سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنتخب العاجي يدحض الشائعات والأنقولى يخرج برغم الفرصتين والبوركيني استحق لقب العنيد النتيجة العامة التى خرج بها صقور الجديان فاقت التوقعات ورفعت من رصيدنا أفريقياً
*بقراءة واقعية لمشاركة منتخبنا الوطنى فى النهائيات الأفريقية والتى مازالت أحداثها مستمرة بدولتى غينيا الاستوائية والجابون وكما هو معروف فقد لعب صقور الجديان فى غينيا حيث أدى مباراتين فى العاصمة مالابو ومثلهما بمدينة باتا « أكبر المدن الغينية» نستطيع القول ان النتيجة العامة التى حصل عليها المنتخب تعتبر وبكل المقاييس ايجابية بل أنها جاءت أكبر مما كان منتظر ومتوقع حيث لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يتأهل منتخبنا لمرحلة دور الثمانية وهذا ليس من باب الأستصغار ولكن قياسا على المستوى المتقدم للمنتخبات التى ضمتها مجموعتنا فقد كانت كافة الترشيحات والتوقعات تشير الى أن المنتخبين العاجى والأنقولى هما الأقرب للصعود، اذ كان تصنيفنا فى المجموعة قبل بداية اللعب هو الثالث أى الثالث وقبل منتخب بوركينا فاسو وقد تضاعفت احتمالات خروجنا من الدور الأول بعد خسارتنا للمباراة الأولى أمام العاجى وتغلب الأنقولى على البوركينى ومن بعد ذلك تعادلنا مع أنقولا وتفوق ساحل العاج على بوركينا فاسو حيث تأكد صعود ساحل العاج لدور الثمانية دون أن يتأثر بنتيجة مباراته الأخيرة أمام أنقولا والتى أصبح رصيدها أربع نقاط فيما لمنتخبنا نقطة واحدة وبناء على هذه الأرقام فان الأنقولى كان يحتاج لنقطة واحدة فقط من مباراته أمام العاجى أو أن يخسر بهدف ليصعد للثمانية « كانت أمامه ثلاث سوانح » أما فرصة منتخبنا فقد كانت محكومة بأن يفوز على البوركينى بأكثر من هدف على أن تخسر أنقولا من العاجى بأكثر من هدف أيضا حتى تتلاشى فروقات الأهداف . ووفق هذه الحسابات المعقدة خاض منتخبنا مباراته الأخيرة فى المرحلة الأولى أمام منتخب بوركينا فاسو الشرس والعنيد والذى ظهر بمستوى جيد فى مباراتيه امام العاجى والأنقولى حيث أنه يلعب الكرة الحديثة « الجماعية - الايقاع السريع - العنف - اللياقة البدنية العالية - الروح القتالية » فضلا عن ذلك فقد كان دافع البوركينى كبيرا لاسيما وأنه بلا رصيد ويسعى لوضع أى نقطة فى حسابه قبل أن يغادر الى بلاده غير ذلك فسوف يلعب المباراة بأعصاب هادئة وبلا ضغوط نفسية بعد أن تأكد خروجه من المنافسة ، الى ذلك فهو من المنتخبات التى تقف من خلفها قاعدة جماهيرية ضخمة حضرت معه اضافة لوجود جالية كبيرة لبوركينا فاسو فى غينيا كل ذلك ضاعف من مسئولية ومهمة صقور الجديان فى تلك المباراة والتى جرت فى توقيت واحد مع لقاء العاجى والأنقولى وبرغم ضيق الفرصة ومحدوديتها فقد نجح صقور الجديان فى أن يتفوقوا بهدفين مقابل واحد « جاء فى أخر ثانية من عمر المباراة » ولم يكن هذا كافيا للصعود مالم يتفوق منتخب ساحل العاج على الأنقولى بهدفين نظيفين وهذا ما حدث لنصعد لدور الثمانية ويخرج الأنقولى برغم تساوى نقاطه مع رصيدنا الا أننا كنا نتفوق عليه بهدف . وهنا لابد أن نذكر حجم التخوفات والهواجس التى سيطرت على دواخلنا اذ لم يستبعد البعض أن يحدث اتفاق بين العاجى والأنقولى يقضى بأن تنتهى مواجهتهما بالتعادل فيما كان البعض يقول ان مدرب ساحل العاج سيمنح البدلاء فرصة للمشاركة بعد أن ضمن التأهل وسيحتفظ بالأساسيين حتى لا يتعرضوا للاصابة والأرهاق أو الطرد ولكن استطاع منتخب ساحل العاج أن يثبت للملأ أنه منتخب كبير ويحترم المنافسة ويعترف بمبادئ اللعب النظيف والتنافس الشريف حيث فاز بهدفين نظيفين على الأنقولى وفى هذه الجزئية نشير الى أننا تحدثنا مع الصحافيين العاجيين المرافقين « المسلمين منهم » لمنتخب بلادهم « 65 صحفيا حضروا على نفقة دولتهم تذاكر واقامة واعاشة » وقلنا لهم ما يدور من تخوفات فى دواخلنا عن « تواطؤ » متوقع من منتخب بلادهم مع الأنقوليين فنفوا واستنكروا هذا الاتهام ولم يكتفوا بذلك بل نقلوا حديثنا لمدرب ساحل العاج وبعض اللاعبين « يبدو أن حديثنا كان له كبير الأثر » . *صعود المنتخب لدور الثمانية كان كافيا ومقنعا بالنسبة له ولنا وتعاملنا معه من واقع أنه انجاز كبير ونتيجة ايجابية لم تتحقق فى التاريخ القريب خصوصا واننا كنا نضع فى حساباتنا سخرية « أعداء الداخل ورأينا أن صقور الجديان وبما حققوه فقد جاء ردهم عليهم شافيا » . سرحنا فى الطموح والأحلام وارتفع سقف الأمال خاصة بعد أن عرفنا أننا سنلاقى الزامبى وهو من منتخبات المستوى الثانى وأن التفوق عليه أمر ممكن وصعب ولكنه ليس مستحيلا برغم أن تصنيفه قد ارتفع وأصبح ضمن المنتخبات التى دخلت قائمة الترشيح للنهائى بعد فوزه على منتخب غينيا المستضيف وصاحب الدافع الأكبر المسنود « بالأرض والجمهور» لعبنا أمام زامبيا بأحلام التأهل لدور الأربعة ولكن « تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن - وليس كل ما يتمناه المرء يجده - وحصل الحصل » . لم نغضب كثيرا وتعاملنا بمنطق كرة القدم وقواعدها « فوز - خسارة - تعادل » ورضخنا للواقع الذى يقول « يتنافس 16 منتخبا وفى النهاية البطل واحد ومثلما ودعنا البطولة فقد خرج مثلنا 12 منتخبا وان كنا نتمنى ونطمع فى الصعود لدور الأربعة فهذا طموح مشروع - ودعنا ومعنا كل من منتخبى غينيا الأستوائية والجابون المستضيفين لفعاليات البطولة ومنتخب تونس - وعندها تذكرنا قول العرب « الموت وسط الجماعة عرس ». *المدربون يتوجون مازدا نجماً فوق العادة *من أبرز المكاسب العديدة التى خرج بها منتخبنا من مشاركته فى النهائيات الأفريقة فهى تتمثل فى النجومية التى حصل عليها كابتن محمد عبدالله مازدا المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى حيث وجد من الاشادات ما يصعب حصرها لقد كان مازدا محل اهتمام كل الصحافيين المرافقين للبعثات والاخرين الذين حرصوا على تغطيتها و القنوات الفضائية وكان محل ثناء كبار المحللين من ذوى الشهرة والنجومية « كالوشا أموكاشى » وتلقى التهانى من مدربى ساحل العاج وأنقولا وبوركينا فاسو ، وهنا لابد من الاشارة للشهادة الرفيعة التى منحها اياه كابتن داسييه النجم الفرنسى المشهور حينما اقتحم غرفة اللاعبين بعد انتهاء المباراة الأولى بلحظات وقدم الاشادة لكابتن مازدا على الاستراتيجية التى أدى بها المواجهة واستطاع أن يدخل المنتخب العاجى المدجج بالنجوم المحترفة فى موقف صعب ولولا سوء الطالع لخرج بنقطة من المباراة ومن بعد ذلك منحه المدرب التونسى سامى الطرابلسى لقب أفضل مدرب فى البطولة وهذا ما صرحت به القنوات الفضائية وهو فعلا أفضل مدرب.