السلام عليكم أشهد لأستاذنا في سلك الهندسة الباشمهندس مكاوى عوض بالمقدرات الهندسية والإدارية المتميزة التي تجعله بعد عون الله تعالى له، قادراً على تطوير السكة حديد كعزيمته التي نتج عنها تطوير مرفق الكهرباء .وهذه الشهادة ليست لمجرد السماع او الاطراء ولكنها نتجت عن تعامل هندسي كفء لي مع الباشمهندس. واذا كنا نريد ان نقول لمكاوي احسنت فما بالنا نبخس من قدر الذين هم اهل التخصص وقد وجدوا انه من الافضل من واقع خبراتهم وتجاربهم وربما خبرات الدول الاخرى ان يقسموا الكهرباء الى خمس او حتى عشر ادارات طلبا لتجويد الاداء ؟ انها والله آفة من الآفات التي تتسبب في تخلف بلادنا . اذا كان الباشمهندس مكاوي قد ذهب فقد جاء الباشمهندسون علي عبد الرحمن والدخيري والحضري وغيرهم والقائمة تطول .لايعني انني اعرف هاتف فلان ان اتصل به لمجرد ان اقرأ عنه خبراً في الجرايد ثم اصرح باسمه وامدحه وابخس كل من سواه . واذا كان الشئ بالشئ يذكر فإنني في عام 1985 وعندما توفي عمنا المرحوم عبد العظيم عاشور بعطبره وكان وقتها عمنا المرحوم عمر عاشور موجودا بالخرطوم واحتاج ان يعود الى عطبره مسرعا قبل الدفن وحيث انه في زمان الحكومات الحزبية لم تكن هناك شوارع اسفلت تربط عطبره ولا حتى الجيلي بالخرطوم ،وبحكم علاقات آل عاشور الوطيدة بهيئة السكة حديد منذ انشائها ، فلقد تمكنوا من ايجاد مكان للعم عمر في قطار بضاعة كان من المفترض ان يتحرك من الخرطوملعطبره بعد ساعة واحدة من سماع نبأ الوفاة . ونسبة لصغر سني نسبيا في ذلك الزمان فلقد اوكلت الي مهمة ايصال العم عمر رحمه الله بسرعة بالسيارة من امدرمان الى محطة البضاعة التي تقع مباشرة غرب جسر الحرية. المهم في الامر اننا بعد ان وصلنا للقطار اطل علينا من نافذة عربة صالون ملحقه بالقطار سبعيني اوربي واخذ يصيح فينا مستنقذا : هل منكم من يتحدث الانجليزيهة ؟ فأجبته :نعم سيدي وكيف يمكنني مساعدتك ؟فاردف قائلا بنبره غاضبة : من انتم وماذا تفعلون هنا ؟ فأجبته شارحا للامر ، فرد ساخرا من الافضل ان تذهب بعمك هذا لعطبره بالاقدام. فسألته : لم ؟فرد قائلا: يابني انا خبير في البنك الدولي وجئت للسودان من اجل دراسة انا مكلف باعدادها عن السكة حديد، وانا منذ ان جئت لبلادكم شعرت بالتسيب واللامبالاة وحتى في مكتب مدير عام السكة حديد لم اشاهد الا شاي قهوه وونسه في السياسة وتابع قائلا : انظروا الى تلك الفلنكات الملقاة على الارض وما يجاورها من مسامير و بلنجات ويايات وغيرها ، انها كافية لانشاء اكبر واوسع واطول خط سكة حديد في افريقيا . لقد سقت هذه القصة المطولة لادلكم على الادواء الدفينة التي كانت منذ زمان ومازالت تحبط تطورنا وتشرد اكفاءنا وانت عندما كتبت عن حادثة قطار الجمعة اردت مأجوراً بإذن الله ان تلفت النظر الى اهمال شنيع يترتب عليه اهدار انفس زكية ومقدرات مهمة لشعب هذه البلاد وهذا هو عين واجبك كصحافي . وشخصي الضعيف عندما عقب عليك كمهندس درس السكة حديد كان يقصد ان يحث المسئولين على اتقان العمل وعدم التراخي عن تجويد الاداء في مرفق السكة حديد وما شككنا في مقدرات م.مكاوي بل وكنت وما زلت اعول اكثر على مسئولية شرطة المرور او وزارة النتخطيط تجاه تلك الحوادث. فما الذي ادخل مكاوي ومصنع الفلنكات الخرسانية وجياد وما عارف ايه؟ اخي محمد اما يكفينا تسيبا اننا حتى الآن لم نسمع من مسئول قولاً يحدد من هو المسئول عن ما يحدث في تلك التقاطعات ؟ وما هو رد الفعل العملي لازالة ذلك الخطر الذي ما يزال يهدد ارواح آخرين؟. .وفي الختام اود ان الفت نظرك اخي بان هناك مزلقان مشيد لدواعي امنية على بعد امتار من ذلك التقاطع واجزم بان الاخ الرئيس عمر البشير لولاحظ ذلك لنزل بنفسه واقتلع ذلك المزلقان وركبه في المكان الاكثر حاجة، وآسف لان نلجأ للاخ الرئيس كثير المشغوليات في مثل هذه الامور التي وظفت لها الدولة من يسد ثغرتها . لقد كان المصطفى (ص) اعدل الحاكمين وقدوتهم يركب القصواء بلا صفافير ولا افتح السكة لسيادته ولا عطل الحركة ولا بغله ولا حصان تتقدم موكبه وهذا ما تعلمه منا الاوربيون فتطوروا وضيعناه نحن فتخلفنا وما بين هذا وذاك ومنذ الاستقلال ظللنا نتردى في اخطاء حكومات منها المنتخب ومنها الثوري فصرنا الى ما صرنا اليه. أخوك م. نصر رضوان من المحرر : الشكر كل الشكر للزميل نصر رضوان على مساهمته القيمة في موضوع تطوير السكة الحديد والشكر موصول للزميل والاستاذ محجوب فضل بدري على تسخينه للنقاش حول هذا المرفق المهم، ولن ننسى ادارة العلاقات العامة بهيئة السكك الحديدية الذين سارعوا بارسال تهنئة انيقة لشخصي الضعيف مؤكدين اهمية ما اثرته من حديث حول حادثة اصطدام القطار بحافلة ركاب بيد انني اهيب بتلك الشركة الوطنية صاحبة العرض الممتاز وبلا ضمانات مرهقة ان تتقدم ثانية لادارة السكة الحديد بعرضها فمن الواضح بحسب المعلومات ان العرض لم يصل للمدير مع أنه وصل الإدارة . [email protected]