لقد ورد فى عدد من الصحف وفى جريدة الانتباهة بصفة خاصة فى الأيام الماضية أن هنالك طائر بجع محمل بديباجات اسرائيلية والذى تم اصطياده بواسطة المواطن الزاهد على الصديق فى احد مزارع تربية الاسماك بجبل اولياء، وتكرم مشكورا بالتبليغ لجريدة الانتباهة كما نشر بتاريخ 13 يناير 2012، وبناء على ذلك قد وردت عدة تساؤلات فى نهاية المقال عن سبب زيارة الطائر لهذه المزرعة وامكانية مواصلة طيرانه الى مناطق اخرى اذا لم يتم اصطياده، وهو مادفعنى بحكم تخصصى فى مجال الطيور وخاصة وضع الحلقات والعلامات التعريفية على اجنحة الطيورللكتابة عن هذا الموضوع وقد كثرت حالات اصطياد الطيور التى بها هذه العلامات مؤخرا. واتمنى ان يساهم مقالى هذا فى توضيح بعض الحقائق الغائبة حول اهمية هذه العلامات حيث لم يتم تسليط الضوء عبر وسائل الاعلام من قبل حول هذه الموضوعات البحثية فى مجال الحياة البرية والتى تغيب عن الكثير من الجهات وعن المواطن العادى الذى يمثل الجزء المهم فى حماية الطيور او تهديدها بالانقراض وارجو شاكرا نشر المقال كاملا للفائدة العامة. لقد تم اختراع الحلقات المعدنية والديباجات البلاستيكية منذ مئات السنين لمتابعة هجرة الطيور وتحديد اماكن تواجدها حول العالم لحمايتها وذلك لاهمية الطيور فى الحفاظ على التوازن البيئى وللتحكم والسيطرة على الامراض التى تحملها الطيور مثل مرض انفلونزا الطيور الذى انتشر فى السنين الماضية، ويتم ذلك بقبض الطيور حية بواسطة شباك وشراك مخصصة للطيور ومن ثم يتم وضع الحلقات على ارجل الطيور وديباجات كبيرة على الاجنحة لسهولة مراقبتها من على البعد دون الحاجة لقبضها مرة اخرى واحيانا اجهزة تتبع بالاقمار الصناعية ولكن تكلفتها عالية ويوضع على فرد واحد فى المجموعة بعكس الحلقات والديباجات حيث توضع على معظم المجموعة. ويقوم بذلك علماء متخصصون وحاصلون على رخصة دولية لوضع الحلقات والديباجات من المنظمات والجهات العالمية المختصة بالمجال ولكن للاسف لايوجد الكثير منهم فى السودان ومعظم العمل الذى تم فى الماضى كان مرتبطاً بمشاريع محددة وبقيادة خبراء اجانب و حاليا شخصى الضعيف هو الوحيد الحاصل على هذه الرخصة فى السودان من منظمة سافرنج (SAFRING) وذلك بحكم تخصصى وعملى فى مركز بحوث الحياة البرية حيث اعمل باحثا بالمركز وقد قمنا باستيراد عدد من الشباك والحلقات من جنوب افريقيا فى العام 2009 بدعم من منظمة الفاو وتم وضع مئات من الحلقات على الطيور المهاجرة الزائرة للسودان وترسل البيانات لمنظمة سافرنج بجنوب افريقيا والتى تحتفظ بسجلات كل العلماء الحاصلين على الرخصة منها فى كل العالم، مما يتيح لها متابعة حركة الطيور حول العالم عبر السجلات، ففى حالة قبض اى طائر به علامة مثل التى على طائر البجع يتم تسجيل الارقام والاسماء التى توجد على الديباجة والحلقات وتاريخ قبض الطائر وموقع القبض وترسل عبر ايميل مشترك مخصص للمرخصين حيث ترسل نسخة الى كل المتخصصين وللمنظمة ويتم التعرف على العالم الذى وضع الحلقات وتاريخ وضعها . ترتبط هجرة الطيور الى السودان بفصلى الخريف والشتاء وذلك تفاديا للظروف البيئية القاسية فى شمال الكرة الارضية التى يغطيها الجليد حيث يندر الغذاء والماء وتقضى كل الشتاء فى افريقيا تتغذى لكسب الطاقة للهجرة العكسية فى فصل الصيف والتى تصادف الربيع فى شمال الكرة الارضية وهو موسم التوالد للطيور المهاجرة. ويقع السودان فى ثلاثة مسارات رئيسية للطيور ويوجد به عدد مقدر من المسطحات المائية حيث يمثل نهر النيل الداعم الرئيسى للطيور المهاجرة و يوجد بالسودان 938 نوع من الطيور وقد تم رصد عدد من الطيور المهاجرة فى العام الماضى قادمة من روسيا وبلغاريا واسرائيل وكازاخستان وهولندا بها علامات . اما لغز الديباجة التى تحمل اسم اسرائيل وجامعة تل أبيب على طائر البجع فإن اسرائيل على الرغم من صغر حجمها فهى تمثل عنق الزجاجة حيث تمر بها كل او معظم طيور البجع القادمة من اوروبا ويزورها حوالى 70 ألف فرد سنويا من هذا النوع فى طريق هجرتها الى افريقيا ويقوم عدد من العلماء بوضع الحلقات والديباجات عليها. ويوجد نوعان من البجع الذى يزور السودان وتتغذى بصفة رسمية على الاسماك وتأكل بشراهة عالية وتسبب خسائر فادحة لمزارع الاسماك فى كل الدول التى تزورها ولكن ذلك لايبيح صيدها وهى محمية بنص قانون حماية الحياة البرية الا عبر تصاديق من الادارة العامة لحماية الحياة البرية (الشرطة) والسبب فى زيارتها للمزرعة لوجود الاسماك ولقربها من خزان جبل اولياء حيث توجد اعداد كبيرة منها فى الخزان الذى تتوافر به كميات كبيرة من الاسماك ولكن حركة الصيادين تسبب لها ازعاجا وتعتبر محطة من المحطات التى يزورها فى طريق هجرته جنوبا ويمر عليها خلال هجرته العكسية شمالا. وفى الختام أرجو شاكرا من كل من يجد مثل هذه العلامات التبليغ لمركز بحوث الحياة البرية بالخرطوم بحرى شمبات الزراعية او الاتصال بى شخصيا على الرقم 0911622431 او 0128714332 او على البريد الالكترونى [email protected] حتى ننتفع من المعلومة العلمية .وستكون هنالك ندوة فى القريب العاجل ينظمها مركز بحوث الحياة البرية للتعريف بهجرة الطيور ودور الحلقات والديباجات فى متابعة هذه الهجرة. متخصص حياة برية (طيور) مركز بحوث الحياة البرية