعيا الى مشاركة الجميع لايجاد وسائل والدفع بمقترحات جديدة، وتوضيح النقاط المبهمة لإنجاح المشروع. وكشف خاطر أن تعاقد الشراكة لهذا المشروع ستدعم دارفور بالكتاب المدرسي لكل المستويات على مدى عشر سنوات باعتبارها المرحلة الاولى، وقال ان تكلفة المشروع تبلغ حوالى «20» مليون جنيه، معتبراً هذا المبلغ ليس من السهل توفيره دون مشاركة الاطراف. وأبان خاطر ان رئيس السلطة الاقليمية رحب بالمشروع عندما طرحه عليه في الدوحة عقب انتهاء المفاوضات، مضيفا ان التيجاني السيسي تعهد بعد توقيع الاتفاق مباشرة ان يكون المشروع الاول الذي يقابل به اهل دارفور. فكرة التراضي جديدة ومهمة ومن جانبه قال رئيس صندوق اعمار دارفور للتنمية محمد تيجاني الطيب إن هذا المشروع يتلمس قضية دارفور من جذورها اذا اتفقنا على تقوية الشراكة والدفع بالمشروع للوصول الى غاياته، مبينا ان صندوق اعمار دارفور هو مفوضية من المفوضيات الست التي تُعنى بالاعمار والتنمية، كاشفا عن الاعمال التي انجزها الصندوق والمبالغ التي صرفها لاقامة مشاريع في دارفور قبيل حل السلطة الانتقالية، مشيرا الى صرف مبلغ «147» مليون دولار من جملة «700» مليون دولار التي نصت عليها الاتفاقية. وقال الطيب إن المبلغ المصروف عبارة عن «14» مليون دولار نقداً لتأسيس السلطة الانتقالية بكل مكوناتها، و «85» مليون دولار عبارة عن سندات لتنفيذ شبكة مياه دارفور، و «20» دولارلتشييد مبنى السلطة الانتقالية في الفاشر، و «10» ملايين دولار دفعت لمفوضية التأهيل والتوطين للقيام بالمهام التي نصت عليها الاتفاقية. وأضاف قائلاً إن هذه جملة المبالغ التي دفعها بنك التنمية الاسلامي، وهي عبارة عن قرض مخصوص لمعالجة الاوضاع الطارئة في دارفور، بالاضافة الى «8» ملايين دولار من الصندوق العربي للإعمار الاقتصادي والاجتماعي الكويتي «عبارة عن منحة»، مؤكدا ان الصندوق عمل في اهم ثلاثة قطاعات في دارفور تتمثل في التعليم والصحة والمياه، فضلاً عن المناشط الاجتماعية والرياضية من اجهزة فيديو وحواسيب وبعض الوسائط لمساعدة شباب دارفور لترقية العملية الانتاجية لصالح التنمية في دارفور، معتبرا ان التعليم هو الهم الاكبر والهاجس الذي ظل يقض مضاجع اهل دارفور، لجهة ان التعليم هو الوسيلة الوحيدة لرفع وعي الناس والارتقاء بهم في كل مناحي الحياة، مفصلاً ما قدمه الصندوق في جانب التعليم من صيانة وتأهيل وإنشاء «57» مدرسة على نطاق دارفور، و «20» في شمال دارفور الفاشر، و «20» في جنوب دارفور، و «17» في غرب دارفور. وقال الطيب إن 25% من هذا العمل قام بتمويل من البنك الاسلامي بجدة، و32% من الصندوق الكويتي، واصفا العمل مع هذه الجهات بالمتطور والمتقدم، وأضاف قائلاً: إننا ناقشنا مع البنك الاسلامي بجدة موضوع الاجلاس من ثم أجلسنا «15» الف طالب وطالبة من ولايات دارفور الثلاث. واردف قائلاً إن الصندوق قام بتدريب «200» معلم في كل ولاية من ولايات دارفور الثلاث بواقع «100» معلم في مادة اللغة العربية و «100» في مادة اللغة الانجليزية لإكمال منظومة العملية التعليمية في دارفور. وقال الطيب إن فكرة شركة التراضي جيدة ومهمة للغاية، وتتوافق مع العمل الذي قام به الصندوق في الماضي قبيل حل السلطة الانتقالية، وذكر أن الكتاب يأتي في المرتبة الاولى رغم تدهور البني التحتية للمدارس في دارفور، قائلاً: إننا فكرنا في هذا الموضوع لكن خروج رئيس السلطة الانتقالية مناوي حال دون ذلك، كاشفاً أن هنالك آلافاً من النازحين في ولاية شمال دارفور لم تكن لديهم إمكانيات الاكل والشرب والماء والمأوى، تولت السلطة الانتقالية أمرهم آنذاك. وأضاف أنهم دعموا معسكرات النازحين بمجموعة من الكتب كانت سبباً في حصول أحد طلاب معسكرات النازحين على المرتبة العاشرة على مستوى الولاية. وذكر الطيب ان المعلومات التي استقاها من خبراء التعليم تعد تأكيداً على المعاناة التي ألمت ببعض المناطق في دارفور، قائلاً إنه في بعض المناطق يمتلك المعلم لوحده كتابا بينما التلاميذ لا يمتلكون الكتب، لأن انتفاء الادوات الكهربائية الحديثة لم يسعفهم لتصوير الكتب. أول مشروعات السلطة الإقليمية قال وزير إعادة الإعمار والتنمية والبني التحتية للسلطة الاقليمية لدارفور تاج الدين بشير نيام، إن السلطة الاقليمية انشئت قبل أسبوعين، وهذا بمثابة اول مشروع تقوم به السلطة بعد تكوينها من منطلق اهمية الكتاب بالنسبة للطلاب بدارفور، مؤكداً أن اهمية الكتاب بالنسبة للطالب مثل الطفل لأمه، مشيرا الى ان غياب الكتاب المدرسي يساهم في تدهور البيئة المدرسية، معلنا ان وزارة اعادة الاعمار والتنمية والبنى التحتية ستساهم بصورة جلية، ونخطو خطوات جيدة مع الاخوة رغم اقتراب انتهاء السنة الدراسية، داعيا كل الاحزاب السياسية والوزارات والقيادات ورجال الاعمال ووسائل الاعلام لدعم المشروع بوصفه مشروعاً انسانياً ووطنياً في غاية الاهمية، شاكراً اعضاء السلطة الانتقالية المحلولة بكل مفوضياتها المختلفة، وقال: إن الإخوة في السلطة الانتقالية اخفقوا في بعض المشروعات ونجحوا في البعض الآخر، ولكننا سنعمل كل ما بوسعنا لتكملة القصور والدفع بالايجابيات في المرحلة القادمة.