خمسون عاما من الربيع وفريق الربيع وقراقير الموردة وهلال مريخ ومريخ جوبا الى متى تظل اندية بلادي مثل افرع البنوك هل سمعتم بفريق اتحاد جدة فرع الرياض ام زمالك بورسعيد خصخصوا الكرة السودانية ،كرتنا مثل سياستنا الزعيم وسيد البلد والسيدين النيرين ، الشباب هنا يشجعون البارسا ويعرفون ميسي ولا يعرفون ابوسن مدير مديرية الخرطوم قبل الاستقلال فيا اخوان اصلاح الرياضة يحتاج الى فهم في الراس وفهم في القدمين واصلاح السياسة يحتاج الى اكثرمن فهم . اكثر من خمسين عاما انجزت فيها بلادنا حزبين تقليديين وسيدين جليلين وفريقين كرويين هزيلين وحقيبة الفن وانسد الافق وسداد الرأي في خبر كان فاوردنا البلاد خيبات بجلاجل ونحن الرواد نحن الذين انشأنا جامعة الدول العربية نعم ونحن الذين بادرنا بقيام منظمة الدول الافريقية نعم ونحن اصحاب فكرة اتحاد الكاف صحيح و نحن اول من اول بلا شك ولكن نحن آخر من يحرز الذهب . ست وخمسون عاما والدستور وما الدستور والهوية وما الهوية ما الفرق بينها وبين الهاوية و الهواية لا تضيعوا زمنا ثمينا لقيام المؤتمر الدستوري و لجنة للدستور ، انا هنا اكتب لكم دستور السودان الدائم والدائم الله وبدون مقابل لانه لم يكلف شيئا من ثلاث كلمات : (المواطنة العدالة والحرية ) والبقية لفقهاء الدساتير للتفصيل وما اكثرهم في بلادي، كثير من بلاد العالم المتقدم بلا دساتير مكتوبة وهي تتقدم كل يوم ، و ناهيك من كل هذا نحن دستورنا الدائم القرآن الذي في صدورنا لا المكتوب على ديباجة الدساتير و ما فائدة الشعارات المرفوعة المكتوب عليها آيات القرآن اذا لم تنزل على ارض الواقع ، التغيير المنشود لا يتحقق الا بتغيير ما في النفس (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) فنحن اليوم في عام جديد في اشد الحاجة الى فهم جديد . وما بعد الخمسين لماذا لا نعيد النظر في تعريف السوداني بدقة بدل التعريف القديم الذي يقول ان السوداني هو الذي يأكل ويشرب ويشجع الهلال والمريخ ويؤيد الحزبين ويستمع الى الحقيبة وعثمان حسين ، السوداني الجديد همته الثريا عزيمته فولاذ يخطط للمستقبل يهتم بالزمن له استراتيجية واضحة وفق خطط وبرامج ابتداء من المستوى الشخصي وانتهاءا بمستوى الدولة . عام مضى وعام بدا و عمر الانسان مثل الاشجار كلما مر يوم سقطت ورقة فاذا مر عام سقط فرع الى ان تسقط الفروع بمرور الاعوام ويسقط الساق من جذعه . من اجمل المقالات التي قرأت يقول الكاتب المجهول :- الحقيقة لا يوجد وقت للعيش بسعادة اكثر من الآن فان لم يكن الآن فمتى اذن حياتك مملوءة دوما بالتحديات وفي كل مرة كانت هناك محنة يجب تجاوزها وعقبة في الطرق يجب عبورها عمل يجب انجازه دين يجب دفعه ووقت يجب صرفه كي تبدأ الحياة واخيرا بدأت افهم بان هذه الامور كانت هي الحياة ولذلك استمتع باي لحظة لا تنتظر ان تنتهي المدرسة كي تعود من المدرسة ان يخف وزنك قليلا او يزيد وزنك قليلا ان يبدأ عملك الجديد ان تتزوج ان تبلغ نهاية دوام الخميس او صباح الجمعة ان تحصل على سيارة جديدة على اثاث جديد ان يأتي الربيع او الصيف او الخريف او الشتاء ان تحل نهاية الشهر او شهر الاجازة ان يتم اذاعة برنامجك المفضل على الراديو ان تموت ان تولد من جديد . ان تكون سعيدا (السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها) لا وقت افضل كي تكون سعيدا اكثر من الآن عش وتمتع باللحظة الحاضرة ، ولكن كن مع الله . عام قديم مضى وعام جديد بدأ ونحن على اعتاب الخمسين ربيعا والشباب في بلادي بلغت نسبتهم ما يقارب الخمسين في المائة من السكان والادهى والامر ان خمسين في المائة منهم يسكنون العاصمة واطراف المدن ماذا يعملون وماذا يأملون الم يكن من الاجدر ان يكونوا في مواقع الانتاج حتى لا نضطر الى استيراد الطماطم من الخارج والثوم والبصل من الصين ما زلت مقتنعا بان السودان سلة غذاء فقط نحتاج الى مبدعين ووزارة للابداع وهذه الوزارة ايرادية بالمناسبة لاننا بعد فترة وجيزة سوف نمد العالم بمبدعين يدرون علينا عملة صعبة ونوقف جلب آخرين من الخارج يمتصون شحيح دولاراتنا، نريد ابداعاً في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والرياضة والا سوف نعيد انتاج الازمات واستيراد بعضها واعادة تصديرها ويالها من متاهة مهلكة للجهد ومبددة للموارد. وبهذه المناسبة اين هيئة الابداع العلمي شاب مثل المهندس عمار الحسين يستحق ان تنشأ له وزارة خصيصا هذه الوزارة ليست لها علاقة بالترهل الوظيفي والحكومة العريضة هذه وزارة مستقبل آه ليت شعري . ماذا بعد الخمسين وانا على اعتاب الخمسين هل يستطيع الانسان ان يضيف شيئا يقولون بان الانسان مادته الرئيسية هي العشرون سنة الاولى من حياته وعندما يصل الاربعين يستوي وعند الخمسين يبدأ في تقديم تجربته الاولى ولكن بطريقة مبتكرة وهذا القول ليس على اطلاقه ولكني شخصيا وبعد كل هذا التراكم والنضج الذي ادعيه ارى من الافيد لي ولبعض الآخرين ان اقدم تجربتي الاولى فكل شئ يستحق وهذه دعوة للآخرين ليقدموا ما لديهم ولا تحقرن من المعروف شيئا فالانسان غني بعائلته غني باصدقائه غني بجيله وغني بمادته . واخيرا وليس آخر و قبل اكثر من ثلاثة عقود كان اول عهدي بجريدة الصحافة لا اتذكر العناوين والمواضيع فقط اتذكر رائحة الصحافة هل هي رائحة الاحبار ام الورق ام رائحة الاقلام التي تكتب، لا شك انها ذات نكهة خاصة كان ذاك اليوم مدهشا زادت ثقتي بنفسي وباني استطيع قراءة شيئا آخر غير كتب المطالعة والاناشيد و اليوم انا اتواصل مع الاخيرين عبر جريدة الصحافة هذه المؤسسة الاصل ذات الهيبة ركيزة الصحافة السودانية ساحاول الانتظام بالاطلالة الاسبوعية ان سمحت ظروف الجريدة بذلك او الاطلالة غير المتباعدة . الاخوة في ادارة الجريدة لهم التحية يوازنون بين المساحات المتاحة والطلب وهي مهمة الادارة الناجحة ، الصحافة تستحق الطلب وتشرف منسوبيها كيف لا واستاذ النور والبطري خلاصة الصحافة السودانية . وعام جديد وفهم جديد والله الموفق