جددت وزيرة الصحة دكتورة تابيتا بطرس، التزامها بتوفير العلاج المجاني لمرضي الدرن وتفعيل العلاج قصير المدي ومراجعة كافة البروتوكولات العلاجية وتوفير معينات الاكتشاف المبكر بالولايات. وتعهدت تابيتا خلال مخاطبتها الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن بقاعة الصداقة مؤخرا الذي جاء تحت شعار (فلنغن معا لدحر الدرن) بتوفير تشريعات قوية تحمي مرضي الدرن والايدز من الوصمة والعزلة الاجتماعية، وبتفعيل جهود الشراكات في اطار تقوية برنامج مكافحة الدرن. وطالبت تابيتا بالرعاية والاهتمام بشريحة المرضي الذين يعانون من الدرن المصاحب للايدز او الايدز المصحوب بالدرن . من جهتها، طالبت حرم رئيس الجمهورية، فاطمة خالد، بتضافر جهود الافراد والمؤسسات لمكافحة المرض وناشدت المختصين بالعمل علي ازالة الوصمة الاجتماعية، ودعت وسائل الاعلام الي نشر الوعي الصحي لدى المواطنين حول مرض الدرن وطرق العدوى والعلاج. واكد مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن دكتور هاشم وقيع الله ان الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن، يهدف الي خفض معدل الاصابة الى اقل نسبة ممكنة وذلك فى اطار تفعيل الشراكة مع القطاعات المختلفة، وجدد الوقيع التزام الدولة السياسي بتوفير 400 ألف دولار لتوفير الأدوية للأعوام 2008و 2009 و 2010م. هذا وقد احتوي برنامج الاحتفال الذي تم برعاية شركة زين للاتصالات علي كرنفال موسيقي واعمال درامية ومسرحية بمشارمة طلاب الجامعات وجمعية مرضي الدرن السودانية. وكان البرنامج القومي قد كشف الاسبوع الماضي خلال منبر (سونا ) توقيع اتفاقية للامداد بالأدوية بمبلغ 40 ألف دولار سنوياً بدعم من منظمة الدعم العالمي وزيادة عدد المراكز من 209 إلى 320 مركزا تغطي كل ولايات السودان، وتجهيز المعامل التشخيصية بالمعدات والأجهزة الحديثة وابتعاث الأطباء للتدريب ضد السل المقاوم لأنه أصبح خطرا يهدد بعض الدول، وأبان أن البرنامج يهدف الي توفير علاج الاطفال من السل المقاوم يكفي لمدة عام واكد البرنامج انجاز حوالي 21 بحثا علميا بتكلفة 8 آلاف دولار، وأوضح وقيع الله دعم البرنامج من صندوق الدعم العالمي والمنظمات التي تعمل في المناطق التي يصعب الوصول إليها وعلى مستوى التثقيف ابان أن البرنامج يركز على القيادات السياسية في المجالس التشريعية في الولايات وتكوين لجان الإشراف للعلاج المباشر للدرن لتفعيل دور النظام المجتمعي في تنفيذ العلاج بالإضافة إلى البث عبر الإذاعة والتلفزيون والسمنارات والندوات وطباعة الكتب الموجهة للمريض لمعرفة حقه في العلاج والتشخيص مجانا من وزارة الصحة، والاستعانة بالنظام الصحي خارج نظام وزارة الصحة لتقديم خدمات صحية والتدريب عليها وأشار إلى ان البرنامج يستهدف معدل إكتشاف الحالات الموجبة ومدى العلاج المباشر بنسبة 100% أو 70% حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التى كان أخرها إحصاء 86، حيث كانت نسبة الإكتشاف حوالي 32.6 ، وأضاف انه تم عقد اجتماع مع منظمة الصحة حيث تم حصر الإحصاءات من العام 1995م وقال انه في 2008م وصلت نسبة الإكتشاف إلى 42% مشيرا الى عدم وصول بعض الحالات إلى المراكز التشخيصية خصوصاً فى المناطق المتاخمة ومناطق النزاعات. وعلى مستوى الخطط المستقبلية أوضح أن البرنامج يسعى لتقوية الإشراف وطرق التدريب على الإشراف وتكثيف العمل في دارفور بخطط تمويلية في الدورة الثامنة لصندوق الدعم العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إضافة الى الدعم الفني والمراجعة من منظمات الأممالمتحدة ومجموعة المعمل الوبائي واختصاصيي الأمراض الصدرية ومنظمة رعاية الدرن . ومن جانب آخر، أكد دكتور محمد عبدالرب ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان استمرار منظمة الصحة العالمية فى دعم البرنامج والوقوف خلف وزارة الصحة ومساعدة السودان ومرضى الدرن، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع البرنامج لوضع موجهات للحد من إنتشار المرض وأشار إلى نجاح البرنامج بمعدل 81% باعتباره الأجود عالمياً على مستوى إقليم شرق الأوسط، مؤكدا على المسؤولية المجتمعية ودور المجتمع في توصيل الرسالة ومتابعة المرض وتشخيصه وعلاجه لكسب المعركة والقضاء على الدرن بالسودان. وحسب البرنامج فإن السودان يحتل المرتبة الثانية من حيث معدل الاصابة بعد باكستان ويساهم بحوالي11-16 % من حالات الاصابة بالاقليم كما يحتل المرتبة الرابعة بين الامراض في استخدام الخدمات الصحية ويمثل 16% من اسباب الوفيات بالمستشفيات وينتشر المرض بكل ولايات السودان دون استثناء، وترتفع معدلات الاصابة به في مناطق الازدحام ويشكل الدرن الرئوي الذي يصيب الرئتين 80% من جملة الاصابات برغم توفير مراكز تشخيصية وعلاجية تقدم خدمات الفحص والعلاج مجانا ،وينتقل الدرن من خلال الهواء من الشخص المصاب الي الشخص السليم عن طريق الرذاذ الخارج من الفم الي رئتي الشخص السليم. بينما اقرت منظمة الصحة العالمية بوجود جملة تحديات تواجه مكافحة الدرن بالسودان من ابرزها عدم توفر احصائيات ومعلومات دقيقة للبرنامج وهذا يعني ان هناك عددا من المرضي يجب الوصول اليهم، ووفقا لتقارير المنطمة فإن السل يتسبب في وفاة اكثر من 3 ملايين شخص وهو الامر الذي يجعل الدرن بمثابة اشد الامراض سببا في وفاة الشباب مع العلم ان ثلث سكان العالم مصابون بالسل، وفي كل عام يصبح اكثر من 8 ملايين فرد مرضى بالدرن، ويعتبر التدهور الاقتصادي وتدهور النظم الصحية والتطبيق غير الكاف لمقاييس التحكم في الدرن بجانب انتشار الايدز وتفشي الدرن المضاد للادوية سببا لارتفاع الاصابة به في العديد من الدول النامية.