بدت ولاية الخرطوم وكأنها تدافع عن تأخر تنفيذ مشاريع المدارس والمراكز الصحية بمحليتي بحري وامبده ،واوجدت لهم العذر لمتأخرين من المقاولين وقالت انها اسباب فنية وطبيعية ، مرتبطة بطبيعة عمل المقاولين في السوق ، ومالم تقله ولاية الخرطوم انا هذا المال ليس ملكا للمقاولين وولاية الخرطوم وانما هو مال عام .. واذا كان تأخرهم مبرراً لديها فلماذا يلتزمون بالتنفيذ اذاً ؟ ومن الواضح انها انتبهت مؤخراً بأن هناك بعض المقاولين لم ينفذوا المشروعات كما هو متفق عليه وبدأت باستبدالهم بآخرين ، ولكن الم يكن من الممكن ان تقدم الولاية على هذه الخطوة قبل الآن ؟ فالملاحظ انه الربع الاخير من العام الدراسي وبعد عطلة الصيف سيستقبل الطلاب عاماً جديداً فهل بقي من الوقت لتنضم المدارس التي مازالت قيد الانشاء الى ركب التعليم ؟ تتداخل هذه التعقيدات مع ماقالته ولاية الخرطوم ، انها اختارت مواد بناء جديدة ولاتستغرق وقتا طويلا وتقل تكلفتها عن المواد التقليدية بنسبة 30% ، وقد تعاقدت مع مقاولي شركات تستخدم الالواح ثلاثية الابعاد ، والحجر النباتي ، وحسب ماافادتنا به الولاية انها تنتظر هذه المشاريع ان تكتمل في اسرع وقت ، لحاجتها الماسة اليها ، ولكن الامور لم تمضِ كما يجب ان تكون ، لأن المشروعات لم تكتمل بعد ، واخذت من الوقت ماتأخذه المباني الثابتة ، فالمقاولون الذين تم اختيارهم لتنفيذ هذه المشاريع لم يلتزموا بالتنفيذ كاملاً ، وتعطل العمل ، لتداخل عمل المقاولين الذين ظهرت لهم مشاكل في السوق . وبعد (15) مهاتفة لمسئول اعلام ولاية الخرطوم تمكنا من الوصول الى مستشار البرنامج التكميلي لولاية الخرطوم ، محمد الخليفة ، الذي اكد في حديثه الينا ان الولاية قد تعاقدت خلال العام الماضي مع شركة النصر التي تستخدم الالواح ثلاثية الابعاد ، وكان نصيبها مدارس بحري وامبدة واسواق ، وشركة (زادنا ) التي تستخدم الحجر النباتي لتنفيذ 70 مركزاً صحياً وسوق كرري وصلت نسبة التنفيذ فيها الى 70% ، ولكن المقاول شركة النصر تأخر عن التزامه واستبدلته ولاية الخرطوم بمقاولين آخرين في محلية امبدة ، وتعاقدت معهم ليكملوا ماتبقى من المشاريع ، بينها دورات مياه وأسوار مدارس ، وبلغت تكلفة العقد الاول مع المقاول ( 438,807,80) جنيه لتنفيذ سورين ومدرسة بالحارة عشرين ، وبلغت تكلفة العقد الثاني (268,633,10 ) جنيه لتنفيذ خمسة اسوار ، فيما بلغت تكلفة العقد الثالث (275,195 ) جنيه لتنفيذ خمسة اسوار كذلك ، والعقد الرابع وصلت تكلفته الى (123,855 ) جنيه ، وكان نصيب المقاول الخامس(258,738,505 ) جنيه لتنفيذ خمسة اسوار ، ورصد للمقاول السادس مبلغ (143,226,80 ) جنيه لانشاء ثلاثه اسوار ، ونصيب المقاول الاخير (103,757,60 ) لبناء سورين . وذات الاجراء سرى على محلية بحري في منطقة الجيلي تحديدا تم التعاقد مع عدد من المقاولين ليكملوا مابدأه مقاول شركة النصر ، ورصد للعقد الاول لبناء مدرسة الجيلي للبنات مبلغ (1,521,423,55 ) جنيه ، وخصص للمقاول الذي سينشئ مدرسة الجيلي للبنين مبلغ ( 1,570,858,6 ) جنيه . وعندما سألنا مسئول البرنامج التكميلي للولاية عن لماذا تم استبدال مقاول شركة النصر الذي ظلت الولاية تتعامل معه علي الرغم من انه تعثر من قبل اجاب :( تأخر علينا في الشغل وفضينا العقد بالتراضي) ، ويفصل اكثر في حديثه ليقول ان هنالك اشكالات بشرية حدثت وتمت معالجتها وفقا للائحة المالية ، فبعض المقاولين دخلوا السجن ، وآخرون تعثروا ولم يتمكنوا من السداد للبنوك في مشاريع غير التي تخص الولاية ، وغيرهم عجزوا لإدخالهم المشاريع في بعضها، ليضيف بعد ذلك (ان هذه الاسباب بالنسبة الينا فنية وواقعية ) فهناك جزء من المواد الخام يتم جلبه من مدينه القضارف ، والجزء الآخر من اثيوبيا وبعض الخلطات المستوردة . ويبدو ان ولاية الخرطوم دخلت هذه المشاريع بدون بصيرة لتدخل بعد ذلك في دوامة ، ولم تنتبه الا ان هذا النوع من مواد البناء جديد في السوق وكذلك الشركات المنفذة ، و ان ذلك لايتلاءم مع استعجالها وفقا لحديث مستشار البرنامج التكميلي ، ولذا لم تستطع الاستمرار وعملت على تسوية المدارس التي لم يبدأ فيها العمل ، وتركت المدارس التي بدأ فيها التنفيذ ، وفي محلية امبدة تم التعاقد مع مقاولين لتنفيذ الاسوار ودورات المياه بعد طرح العطاءات في مناقصة مقفوله وسريعه ، ورست على سبعة مقاولين يعملون الآن ، واضاف ان في منطقة الجيلي رست العطاءات على اثنين من المقاولين . وما يذكر ان مقاول شركة النصر كان من ضمن المشاريع التي من المفترض ان ينفذها سوق صابرين ، ولم ينفذ وفي ذات الوقت خزن المواد التي من المفترض ان ينفذ بها مشاريع المدارس داخل السوق ، وعندما اراد ان يرحل المواد الى مواقع التنفيذ رفض التجار ذلك وهو من بين الاسباب التي ادت الى تأخر اكتمالها وفقا لمسودة مكتوبه حصلت عليها ( الصحافة ) من ولاية الخرطوم . وكان نصيبه من العطاءات مدارس بحري وامبده ، كما ذكرت ما اكده مستشار البرنامج التكميلي لولاية الخرطوم في حديثه الينا انه قد تم حشد حوالي350 مقاول لتنفيذ 500 مشروع اكتمل منها فعليا 450 مشروع . وقال نحن استبدلنا مقاول شركة النصر لانه تأخر علينا ولدينا طلاب يريدون ان يدرسوا لذلك لابد من اكمالها .