أعرب مواطنو منطقة حلفاالجديدة عن استيائهم من عدم بناء طرق تساعدهم على التنقل بين القرى وسوق المدينة بعد اكثر من خمسين عاما من انشاء المنطقة، ويرى غالبية السكان ان المنطقة تتعرض للتهميش في مجال البنيات التحتية مثل الطرق والمستشفيات والتعليم وتقع حلفاالجديدة غربي مدينة كسلا عاصمة الولاية ويبلغ عدد سكانها نحو 150ألف نسمة يقطنون في حوالي 60 قرية متناثرة لاتربطها سوى طرق بدائية ويتواجد المسشفى العام والمدارس الثانوية والمؤسسات الحكومية بمركز المدينة . وتعاني المركبات العامة من مشقة الوصول الى سوق المدينة نسبة لوقوع الطرق الترابية وسط المشاريع الزراعية التي هي الاخرى تحتاج قنواتها الى صيانة دورية بعد ان ادى تدفق مياه الري الى اغلاقها وفقا لمزارعين من المنطقة . وقال احد المواطنين ل»الصحافة» ان المشكلة تتفاقم مع حلول فصل الخريف وبداية الموسم الزراعي بسبب تدفق مياه الري الى الشوارع الترابية التي تستخدمها المركبات العامة التي تقل المواطنين الى سوق المدينة. وقال ان انعدام الصيانة الدورية للقنوات ادى الى انهيارها واغلاق الطرق وخصص صندوق اعمار الشرق نحو 50 مليون دولار لدعم منطقة حلفاالجديدة على صعيد البنيات التحتية بيد ان السكان يقولون ان امكانات الصندوق تتيح ضخ اموال كبيرة لدعم المنطقة وليس تخصيص مبلغ زهيد من حوالي 3مليار دولار من اموال المانحين لمناطق شرق السودان . وطالب المواطن جمال حسن ممثل المنطقة في البرلمان بالايفاء بوعوده وبناء الطرق التي بذل فيها وعودا كثيرة في حملته الانتخابية ورصف الشوارع المؤدية الى سوق المدينة والضغط على المركز للحصول على قرض لتمويل الطرق الداخلية ،وقال ان احد المواطنين اضطر الى الاستعانة بتراكتور زراعي لانقاذ زوجته الحبلى واسعافها الى المستشفى العام الذي يبعد حوالي 20كلم من قرى الاسكان والمحلية . وأعرب مواطنون عن خشيتهم من استمرار المشكلة في ظل عدم ادراج تمويل الطرق الداخلية في الموازنة القومية مايرجح الى ان عملية انشاء طرق بات اقرب الى الخيال كما يتندر الاهالي خاصة في ظل تصاعد الخلافات مع والي الولاية بسبب عدم اقالة وزير التخطيط العمراني ابان الازمة الاخيرة في شهر سبتمبر المنصرم . وكان ممثل المنطقة في البرلمان ابوبكر ربيع قد افاد في تصريح ل»الصحافة» ان عملية بناء الطرق الداخلية اضحت على وشك التنفيذ بعد توفر التمويل واكتمال تحديد الطرق المقترحة بيد ان تأخر انشائها اصاب الاهالي بحالة من التذمر واعتبارها وعوداً فضفاضة لم تبارح مكانها . وتقود لجنة مكونة من الاهالي بالمركز مبادرة للضغط على الحكومة الاتحادية للاستجابة لمطالب المنطقة وتقديم خدمات صحية وانشاء مشاريع للبنى التحتية الا ان اللجنة لم تتمكن من مقابلة مسؤولين نافذين لطرح قضايا المنطقة واكتفت بلقاء مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع في شهر اكتوبر الماضي واخطرته بالقضايا الملحة التي تواجه المنطقة وناشدت المركز بالالتفات اليها ودعم خدمات الصحة والتعليم وانشاء البنيات التحتية باعتبار ان المنطقة تمتلك بنيات تحتية على صعيد المشروع الزراعي ومصنع سكر حلفاالجديدة . وقال الناشط في منظمات المجتمع المدني محمد حسن عبداللطيف ان مئات الطلاب والموظفين يتعرضون للمعاناة للوصول الى المدارس والمؤسسات الحكومية بسبب انعدام الطرق بينما يعاني مرضى قاصدين للمستشفى العام من مشقة الوصول اليه ويضطرون الى الاستعانة بالتراكتور الزراعي للتغلب على وعورة الطريق . وقال عبداللطيف ل»الصحافة» ان اللجنة تقود مبادرة لحض المسؤولين على انتشال المنطقة من وهدتها وادراج مشاريعها المقترحة في الموازنة القومية وتابع « آلاف السكان يعانون من انعدام الطرق والمستشفيات والتعليم والصحة «. ودعت اللجنة برنامج الاممالمتحدة الانمائي لتنفيذ مشاريع تنموية في اطار العام 2012بعد ان اعلنت المنظمة الدولية توسيع اطارها لتشمل مناطق من شمال ووسط البلاد. ونفذت محلية حلفاالجديدة نحو 5كلم من الطرق الداخلية داخل المدينة في العام 2003وماتزال الطرق الترابية تنتظر وعودا بذلها مسؤولون حكوميون واضحت المناطق الريفية منعزلة بسبب وعورة الطريق.