*تغيرت « النظرة » لمنتخبنا الوطنى بعد مباراته الأولى فى النهائيات التى أداها يوم الأحد الماضى أمام المنتخب العاجى « المرشح الأول للفوز بالبطولة » ذلك بعد المستوى الجيد الذى ظهر به خلال اللقاء حيث أصبح محط أنظار جمهور البطولة ومحل اهتمام الصحافة الغينية والاعلاميين المرافقين للبعثات ومحللى القنوات الفضائية وبات اسمه يتكرر باستمرار حتى فى شارع العاصمة الغينية مدينة « مالابو » وهى عبارة عن جزيرة يحاصرها المحيط « الأطلسى » من كل الجهات ولا يمكن الخروج منها أو الدخول اليها الا عبر الجو أو عن طريق البواخر، وهى مدينة صغيره يقطنها عدد محدود من المواطنين وتكسوها الخضرة وطبيعتها جبلية وهى من المدن ذات الارتفاع الملحوظ فى القارة الأفريقية وتتميز هذه المدينة بالنظافة والنظام ويتحدث أهلها باللغتين الأسبانية والفرنسية وهى موقع للسفارات وكبرى الشركات وبرغم انها العاصمة الا أن مدينة « باتا » تعتبر هى الأكبر وصاحبة الموقع الاستراتيجى وقبلة للأجانب هذا من جانب ومن اخر فان دولة غينيا الاستوائية هى من الدول الصغيرة وكانت احدى مستعمرات أسبانيا وهذا ما جعل الثقافة الاسبانية هى المسيطرة هنا « لغة ونظاما وسلوكا عاما » ويبلغ عدد سكان هذه الدولة « مليون وسبعمائة ألف » موزعين على المدن الخمس الرئيسية وشعبها يعشق « الصخب والسهر » . الأسعار هنا غالية لدرجة يصعب التعامل معها وهذا ما جعل رغبات المواطن الغينى محدودة جدا . لا توجد زراعة ولا حتى صناعة فى مدينة مالابو والأغلبية تعمل فى الحرف الصغيرة والتجارة «فى احتياجات المواطن اليومية » ويبدو الفقر واضحا برغم حديثهم عن أن دولتهم منتجة للبترول . كافة الاحتياجات تأتى من الخارج الشئ الذى جعل قيمة أى سلعة مرتفعة أما عن الطقس العام فهو متقلب مابين الرطوبة العالية والحرارة المرتفعة ولا أثر لأمطار أو برد غير ذلك فان « الناموس هنا يتواجد بكثرة » وهذا ما جعل « الملاريا » تشكل المهدد الرئيسى للمواطن الغينى . *الأثر العام للنهائيات الأفريقية فى مدينة مالابو ضعيف خاصة فى شوارع العاصمة برغم أن سكانها يحرصون على مشاهدة المباريات من داخل الاستاد ويذهبون اليه «راجلين وهذه طبيعتهم فهنا لا وجود لمواصلات ومن النادر أن ترى بصا أو مينى بص ومعظم تحركاتهم اما بالأقدام أو التاكسى » . *ان كان هناك ايجابية لمشاركة منتخبنا فهى فى تحقيقه لوجود السودان فى غينيا فهنا معلوماتهم عن السودان ضعيفة بل منعدمة عند الأغلبية وبفضل هذه المشاركة فقد عرف أهالى غينيا حقيقة اسمها السودان وبهذه المناسبة فقد علق أحد المثقفين الغينيين عن الانفصال فقال لنا ان السودان بوضعه الجديد أصبح مثل « الكوريتين الشمالية والجنوبية » . *أوجه الشبه بيننا والشعب الغينى محدودة ونختلف معهم فى العديد من مناحى الحياة فالأغلبية هنا يعتنقون الديانة المسيحية ويشكل المسلمون نسبة ضئيلة لا تتجاوز الواحد فى المئة ونتشابه معهم فى الخدمات الاقتصادية « العلاج والدراسة الجامعية حيث توجد ثلاثة مستوصفات خاصة وقيمة العلاج فيها مرتفعة تصل الى أكثر من ألفى دولار كما أن رسوم الدراسات العليا عالية ». *الوجود العربى هنا ينحصر في الجاليات المصرية واللبنانية والمغربية حيث يمارس العرب هنا التجارة فمعظم المطاعم لبنانية ويعمل المصريون فى السوبر ماركت أما المغاربة فيعملون فى المهن الفنية « هندسة الكهرباء والمعمار» اضافة لذلك فلا وجود للغة العربية نهائيا بل لا يوجد غينى يعرفها وحتى اللغة الانجليزية غائبة ونادرا ما تجد مواطنا يتحدث بها . *الأغلى هنا السكن والطعام وان جاز لى أن أضرب مثلا فهو أن الواحد منا نحن فى الوفد الاعلامى المرافق لبعثة منتحبنا الوطنى يحتاج لمئتين وخمسين دولارا فى اليوم « اقامة واعاشة واتصالات وترحيل ». *هذا جزء من الحياة هنا فى العاصمة الغينية مالابو. *مجذوب - مالابو - غينيا الاستوائية