بدعوة من شباب الأحامدة أولاد العطا شمال بحري تشرفت بحضور الإحتفال العفوي والتلقائي الذي نفذه سكان المنطقة عصر أمس الاول - الاحد - للتعبير عن تأييدهم لحكومة البشير رغم ما فعله منسوبوها في محلية بحري فيهم ، الاحتفال كان على شرف تأييد ترشيح البشير رئيساً للجمهورية والخضر والياً للخرطوم والجاز نائباً عن الاحامدة في شمال بحري وبقية سكان الدائرة عشرين ، وشاءت الاقدار الا يحضر الخضر وشرف بالحضور الوزير الجاز حيث قدمه معتمد بحري للحديث وأبت نفس ( محمدين العوض ) ممثل المنطقة بتشريعي الخرطوم سابقاً ومرشحها للانتخابات الراهنة الا ان يخطف المايكروفون ليقدم الجاز بكلمات فخيمة باعتباره مؤسساً من مؤسسي حكومة الانقاذ . وقرى الاحامدة في شمال بحري لمن لا يعرفها تتجاوز الثلاثين قرية بشهادة العمدة بابكر محمد العطا عمدة عموم الاحامدة كلهم ناصروا الانقاذ وقدموا التضحيات والشهداء ولكن للأسف الشديد لم تحظَ اي قرية من قراهم بالماء والكهرباء والمدارس والمراكز الصحية طيلة العشرين عاماً المنصرمة من عمر الانقاذ ، لقد تم تهميش السكان في تلك القرى حتى اصبح الشعراء من ابنائهم يقولون نحن سكان القرى ( المنسية ) ويئسوا من خيرالحكومة حتى أطل عليها منسوبو الحكومة هذه الايام بحثاً عن اصوات الناخبين وهم يهللون ويكبرون كأن لم تجرِ تحت الجسر مياه الجفوة الغليظة . لقد استقبل السكان البسطاء منسوبي الحكومة استقبالاً حاراً متناسين كافة الاحباطات وهللوا وكبروا معهم ورفع بعضهم براميل المياه الفارغة كناية عن عدم وجود المياه ، لقد ظل السكان في تلك القرى يعانون من عدم وجود خدمات المياه ومازالوا وهم مستعدون لمنح اصواتهم لمن يصدقهم القول ولا يكذب ويدخل لهم خراطيم المياه فقد جعل الله من الماء كل شئ حي ثم بعد ذلك يريدون المدارس لأطفالهم والمراكز الصحية للعلاج ، إنها مطالب بسيطة يمكن لمن فتح الله عليه بالسلطة والمال ان يوفرها ولكن يبدو ان حابس الفيل حبس سلطات محلية بحري وما فوقها من السلطات فلم يوفقوا لعمل شئ لهؤلاء ( الرعية ) حتى ازفت لحظة الانتخابات . الشيخ عبدالمولى سعد احد أعيان الاحامدة مد يده لمعتمد بحري مصافحاً وقد تناسى ان ذلك المعتمد هو من هاجم السكان ذات يوم وأصدر توجيهاته بتكسير منازلهم واصيب عدد منهم بالاذى الجسيم وقال لهم ( انتو بعصيكم وانا بجيشي نتلاقى في النقعة ) وتلك قصة طويلة تجاوزها عبدالمولى بدواعي اكرام الضيف والمسؤولين الذين حلوا عليه ضيوفاً كراماً وقرروا فتح صفحة جديدة يتبادل فيها الجميع الاحترام لبعضهم البعض خاصةً وان الوزير الجاز وعد السكان بتنفيذ مطالبهم التي رفعوها في صورة مذكرة تتضمن تخطيط قرية الاحامدة اولاد العطا حسب خريطة حرم القرية المستخرجة مطلع التسعينيات وسداد التعويضات عن الخسائر التي تكبدها السكان البسطاء والبالغ قدرها مليون وخمسمائة الف جنيه وادخال الخدمات المذكورة التي تعتبر من ابسط الضروريات . ان توفير مياه الشرب هو واجب حكومي قبل ان يكون اجراً يركض خلفه الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا ، ومن الاوفق للبعض ان يلتفتوا الى قضايا البسطاء خاصة وان المشيئة الإلهية اقتضت ضرورة الرجوع اليهم إجبارياً في مواسم البحث عن المصالح وتلك آية من الآيات الدالة على حكمته العجيبة ، ونحن اذ نهنئ الاحامدة بالفتح الذي جاءهم نتمنى على وزير المالية وممثل الدائرة بتشريعي الخرطوم بإذن الله ومن ورائهم الوالي الخضر ان يرفعوا عن الاحامدة الظلم الواقع عليهم اليوم وقبل موعد الاقتراع فالوفاء يقتضي رد الجميل ورفع الظلم ثم انتظار الفرج والنصر .