ظل وجود داخليات الطلاب داخل الأحياء السكنية محل شد وجذب بين اللجان الشعبية في الأحياء والصندوق القومي لدعم الطلاب المالك لهذه الداخليات. وفي منطقة اركويت التي تقع فيها داخلية الفرقان وهي إحدى هذه الداخليات، واشترك في الشكوي هذه المرة الطلاب والمواطنون معاً، حيث أن هناك عطلاً أصاب «سايفون» الداخلية، مما أدى إلى انتشار رائحة نتنة في الداخلية وما يجاورها من مساكن، فضلاً عن تردٍ مريع في البيئة السكنية داخلها، مما حدا بكثير من الجيران إلى مناشدة الصندوق صيانة الصرف الصحي بالداخلية، وبعد أن يئس الطلاب من المناشدة لتهيئة البيئة السكنية لجأ بعضهم إلى الرحيل، فيما تتضرر مواطنو الحي لجهة أن أي تقصير في خدمات الداخلية ينعكس عليهم. وأوضح المواطن أحمد حسين قائلاً: اننا لم نعترض أبداً على وجود الداخلية بل اعتبرناها اضافة حيوية للمنطقة. ولكننا تتضررنا كثيراً، حيث أن عطل «السايفون» أجبر الطلاب على تصريف المياه في الطريق، مما أصابنا بالأذى من الرائحة التي تصل الى داخل بيوتنا أحيانا أو نستنشقها أثناء العبور بالطريق. كما أبدى دهشته عن احتمال الطلاب لهذه الاوضاع السيئة قائلا: لا أتصور صبرهم واحتمالهم هذا الوضع، مضيفاً أنه تحدث إلى اللجنة الشعبية حتى تجدد مناشدتها الرسمية للصندوق بصيانة الصرف الصحي وخط المياه للداخلية أو ترحيلها، مؤكداً أن الوضع متدهور جداً، وأنهم بوصفهم سكاناً في المنطقة لا يمكنهم أن يتحملوا أخطاء الصندوق أو تقصيره، وقال حاتم الطيب «طالب»: إن مشكلة الصرف الصحي طال أمدها فعلاً، وأضاف أنها عادة ما تتكرر عدة مرات في الشهر الواحد، لجهة أن الداخلية هي بيت سكني مؤجر من قبل الصندوق القومي لدعم الطلاب، ولا يحتمل «السايفون» عدد الطلاب القاطنين بها. وكان الصندوق يأتي بعمال الصيانة بعد يومين أو ثلاثة من حدوث أي عطل، ولكن هذه المرة استمرت الازمة الى أكثر من اربعة أشهر، مما أدى الى انتشار الرائحة الكريهة حول الداخلية، كما كشف عن أن هذه المشكلة تسببت في رحيل عدد مقدر من الطلاب ليسكنوا مع أقاربهم الى حين حل هذه المشكلة، مشيراً إلى إهمال عام يصاحب الخدمات الأساسية للداخلية من مياه وكهرباء وغيرها، عطفاً على عدم توفر مياه نقية للشرب جعل الطلاب يأتون بالمياه من «الأزيار» في الطرقات القريبة منهم. وتحدث المواطن محمود عبد الله ل «الصحافة» قائلاً: إننا لم نواجه مشكلة مثل هذه من قبل في هذا الحي، فالشارع امام الداخلية عادة ما يفيض بالمياه، كما تحول الى مكب للنفايات مما أدى إلى تدهور الإصحاح البيئي بالمنطقة بكاملها، مشيراً إلى أن هنالك عدة داخليات بالحي لطلاب المنح الأجنبية ولكن ليست من بينها واحدة بهذا التدهور، ولم تتسبب أية واحدة في مضايقة السكان، مضيفاً أنهم لا يستطيعون أن يحملوا الطلاب مسؤولية ما حدث، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون الوصول إلى إدارة الصندوق. وكشف عن تحركات يقودها عدد من المواطنين لمناشدة اللجنة الشعبية التدخل وإلزام الصندوق بمعالجة مشكلة الصرف الصحي نهائياً.