بدعوة من معهد جوته الخرطوم حضر الفنان طلال عفيفي مهرجان ميونخ للافلام الوثائقية العام ألفين وسبعة، شهد ضمن هذه الدورة فوز المخرج العراقي قاسم عبد بجائزة المهرجان عن فيلمه «الحياة ما بعد السقوط» تعرف طلال عفيفي على المخرج قاسم عبد وتحدث معه حول مشروع جماعي لتطوير مهارات الشباب محبي السينما ووجدت هذه الافكار صدى واستجابة ثم بعد عودته إلى الخرطوم تحدث طلال عفيفي إلى مدير معهد جوته الخرطوم بيورن كيتلز وتبلور المشروع الذي أثمر عن دعوة المخرج قاسم عبد للمساهمة في التدريب وتقديم خبرته للشباب وبالفعل تم تبني المشروع ودعمه بالكامل واستضاف معهد جوته ورشة التدريب هذه التي ضمت أكثر من خمسة وثلاثين شاباً وشابة من محبي هذا الفن وتم انجاز الجانب العملي بانتاج ثلاثة أفلام يجري الآن وضع اللمسات النهائية لها ومن ثم عرضها في احتفالية عامة للجمهور. اثناء سير الورشة التقى الاستاذ مجدي الجزولي استاذ اللغة الالمانية بالمخرج قاسم عبد وسأله حول الورشة ومخرجاتها فكانت هذه الإفادات: ? نسأل عن أهداف الورشة والمخرجات المتوقعة؟ - تتضمن ثلاث مهارات، الاخراج والتصوير وهما من اختصاصي والمونتاج وهو من اختصاص ميسون الباجه جي اما النتائج المتوقعة منها فانتاج افلام وثائقية قصيرة كجزء من برنامج الدورة. نريد بهذه المحاولة ان نساعد السينمائيين الشباب في السودان باعطائهم دليلاً عملياً ونظرياً يعينهم على عرض أفكارهم وتصويرها فالسودان غائب عن المهرجانات السينمائية العربية والدولية وبذلك تغيب ثقافته أيضاً فالسينما هي وجه البلد. بما ان وسائل الاتصال أصبحت ميسورة ومتوافرة فقد حان الوقت لتطوير السينما في السودان وهو بلد عرف السينما وصناعتها من قبل، لكن ظروفاً قاهرة قتلت هذا الفن الراقي. نحاول بهذه الورشة ان نخطو خطوة أولى في اتجاه بعث السينما في السودان ويقوم معهد جوته الخرطوم في هذا الخصوص بدور رائع، فنادراً تجد مراكز تهتم بالتدريب خاصة تدريب السينمائيين الشباب. ? كيف تم الاعداد لهذه الورشة؟ - استعداداً لهذه الورشة قدمنا لمعهد جوته الخرطوم قائمة بالمعدات المطلوبة وقد قام بتوفيرها على أكمل وجه منها ثلاث كاميرات متقدمة وأجهزة إضاءة وصوت وجهازي مونتاج متقدمين ستظل هذه الاجهزة موجودة بالمعهد نواة لوحدة سينمائية متاحة لمشاريع السينمائيين الشباب، بشكل عام يقوم المعهد بتغطية القسط الأكبر من تكاليف الانتاج. ? لديك تجربة سابقة مع المعهد وسبق ان زرت السودان؟ - نعم بعد ان فاز فيلمي «الحياة ما بعد السقوط» في مهرجان ميونخ للافلام الوثائقية عرض معهد جوته الخرطوم عدداً من الافلام المشاركة في المهرجان ودعاني لتقديم فيلمي بالخرطوم باعتباري العربي الوحيد الفائز في المهرجان كما طلب مني التحدث عن تجربة مدرسة السينما التي أنشأتها ومعي ميسون الباجه جي ببغداد. هكذا بدأت علاقتي بالمعهد عرضت الفيلم وكذلك نماذج لأعمال طلاب المدرسة. ? نطاق التشابه والاختلاف بين تجربتك في مدرسة بغداد والورشة الحالية في الخرطوم؟ - الطلاب الذين دربتهم في العراق اغلبهم من خريجي اكاديمية الفنون، لديهم معرفة نظرية لكن دون خبرة عملية وما نفعله في المدرسة هو تقديم برامج عملية لصناعة الافلام، فصناعة الفيلم تشكل جزءاً من البرنامج التعليمي وهنا نستبين قوة أو ضعف الطالب. أما بالسودان فالمستوى الثقافي والتعليمي للمشاركين في الورشة أعلى لكن ليست لديهم خلفية عن السينما، رغم ذلك قدموا موضوعاتهم وصاغوها. في العراق قد يغير الطالب قصة الفيلم أكثر من مرة لأسباب خارجة عن إرادته، قد يختار الطالب قصة في منطقة معينة وإذا بالمنطقة أصبحت محاصرة بالجيش لاسباب أمنية أو تشهد صدامات عسكرية بقدر ما نواجه هنا في السودان تعقيدات مشابهة فبعض الأمور ممنوعة أو محرمة وتحتاج إلى تصاريح وما شابه.