ندوة الشيوعي    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 15 - 01 - 2012


الخرطوم: هويدا المكي
ذوقك حلو .. عطرك حلو .. كثيراً ما نسمع هذه العبارة التى تحمل فى طياتها الكثير من الاطراء، ولكن هل حقيقة «ذوقك حلو » ام ان العبارة لها ما وراءها. فبغض النظر عن الهدف من اطلاقها فالعطور جميعها تجانست او اختلفت الاذواق حولها مثيرة للانتباه لافتة للانظار، فقد تناولها الشعراء منذ قديم الازمان بكثير من المسميات «العطر الطيب، النشر، الفواح، العبوق» والكثير من المسميات التى اودعها المبدعون فى وجداننا لتبقى ابدا كرائعة «المنديل» التي ترنم بها الراحل المقيم سيد خليفة، وكما تغنى كذلك الراحل عبد العزيز ابو داؤود بالعطر والانسام تغمرنى بفيض الياسمين تذكرين.. ودعونا نتذكر عطرنا فى ذلك الاستطلاع.
مودة مجذوب عندما سألناها قالت: احب العطور المميزة وعادة لا اكثر من التغيير حتى يكون عطرى الذى اتميز به. واضافت انها لا تحب العطور الصارخة الملفتة للانتباه، وقال إني أحبذها هادئة وتفوح منها رائحة طبيعية كالفواكه، وليس بالضرورة ان تكون ماركة عالمية او غالية الثمن. ويكفينى انها تريح الاعصاب وتنعش الاحساس.
فيما قال مجذوب ميرغنى: «قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لو كنت تاجرا ما اخترت غير العطر، ان فاتنى ربحه لم يفتنى ريحه»، واضاف مجذوب انه يحب العطور الزيتية، وان يكون مصدرها الطبيعة، وقال ان العطر يمثل شخصية الانسان، وان عطره مميز دائما ولا يمكن ان يغيره بسهولة حتى لو دام معه عشرات السنين. واضاف قائلاً: «أذكر فى بداية الثمانينيات كان معظم إخواننا المغتربين يستخدمون عطر «ون مان شو» بل يأتون به ويقدمونه هدايا لاصدقائهم واقاربهم، شحتى صار رمزاً لكل مغترب».
وقال نجم المنتخب القومي والمريخ الاسبق هيثم طمبل إن عطره يتكيف مع نفسيته، ومن الممكن ان يعجب بعطر اخر دون ان يستخدمه، واشار الى ان الاجواء هي التي تتحكم في اختيار العطر المناسب، اما عن الاسعار فقد ابدى عدم الاهتمام بها.
وللفنانة حنان بلوبلو ذوق مختلف، حيث اكدت انها تحب العطور الباريسية عموما، ولا تميل لاستعمال العطور السودانية، مثل الخمرة التي وصفتها بالملفتة للانتباه، وأكدت ميلها للعطور التي تحقق راحتها النفسية وتحبذ العطور القديمة. وقالت إن للعطور زمان ومكان، مشيرة الي أن هناك عطر ليلي وآخر نهاري ، عطفا علي وجود شتوي وصيفي، وانها تفضل عطر «كارتر» وسينما واسكودا بوصفها عطوراً شخصية، ومع ذلك قالت اذا لم تعجب برائحة عطر لا تمانع في استخدامه، اما الدكتور عادل الصادق فقد حلق بنا في جميع انواع العطور، وقال ان لكل مناسبة عطر خاص، وأضاف قائلاً: «مناسبات الزواج والعامة والخاصة لكل منها عطر محدد يخصها، وذلك لأن العطر مثل اللون يؤثر على نفسيات الشخص الذي يستنشقه».
وتقول ناهد عثمان ان العطور عالم قائم بذاته وتضيف: «الشعب السوداني يعتبر من ارقى شعوب العالم، وذلك لأنه يحرص على شراء العطور واستعمالها في مختلف المناسبات، وارتفاع اسعارها لم يحل بينه وبين اقتنائها» .
المراكز الثقافية.. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
الخرطوم: شمس الدين حاج بخيت
المشهد الثقافي الآن لا يبشر بشيء في مستقبل الثقافة بالسودان، وعلى الرغم من الأنشطة الثقافية المتعددة هنا وهناك وعلى قلتها من بعض المهتمين بالثقافة بالبلاد، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة وما قامت به أخيراً بافتتاحها لمركز أم درمان الثقافي على يد النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه وانشاء بيوت الثقافة ومراكز الابداع. ولكن تبقى هنالك عدة اسئلة للناظر للواقع الآن: ما مدى تأثير ذلك على المواطن السوداني البسيط؟ وما مدى استفادته من هذه المشروعات والمراكز الثقافية؟ لا سيما في ظل واقع لا يساعد في خلق بيئة ثقافية صالحة. والصحيفة كانت حاضرة في افتتاح مركز أم درمان الثقافي، وطرحت هذه التساؤلات على بعض الجمهور والمهتمين وخرجت بالمحصلة التالية:
المواطن عادل سعيد واحد من المهتمين بأمر الثقافة تحدث لنا قائلا: هنالك مؤشرات بدأت تتفتح في سماء الحياة الثقافية، واعتقد ان مثل هذه المراكز الثقافية تخدم كثيرا وبشكل ايجابي الانسان السوداني، وأناشدا اهل الثقافة في البلاد والادباء نشر مثل هذه المراكز في جمع انحاء البلاد.
المواطن عثمان صلاح الدين اشار الى ان الثقافة ليست قصوراً ومراكز، بل هي مجموعة من منارات ثقافية. ونريد أن تعود بنا الثقافة الى زمان المعرفة والاطلاع.. نريد ان تنتشر هذه الدور والمراكز في جميع أنحاء البلاد لكي تعم الفائدة ويستفيد الانسان السوداني البسيط.
الأستاذ جمال عبد الرحمن اكد لنا ان الانسان السوداني بطبعه غير ميال لمثل هذه الامور التي يعتبرها من الاشياء الثانوية في حياته، اذن المطلوب من الدولة وكل المفكرين والأدباء جهد اكبر حتى تصير الثقافة من اهتمامات المواطن البسيط، ونحن نحمد للدولة اقامة هذا المشروع الكبير في قلعة الثقافة والفكر أم درمان.
الممثل الكوميدي المعروف بدر الدين بساطي كان حاضرا في هذا المحفل، وتحدث لنا في ذات الاطار قائلاً انهم بوصفهم فنانين سعداء جدا بافتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير في ام درمان، لاسيما ان مثل هذه المراكز ستؤتي أكلها في القريب العاجل بإذن الله.
اما الفنان وليد زاكي الدين فقد ابان انهم يعملون لغرس الفهم الحقيقي للعمل الثقافي من خلال العديد من الأعمال التي تدعو للقيم والموروثات والفن الأصيل، كما أننا نريد أن نوصل رسالتنا لكل العالم بأن الشعب السوداني شعب بطبعه مثقف، وأؤكد لكم أن مركز أم درمان الثقافي سيسهم كثيراً في نشر الثقافة في ربوع هذه البلاد.
سنار.. أم تضع أربعة توائم وسط فرحة كبرى
سنار: مصطفي أحمد عبد الله
رزقت أسرة عبد الغنى رحمة الله بأربعة توائم «ثلاث ذكور وأنثى»، بعد نجاح العملية القيصرية التي خضعت لها زوجته في مستشفى سنار بقسم النساء والتوليد، وأكدت إدارة المستشفى أن التوائم الأربعة وأمهم بصحة جيدة، ويخضعون حالياً لعناية طبية متخصصة.
فرحة حسين «التوأم الشقيق لأم التيمان» كانت مزدوجة باحتفال أعياد الاستقلال المجيد وولادة شقيقته التومة، ويقول انها مكرمة وفضل من الله تعالى ان تنجب تومتي «4»اطفال مع بداية رأس السنة، لتعيش اسرتنا كلها فى سعادة وفرحة الحدث، ونحن نستقبل اعياد استقلال البلد وهدية كبيرة من الله تعالى الذي حفظ لنا اختنا واطفالها ليروا النور في هذه الايام السعيدة لتكون بشرى خير وامل كبير لنا في حياتنا، وكلنا امل ان نتمكن من توفير حياة كريمة وسعيدة لهم، ووجه عتاباً لادارة مستشفى سنار لعدم وقوفهم معهم وإلزامهم بدفع رسوم العملية ومصاريف شراء الأدوية والعقاقير، وتجاهل حكومة ولاية سنار دعمهم أو تقديم يد العون لهم عدا مبادرة معتمد محلية سنار بالسؤال عنهم ودعمهم معنوياً، ويضيف: «هي فرصة لتنقلوا شكر أسرتنا لرجل البر والخير النور عبد الرحمن وطاقمه المعاون الأخوان الجنيد عثمان وعلى حسين الذين آزرونا بالدعم المادى والمعنوى وتكفلوا بنفقة الجناح الخاص الذي مازالت الام واطفالها يخضعون فيه للمتابعة والعناية الفائقة، وكل مستلزماتهم من اكل ومشرب وادوية وعقاقير. ونسأل الله ان يجازيهم خيرا.. والشكر ايضا يمتد لمدير ديوان الزكاة بمحلية سنار الذى قدم لنا بعض الدعم المالى».
وعبر والد التوائم الأربعة عبد الغنى رحمة الله عن فرحته الكبيرة بمواليده الجدد، وقال: «غمرتني فرحة كبيرة عندما بشرتني الداية بأن زوجتي أنجبت أربعة توائم، وبالرغم من أن التوائم الأربعة ليسوا أول أبنائي حيث لدي ابنة، إلا أنه من الطبيعي عندما ترزق العائلة بأربعة أبناء في ولادة واحدة، تكون فرحتها كبيرة ولا توصف، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لله على هذه الهبة، وإلى إدارة وفنيي مستشفى سنار على اهتمامهم ورعايتهم لزوجتي ومواليدي الجدد».
عبد الغنى رحمة الله وهو عامل شحن وتفريغ في محلية الدندر، ورغم ان لديه ابنة واحدة قبل التوائم، قال ل «الصحافة»: ان فرحتي كانت كبيرة عندما اخبرنى دكتور محمد عبد الواحد ان زوجتي حامل باربعة اطفال منذ الشهر الخامس، وبدأنا نستعد لاستقبالهم ولم نهتم بواقع وظروف الحياة الصعبة، فالله يرزقنا بالابناء وييسر رزقهم معهم، وانهمكنا بالتفكير فى سلامة الأم خاصة بعد ان قرروا نقلها لمستشفى سنار ولم نستطع دفع قيمة الأسعاف «200» جنيه فنقلناها بواسطة عربة أحد الاصدقاء رغم خطورة الموقف ولكن ما باليد حيل»، مطالباً الجهات الحكومية بتقديم يد العون والمساعدة لاسرته، باعثا برسالة خاصة لوالي سنار الرجل الانسان كما وصفه احمد عباس.
والدة أم التيمان واسمها حواء جمعة قالت: «شعوري لا يوصف، وأحمد الله على سلامة ابنائي، وهذا فضل من الله تعالى، ونأمل أن يوفقنا الله في تربيتهم وتعليمهم، وكنت خائفة عليها شديد وقلت ابنتي صغيرة وما حصل سمعت بولادة أربعة اطفال فى حياتي».
أما أم التيمان التومة جبر الله خير السيد فقالت: «لا يوجد ما اصف به مشاعري، وانا سعيدة وادعو الله ان يفرح قلبي بأطفالي، وان اراهم بصحة واضمهم لصدري وأربيهم أحسن تربية مع اختهم الكبيرة، واتمنى من والي سنار أن يساعدنا خاصة ان ظروفنا صعبة، ولدي مناشدة خاصة للحاجة زينب غبوش رئيسة منظمة سنار للتواصل لزيارتنا».
وتنتظر أسرة عبد الغنى لحظة بلحظة عودة التوائم ومغادرتهم للحضانة لمنزله في قرية دميس بمحلية الدندر، وهم سعداء جداً لأن الأم وأطفالها حالتهم الصحية مستقرة.
ومن جهة أخرى أكدت إدارة المستشفى على لسان مديرها الطبى اكرم نور الدين، أن التوائم الأربعة وأمهم بصحة جيدة، ويخضعون حالياً لعناية طبية متخصصة، وان هذه الحالة تعد الأولى من نوعها بالمستشفى، وسبق أن شهد المستشفى ولادة ثلاثة توائم. واكد ان ادارته قدمت كل العون للأم واطفالها قبل وبعد الولادة، ورداً على اتهامهم بالتقصير أكد نور الدين انه لا توجد أساساً رسوم على العملية القيصرية، هذا خلاف تكفلهم بالعلاجات واستضافة الاطفال بالحضانة وأدويتهم مجاناً.
يمثلون جسراً للصداقة الشعبية
الجالية الإريترية بكسلا وتعزيز العلاقات بين البلدين
كسلا: عبد الوهاب جمعة
الصداقة الشعبية بين دول العالم تظل اهم الادوات الدبلوماسية لترقية وازدهار العلاقات بين شعوب العالم، واكثر وسائل الصداقة الشعبية هي الجاليات الاجنبية. وشهدت العلاقات السودانية الإريترية تميزاً كان له دوره في استقلال ونجاح الدولة الاريترية. وكان ذلك بفضل دعم واهتمام وايواء السودان للاجئين الإريتريين في مدن شرق السودان، وتحملت مدينة كسلا ذلك الايواء بكل كرم وأريحية، وها هم من استضافتهم المدينة يردون الجميل بتنظيم أنفسهم في جالية تساعد في ضبط وتقنين وجودهم بأنفسهم دون أي تدخل من سلطات الولاية من أجل زيادة الثقة بين المواطنين واللاجئين. «الصحافة» كانت هناك داخل مقر الجالية الاريترية في مدينة كسلا.
يقول سكرتير الجالية الاريترية بكسلا محمد ابراهيم عثمان إن العلاقات بين البلدين لها تاريخ قديم، كما ان الحدود بين البلدين شاسعة وتقدر بأكثر من 1000 كيلومتر. وأبان عثمان إن الشعب السوداني رحب بالشعب الاريتري منذ أيام الكفاح المسلح وبعد تحرير اريتريا. وأرجع عثمان تحسن العلاقات بين البلدين الى تسهيل الحركة بين الجانبين، وقال إن اجراءات الدخول بين البلدين باتت سهلة ولا تكلف مبالغ كبيرة، خصوصاً بعد افتتاح الطريق القاري بين تسني وكسلا الذي كان ثمرة لقاء رئيسي البلدين.
وأوضح عثمان أنه من مواليد اريتريا، ودرس كل مراحله في السودان، وكشف عن طيبة الشعب السوداني الذي أكرمهم، مضيفا أن صفة الكرم للضيوف ماركة سودانية يشتهر بها عن كل شعوب العالم. واوضح ان هناك حالات كثيرة من الزواج بين شعبي البلدين ساهمت في زيادة أواصر التلاقي بين وجهات نظر البلدين.
وعن نشاط الجالية في مدينة كسلا يقول سكرتير الجالية إن الجالية تأسست في فبراير من العام الماضي، ووجدت الدعم من سلطات ولاية كسلا، وتهتم الجالية بالتعريف باريتريا لصغار السن، وكل ما يتعلق بارتباطات المواطن الاريتري ببلاده، وتهتم الجالية بتسهيل الاجراءات بين حكومة ولاية كسلا والرعايا الاريتريين في قضايا الحقوق والواجبات، ومعاملات الدخول والخروج بواسطة الجوازات السودانية.
وكشف عثمان عن أنشطة الجالية قائلاً إن لها مشاركات كثيرة مع وزارة السياحة والثقافة وأمانة الشباب الولائية، عبر تقديم عروض ثقافية وفنية واستعراضية تعرف بالثقافة والتقاليد الاريترية التي اكتشف الجميع أنها تتقارب كثيرا مع ثقافة وتقاليد الشعب السوداني، مما كان له الفضل في زيادة عرى التواصل والازدهار للعلاقات بين البلدين.
وأبان عثمان أن للجاليات نشاطات تعليمية وتساهم في ادارة المدارس الاريترية التي توجد بولاية كسلا التي يتم فيها التدريس بالمنهج التعليمي السوداني.
وفي داخل مقر الجالية كانت هناك صور كثيرة معلقة داخل المقر، وفي احدى تلك الملصقات كانت تبرز صورة الجمل، وقال سكرتير الجالية إن الجمل كان له دور كبير في الكفاح المسلح، وعملت الجمال بوصفها جنود امداد للثوار عبر الصحارى والوديان والجبال، وكانت تتحرك من مكان لآخر حاملة التموين والذخيرة للمقاتلين، مشيراً إلى أن الجمل اعتبر رمزاً للدولة، وباتت كل الأختام الرسمية تحمل صورته.
ثقافة السياحة تطل بوجهها
في السودان دائماً ما تهزم التفاصيل الصغيرة الفكرة برمتها، وتذهب بعظمة المنجزات، وتتسبب في توجيه الانظار نحو الجزء الفارغ من الكوب بغض الطرف عن المليء منه، واقرب مثال لذلك انجاز سد مروي الذي افشلت تفاصيل صغيرة فرحة التباهي والاعتزاز به بوصفه انجازاً ضخماً يحسب للشعب السوداني. ولم تتمكن ادارة السدود من جعل واقع البسمة مكتملة على الشفاه بداعي ما صاحب المشروع من اعتراضات افرزتها قضايا المواطنين الذين تضرروا منه، وذات الامر ينطبق علي مهرجان السياحة بولاية البحر الاحمر الذي يحمل بين طياته الكثير من الايجابيات المتعددة التي لا يمكن غض الطرف عنها او القفز فوق اسوار حقيقتها، ولكن القائمين على امره هزموا فكرته بضعف حجتهم وعدم موضوعية دفوعاتهم ضد المناهضين لهكذا فعاليات، مما شكل رأياً عاماً سالباً ضد السياحة بالولاية بصفة عامة، وما حدث في ليلة رأس السنة من تجاوزات اعتبرها البعض لا تمت الى الدين الاسلامي وتقاليدنا بصلة كانت تحتاج لرد هادئ وموضوعي من جانب حكومة الولاية وعلي رأسها الدكتور محمد طاهر ايلا، بعيداً عن لغة التصعيد، فالذين انتقدوا ما حدث في احتفال رأس السنة لا يمكن الحجر على آرائهم، ولكن لو اجاب الوالي عليهم قائلا: «نهتم بملاحظاتكم وسنعمل في المرات القادمة على ان تأتي الاحتفالات مرضية للجميع» فإن اجابة مثل هذه تهدئ النفوس وتحافظ على تماسك الفكرة التي بُذل من أجل انجاحها والي الولاية جهودا كبيرة، كما أن الحديث عن السلبيات التي صاحبت احتفالات رأس السنة يجب ألا تعمي الابصار عن حقائق تجدر الاشارة اليها، وهي ان ولاية البحر الاحمر وتحديدا بورتسودان هي الأجمل في السودان، بل تجعل كل سوداني يشعر بالفخر والاعزاز لوجود مثل هذه المدينة الأنيقة والحديقة والجذابة، وأيضا من الحقائق التي تستحق القاء الضوء عليها، أن ما يحدث في ولاية البحر الاحمر من اهتمام بالسياحة جعل الكثير من الاسر السودانية تتعلم هذه الثقافة الغائبة عن مجتمعنا رغم اهميتها. ولعل توجه 20 الف مواطن من مختلف ولايات السودان صوب بورتسودان للاحتفال برأس السنة، يؤكد نجاح العمل الضخم الذي تقوم به حكومة البحر الاحمر في هذا الاطار، وكما قال نائب رئيس الحزب بالولاية محمد طاهر احمد حسين فإن السياحة لم تعد لهواً بل علماً يدرس في الجامعات، ومنشطاً اقتصادياً هاماً يدر دخلاً مقدراً للدول، مشيرا الى أن ولايتهم باتت أنموذجاً يحتذى به في الجمال والنظافة والنظام، وحديثه هذا قاله الكثير من الذين زاروا بورتسودان في رأس السنة، وتمنوا لو تحولت مدنهم بالولايات المختلفة الى ذات جمال عروس البحر، واذا كانت هناك سلبيات فأيضاً الايجابيات لا تحصي ولا تعد، فهي غير مساهمتها في ارتفاع الوعي السياحي تسهم في التعريف بأنحاء الوطن المختلفة، وبصفة عامة يجب ألا نهزم مثل هذه المشروعات العملاقة بالآراء المستعجلة والغاضبة، وعلى حكومة الولاية الاستماع إلى الملاحظات بدون غضب وتحفظ، وذلك للاستفادة منها والمضي قُدماً في طريق النجاحات التي أدركتها بعد جهد وتضحيات.
المجرور.. أرض الشهداء والثروة والبترول.. تستغيث
الأبيض: عمر عبد الله
تعد منطقة المجرور بولاية شمال كردفان من المناطق التى يرتكز عليها اقتصاد الولاية بصفة خاصة والسودان بصفة عامة، وتقع فى القطاع الغربى من الولاية، وتجاور ثلاث ولايات هى: شرق وشمال دارفور وجنوب كردفان، وتصنف المجرور بأنها من الإدرايات ذات الموارد الضخمة فى مجال الزراعة والثروة الحيوانية، وكانت تتبع إلى محلية غبيش، وتم ضمها أخيراً إلى محلية الأضية الوليدة، والمجرور لا تختلف عن باقي مناطق الولاية التى تجأر بالشكوى من تدني الخدمات رغم الثراء البائن.
«الصحافة» زارت المجرور وجلست مع قيادات المنطقة لمعرفة ماذا يدور بالمجرور، حيث ابتدر الحديث الشرتاي حامد، وهو قيادى شاب يتمتع بقدرات إدارية واضحة، حيث قال إن إدارية المجرور تضم قرى ابو سكر، الطويفرة، جبر الدار، أم ديبون، أم دقيق، الخويرات، خمسين، التلاتات، ابو جدية، حلو حسين، ابو حميض، الشحيط، مريود، حميدان، أم شلوفة، شلنق، حلال فيوق، الضريس، الحمارى، جابر، حنة برة، وهى مناطق غنية بالماشية وذات تربة خصبة. وقال إن المجرور منطقة جريحة، حيث توالت عليها هجمات الحركات المسلحة منذ عام 2005م، وفقدت الكثير من أبنائها جراء ذلك وتعطلت فيها التنمية، ورغم ذلك لم ينزح منها أحد. وقال الشرتاى إن المجرور موعودة بمستقبل واعد بفضل اكتشاف البترول فى إحدى نواحيها، وبفضله دعمت الشركات العاملة في التنقيب الإدارية بما يقدر ب 30% فى مجال المياه، ولكن رغم ذلك هناك مناطق بالإدارية تعاني العطش نسبة لزيادة الكثافة السكانية والحيوانية بسبب النزوح من ولايات دارفور بسبب الحرب، مما يتطلب زيادة في الخدمات من صحة وتعليم ومياه وخلافه.
وقال ياسر عثمان جاسر رئيس اللجنة الشعبية إن إدارية المجرور تعتبر إدارية الشهداء، حيث قدمت خيرة شبابها مهراً للوطن، حيث توالت عليها هجمات الحركات المسلحة عدة مرات، وقال إن المجرور من أقدم الإداريات وأكثرها ثراءً، ولكنها رغم ذلك تحتاج إلى خدمات الصحة، وقال إنهم يتشوقون إلى قيام مستشفى المجرور الذى تم التصديق به قبل عامين من هيئة تنمية غرب كردفان ولم ير النور حتى الآن، كما أنهم يتوقون إلى خدمات التمويل الأصغر لمساعدة الأسر الفقيرة حتى تدخل في مصفوفة الإنتاج، كذلك الاهتمام بمكافحة الآفات الزراعية.
ويرى الفاضل عجب الشريف جابر أمين الاتصال التنظيمي بالمجرور الوسطى، أن المجرور تحتاج إلى التخطيط وخدمات الكهرباء ومستشفى وشفخانة بيطرية، وهى خدمات ضرورية وأساسية.
وقال عبد الرحمن جاد الله: «بالرغم مما تمتلكه المجرور من ثروة حيوانية وزراعية، إلا أنها تعاني تدني الخدمات، وكنا نتوق إلى أن تكون محلية، ولكن تنازلنا للإخوة فى الأضية». وطالب بربط المجرور بالأضية بطريق مسفلت أو ردمية حتى يسهل التواصل، حيث تبعد الأضية عن المجرور بمسافة عدة ساعات، عكس غبيش التى كانت ضمن إدارياتها سابقاً التى تبعد عنها مسافة ساعة واحدة.
وخرجنا من زيارة المجرور بعدة انطباعات، منها أن السودان وليس المجرور يعاني عدم التوازن فى تقديم الخدمات، حيث تعاني المناطق التى تشكل شرياناً اقتصادياً تردي وانعدام الخدمات الأساسية، بينما تنعم مناطق أخرى بالخدمات ولكن دورها ضعيف فى الاقتصاد القومي. ولعل القرب أو البعد من المركز أحد العوامل التي تساهم في عدم التوازن فى تقديم الخدمات، مما يساهم فى إذكاء نعرات التمرد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.