ماذا بعد عودة هيئة الاذاعة والتلفزيون...!! ٭ صدر قرار أمس بعودة الهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون من جديد، وفي اعتقادي أن هذا القرار صائب وموفق و(الرجوع إلى الحق فضيلة) فقد كانت الاذاعة والتلفزيون وهيئة البث في هيئة واحدة حتى جاءت تجربة الانفصال ودخلت على العاملين (بالساحق والماحق)؟ التجربة أضرت بالعاملين وأضرت بمستوى العمل وجودة البرامج التي تدهورت إلى أدنى مستوى لها سواء في الاذاعة أو التلفزيون وتفرقت استثمارات الهيئة الناجحة ما بين الاذاعة والتلفزيون وخسرت كثير من الشركات وأغلقت بعض الشركات أبوابها بالضبة والمفتاح مثل وكالة قناة الخرطوم الدولية وتأثرت بعض الشركات مثل قناة الخرطوم الدولية والقطاع الاقتصادي الذي كان مؤثراً على الصعيد الاقتصادي ويتحمل أعباء التلفزيون المالية تم حله بقرار متسرع!! ان تجربة الهيئة ليست بدعة سودانية، وانما تجربة عربية راسخة وكثير من الدول العربية تجتمع فيها الاذاعة والتلفزيون في كيان واحد. والمطلوب بعد اعادة الهيئة أن يكون هناك تغيير اداري محوري يستصحب الوضع الاداري الجديد ومطلوب قيادات ادارية تتميز بسعة الأفق والخيال ولها القدرة على ادارة الأزمات وحل المشكلات المتلتلة الموجودة في الاذاعة والتلفزيون. وحسناً فعل السيد وزير الاعلام الاستاذ عبد الله مسار وهو ينظم لقاءات شفافة بين الادارة والعاملين هذه اللقاءات التي تحلى فيها العاملون بالشجاعة وكشفوا الخلل الاداري الذي يحدث في الاذاعة والتلفزيون على طريقة (وشهد شاهد من أهلهم)!! والمطلوب أن تستمر هذه اللقاءات لأنها طريقة ادارية حديثة في معالجة الأزمات وقد كشفت هذه اللقاءات الأزمة الادارية والهوة الشاسعة بين الادارة والعاملين والمدير الذي يعجز عن مجرد تحقيق الاتصال الناجح مع العاملين هو مدير بالتأكيد لن يستطيع أن يقود الاتصال مع الجماهير والمشاهدين وهذه هي رسالة الاذاعة والتلفزيون الحقيقية. المطلوب بعد عودة الهيئة أن تعود المؤسسية للعمل ويختفي عهد الرجل الواحد في ادارة هذه الاجهزة المطلوب تفعيل دور مجلس الادارة سواء في الاذاعة أو التلفزيون مع وجود مجالس استشارية ونقد داخلي حقيقي لسياسة الادارة! والمطلوب اختيار القوي الأمين للمهمة الصعبة لأن هذه المناصب تكليف وليست تشريفا نعم هي كذلك ليست وجاهة وسيارات فارهة ومكاتب أنيقة وسكرتارية، المطلوب مدير يجلس مع العاملين ويقود دفة العمل بنفسه وليس مديرا يكون في برج عاجي. في أول مواجهة حقيقية مع العاملين رسبت هذه القيادات في الامتحان ووقف وزير الاعلام ومساعدوه على الخلل الذي اقعد باعلامنا عن ركب التطور. المطلوب الاسراع في الاصلاح والتغيير الاداري لأن الناس ملت سياسة دفن الرؤوس في الرمال.. انقذوا الاذاعة والتلفزيون من هذا الدمار الذي لحق بهم واخرجوهم من غرفة العناية المركزة!! الشروق بين بلح المنوعات وعنب السياسة! ترسب قناة الشروق الفضائية في امتحان المهنية لأن (راسها لافي) الشروق تعمل بلا خطة ولا رؤية ولا تخطيط برامجي ولا تعرف ما هي رسالتها هل هي قناة منوعات أم قناة سياسية وأخبار. وتصرف الشروق صرف من لا يخشى الفقر على البرامج الغنائية والدراما ثم تفاجئنا ببرنامج سياسي فطير سيء السبك والصنعة وبهذه الطريقة تكون الشروق لا طالت بلح المنوعات ولا عنب السياسة.. تحتاج قناة الشروق إلى خطة عمل واضحة وصريحة تبعد بعض أنصاف المواهب عن المشهد وبعض هؤلاء يظن أن البدل والكرافتات تصنع منتجاً أو مذيعاً ناجحاً، وتحتاج الشروق أن تعي جيداً أن المال وحده لا يصنع برنامجاً ناجحاً فلا بد من خيال وعصف ذهني وتخطيط للبرنامج الناجح... الشروق ضائعة وتائهة في اللهاث وراء برامج المنوعات بلا وعي ومستغرقة في بعض البرامج السياسية والاخبارية التي تجاوزها الزمن... وهي تقلد قناة الجزيرة في هذا المجال في كل شيء وتظن أن ذلك قمة النجاح وتنسى أن لكل قناة رسالة ومنهجا وأن السودان يتميز بتنوع ثقافي وخصوصية اعلامية لا تنفع معها وصفات قناة الجزيرة الفضائية. سينما جوته وعفيفي تاني كان معهد جوته بشارع المك نمر بالخرطوم مكتبة جامعة واستديو مفتوحا لروائع السينما العالمية وحفلات موسيقية راقية الآن في عهد المديرة الجديدة تحول إلى فيلم سينمائي بايخ اسمه طلال عفيفي، وهذا الشاب يدعي انه مبعوث العناية الالهية لانقاذ السينما في السودان ويملأ الصحف ضجيجاً من الاعلانات المدفوعة من مال معهد جوته ليقنع نفسه أولاً والوسط الفني ثانياً بأن ما يسمى مصنع الفيلم السوداني هو مشروع لصناعة سينما سودانية، ومشروع مصنع الفيلم السوداني هو مختبر صغير لالعاب الفيديو المنزلي يجتمع حوله مجموعة من الهواة ليعلموا الناس السينما!! وراعي الضأن في الخلاء يعلم بأن السينما كصناعة يجيدها المحترفون وألعاب الفيديو المنزلي يمكن أن يطلقها الهواة عبر المواقع الالكترونية ولا تحتاج إلى جوته واعلانات وورش وميزانيات، وطلال الذي لم يدرس السينما ولم يتخصص ليسافر الى مهرجان عربي ويحكم في مهرجان سينمائي للمحترفين، وارجو ان يجيب علي الاسئلة المهمة من الذي اختاره للمشاركة في هذا المهرجان، وماذا كتب في سيرته الذاتية ،وما هي المعايير التي استند عليها في تحكيمه لهذا المهرجان؟! ومديرة معهد جوته الجديدة لنج تصدق ان طلال هو مبعوث العناية الإلهية لانقاذ السينما، والسفارة الالمانية تتفرج على هذا العرض لافلام الفيديو المنزلي وتنصحهم السيدة مديرة معهد جوته بقيام ورشة (كيف تكون الصحافة الفنية) وهذه ورشة نظمها معهد جوته لأن نقد الصحافة الفنية لمشروع المديرة الجديدة لم يعجبها !! والنقاد في الخرطوم ينتظرون هذه المديرة التي تفشل في مشروعها الاول لتدربهم (هذا زمانك يا مهازل فأمرحي) وسينما جوته وعفيفي يستمر بامضاء المديرة وموافقتها رغم عدم تخصصية طلال عفيفي ورغم ان البلاد تزخر بعشرات السينمائيين المحترفين ولكن مديرة معهد جوته لا ترضى الا عن عفيفي...!! خطوط حمراء: قضايا الزواج والطلاق وغيرها هي من الاشياء الخاصة في حياة المبدع ولكل انسان حياته الخاصة وحريته في الزواج والطلاق ، ولكن في الفترة الاخيرة اصبحت بعض المواقع الالكترونية تجد شهوتها في حياة المبدعين الخاصة وبعض المواقع تناولت زواج مذيعة قناة الشروق نسرين سوركتي بنوع من عدم المهنية وعلى طريقة بعض الصحف الصفراء ... اننا مع وجود منابر للوعي والتنوير سواء كانت الكترونية او ورقية ولكن عندما يتصل الامر بحياة الناس الشخصية هذه خطوط حمراء ..!! هاشم صديق... القلب الطيب: قبل عدة ايام وقع الاستاذ هاشم صديق عقدا مع ادارة التلفزيون بأكثر من مائة مليون جنيه سوداني لانتاج مسلسل وبرنامج خاص.. تماطل التلفزيون في التنفيذ... بحساسية الشاعر وضمير المبدع والفنان اخذ هاشم صديق التلفون واتصل بي وقال اكتب على لساني (انا لم اعد لاجتماعات الشاي الاحمر ولا الشاي الاخضر ولا تصريحات المكتب الصحفي بالتلفزيون انا عدت لاعمل وانجز واقدم مشروعي الابداعي للشعب السوداني ولهذا اعتذر عن المواصلة مع التلفزيون واعتبر عقدي مع التلفزيون لاغيا..! نصح محامي هاشم صديق بحقه القانوني وقال له ان التلفزيون ملزم بدفع الحقوق المادية له فاصر هاشم صديق على رأيه وانا اعرف انه في حاجة لهذا المبلغ... ولكن هاشم يحتقر المال عندما يتعارض مع مبادئه وقيمه.. وفعل ذلك مع الفنان محمد الامين عندما اطلق سراح اغنياته مع محمدالامين في مبادرة مع فضائية الخرطوم وتنازل هاشم عن حقوقه لمحمد الامين مدى الحياة ، وقال ا ن ثورة الشعراء التي اطلقها لم تكن تحمل هدفا ماديا بل هي تهدف الى حماية حقوق الشعراء والمبدعين.. هاشم صديق مبدع سوداني اصيل يكتب الشعر والمقال والمسرحية والمسلسل الاذاعي والتلفزيوني بقلم وسيم يحترف الابداع... وهو من الذين كتبوا اسماءهم بأحرف من نور في سجل الابداع الانساني فهاشم مثقف ومبدع من طراز فريد تناغم حروفه العقل والوجدان وهذا الذي اوجد له مكانة عالية واصبح من الشعراء اصحاب الجماهيرية الكبيرة.. وقد تلقيت نبأ العملية التي اجراها استاذنا هاشم صديق في فرنسا بقلق شديد وحمدت الله سبحانه وتعالى ان العملية تكللت بالنجاح وتم تركيب دعامات لمعالجة ضيق الشرايين التي عانى منه شاعرنا الكبير لفترة طويلة ونبقى في انتظار حكاية هاشم مع القلب ورحلة الاستشفاء بقلمه الندي وكان هاشم قد المح لهذه العملية في قصيدته الاخيرة (وطن مجروح قلب مفتوح)..! ما قصدك ولا جايبني الدرب لكني بس ضليت مرقت اكوس على نفسي بعد ما شيبت واتفتفت ---- مرقت اكوس على نفسي قفلت ورايا باب البيت لا ودعت لا تلفت لا حنيت لا وصيت بس قبلت بي وشي على نصل الجرح عضيت