*نكشف العديد من الحقائق خلال حلقة اليوم من خلال إنطباعاتنا عن رحلة المنتخب السعيدة إلى دولة غينيا الإستوائية التى تقع فى الغرب الأفريقى وهى من دول الساحل حيث تطل على المحيط الأطلنطى وإستخدامنا لمفردة سعيدة لأنها كذلك من واقع التجربة العامة التى خرج بها المنتخب والتى تعتبر إيجابية بكل المقاييس ويكفى أن منتخبنا عاد وهو ضمن أفضل ثمانية منتخبات فى أفريقيا بعد أن كان فى مركز متأخر فى آخر تصنيف *وبداية نقول إن العدد الكلى للبعثة السودانية بلغ إثنين وأربعين شخصا بينهم ( 32) هم البعثة الرسمية - لاعبين وجهازين فنى وإدارى - وعشرة أفراد خارج دائرة الرسمية بينهما الدكتور معتصم جعفر ومجدى شمس الدين ( ضمن قائمة الكاف ) وثمانية إعلاميين هم ( كاتب هذه السطور - يوسف محمد يوسف - مهندس عبدالباقى نورالدائم (الإذاعة) - الطيب شيخ إدريس من صحيفة السودانى - سامر العمرابى قناة الجزيرة - تاى الله محمد سليمان والصادق ممثلان لقناة الشروق - شمس الدين الأمين صحيفة الصدى ) وجاءت إقامة البعثة السودانية فى أكثر من موقع حيث كان رئيس البعثة واللاعبون والجهازان الفنى والإدارى يقيمون فى الفنادق المخصصة لهم من الكاف فيما حرصنا فى الوفد الإعلامى أن لا تكون لنا علاقة بالبعثة ولهذا فقد أقمنا فى موقع بعيد عن محل إقامتها وذلك (لأسباب وظروف ومبررات قدرناها نحن سنتطرق لها لاحقا ) . وقد أعتبرت بعثتنا هى الأقل عددا من بين بقية البعثات وبفارق كبير يتجاوز الألوف ذلك من واقع أن كافة المنتخبات التى شاركت كان هناك وجود ضخم لمواطنيها فى غينيا - جاليات - أما عن الوجود السودانى فهو لا يتعدى الشخصين فقط هما ( عبدالوهاب دياب وهو رجل أعمال وبخيت آدم ويعمل فى شركة المقاولون العرب ) بالمقابل فإن بعثة ساحل العاج الرسمية هى الأضخم والأكبر عددا ( واحد وثمانون شخصا ) إضافة لثلاثة ألف مرافق للمنتخب حضروا من أبيدجان لمساندة البعثة بينهم خمسة وستون صحافيا وأربعة عشر تلفزيونيا وإذاعيين ووكالات تكفلت دولتهم بنقلهم جوا وتحملت نفقات إقامتهم وإعاشتهم وترحيلهم ونثرياتهم بغينيا وهنا لابد من الإشارة إلى أن سفارة ساحل العاج بمالابو كانت قد وزعت التذاكر وشعارات المنتخب مجانا لكل من يرغب فى مساندة بلادها ثم تأتى بوركينا فاسو فى المرتبة الثانية من حيث الجماهيرية لا سيما وأن الجالية البوركينية الموجودة فى المدن الغينية كبيرة العدد ومن بعد ذلك تأتى أنقولا حيث وصل منتخبها ومرافقوه ( الفان شخص ) بطائرات خاصة واقعية مازدا سبب التفوق *من أبرز الأسباب التى قادت منتخبنا للتأهل للدور الثانى فى البطولة هو واقعية كابتن محمد عبدالله مازدا فى تعامله مع خصومه فقد كان صادقا فى إستراتيجيته وتعامل حسب المعطيات الماثلة أمامه ولم ينفعل، ففى المبارة الأولى منح منتخب ساحل العاج وضعه ومكانته وإعترف ضمنيا بقوته وخبرة نجومه وتمرسهم وإمكانياتهم الواسعة وقدراتهم المهولة ولعب المواجهة بمبدأ ( الحيطة والحذر ) سعيا للخروج بنتيجة ( مقبولة وإيجابية أيا كانت ( خسارة بأقل عدد من الأهداف أو نصر أوتعادل ) على إعتبار أن تفوق منتخب ساحل العاج مؤكدا على كل الفرق ( قياسا على إمكانياته) وقد حقق منتخبنا النجاح فى لقائه الأول حينما خرج بخسارة عادية ومقبولة وقدم عرضا قويا بشهادة وإعتراف حتى العاجيين أنفسهم وقد أكسبت هذه المواجهة صقور الجديان وضعا جيدا فى غينيا وجعلته محل أنظار المراقبين و إعجاب الجمهور والصحافيين ومحللى القنوات الفضائية كما منحت ( أولادنا الثقة وثبتتهم ورفعت من روحهم المعنوية ) وفى اللقاء الثانى تعامل مازدا مع الأنقولى على أساس أنه ند ( يتساوى معنا فى كل شئ ) ووضع خطته على هذا الأساس وإستنادا على هذا المبدأ فقد لعبنا ونجح صقور الجديان فى أن يتعقبوا خصمهم مرتين خلال اللقاء وأدركوا التعادل وفى اللقاء الثالث كانت رؤية مازدا لمنتخب بوركينا فاسو واقعية وتعامل على إعتبار أن ظروف منتخبنا هى الأفضل وقد إنتهج إسلوب المغامرة مع وضع كافة المحاذير وكان النصر لنا . قصدنا من السرد أعلاه القول إن الطريقة الواقعية التى تعامل بها مازدا هى التى صعدت بمنتخبا لدور الثمانية مكاسب خلف الكواليس *خلال مباراة منتخبنا الأولى امام العاجى تم منح اللاعب نزار حامد جائزة اللعب النظيف وفى المواجهة الثانية ضد أنقولا تم تتويج اللاعب محمد أحمد بشة نجما للمباراة وفى اللقاء الرابع والأخير منح أكرم الهادى جائزة اللعب النظيف هذا على صعيد اللاعبين أما فى الجوانب الأخرى فقد منح المحللون والإعلاميون و المدربون والمراقبون كابتن مازدا لقب أفضل مدرب فى المجموعة كما دخل قائمة الترشيح لأفضل مدرب فى البطولة الشعوب الشقيقة والوقفة التاريخية *لقد سبق وأن تناولنا الوقفة التاريخية للشعوب الشقيقة ونرى أن هذه البطولة قد كشفت عن الوضع المتميز للسودان وسط جيرانه وأشقائه العرب فما وجده من مساندة من الجاليتين المصرية والتشادية فاق حد الخيال وقد رأينا بأعيننا كيف كانوا ينفعلون ويهتفون ويحرصون على حضور مباريات منتخبنا ويشترون التذاكر من جيوبهم ويحملون أعلام السودان ويتحملون مشقة الذهاب للإستاد برغم بعده عن المدينة ولا ننسى الإخوة المغاربة والتوانسة المقيمين فى مدينتى مالابو وباتا وأيضا الأشقاء اللبنانيين ولا يفوتنا أن نذكر الوقفة القوية للسفير المصرى بغينيا الأستاذ ماهر بدرا والذى نال شرف أول زائر لبعثة منتخبنا لحظة وصولها العاصمة مالابو ومخاطبته للاعبين ووضعه لكافة إمكانيات سفارته تحت تصرف البعثة الشئ الذى كان له الأثر الإيجابى على أفراد البعثة.