*تابع العالم بأكمله الأحداث المؤسفة التى صاحبت مباراة الأهلى القاهرى والمصرى البورسعيدى والتى راح ضحيتها أكثر من سبعين شخصا، فيما تعرض المئات لإصابات بالغة الشئ الذى جعل الحكومة تتدخل بكامل هيئتها فيما خصص مجلس الشعب جلساته لمناقشة الأسباب التى أدت إلى نشوب الأزمة وجاءت المطالبات بإقالة وزير الداخلية وحملت المسئولية للأجهزة الشرطية والأمنية وإمتد الإتهام بالتقصير للإتحاد وتم حله وبات الشعب المصرى بمختلف إتجاهاته ينفعل ويتجاوب مع هذه الحادثة المؤسفة والتى أصبحت قضية رأى عام، وصدرت من بعد ذلك العديد من القرارات أولها إلغاء الدورى المصرى . وبالطبع ستكون هناك تبعات وآثار لهذا الموضوع الخطير مستقبلا ومايتوقعه الخبراء هناك هو تجدد هذه الظاهرة لاحقا . *الأغلبية فى مصر حملوا الإعلام الرياضى مسئولية الانفعال والتوتر الذى بات سمة للمشجع المصرى وجعلوا منه - أى الإعلام االرياضى - واحد من من الأسباب الرئيسية التى قادت للكارثة *قصدنا من السرد أعلاه أن ننبه ونحذر ونضئ شارات الخطر وأن نقول للمعنيين بالمسئولية هنا ( أفتحوا عيونكم ) وعليكم الإستفادة من أحداث إستاد بورسعيد وكما يقول المثل ( أخوك كان حلقوا ليه بل رأسك ) . نفس الملامح والشبه وتتطابق الأحداث والواقع واحد فما يجرى فى مصر يمكن أن يتكرر هنا بل سيتكرر ونراهن على ذلك إن تمسك المسئولون بالصمت على الفوضى الحادثة الآن فى الصحف الرياضية والإنفلات الذى يمارس الآن جهرا . ستحدث الكارثة هنا فى السودان وبصورة أكثر فظاعة وأن كان عدد الذين ماتوا فى إستاد بورسعيد ثلاثة وسبعون شخصا فإن عدد الذين سيموتون هنا سيصعب حصره نقول ذلك ونحن نتابع استصغار الجهات المعنية بحماية هذا الوطن ومواطنيه لما يجرى من بلاوى وتعصب وتفلت وتحريض وصناعة للفتنة. وبالطبع فإن تكرر مشهد بورسعيد عندنا فإن الثمن سيكون غاليا والأثر ممتدا وستوزع المسئولية على الجميع ولن يكون هناك بريئ وسيشمل الإتهام الحكومة أولا ثم جهاز الأمن و الشرطة والمجلس القومى للصحافة وإتحاد الصحافيين وإتحاد الكرة وستكون الصحف الرياضية هى المتهم الأول والمتسبب الرئيسى ولا نستبعد أن يطالب أسر الضحايا القصاص من هذه الجهات على إعتبار أنها تسببت فى الكوارث والمصائب التى ستحدث على إعتبار أنها شجعتها بصمتها وإهمالها وعدم إهتمامها وتدخلها لإيقافها ولهذا نرجو ومنذ الآن أن يتحرك المعنيون بالأمر وأن ينتبهوا ويتعاملوا بجدية مع هذا الموضوع وبطريقة تؤكد على أنهم حريصون على حياة الناس ذلك بوضع التحوطات اللازمة المتمثلة فى معرفة الأسباب التى تقود للفتنة وأولها ( الأوراق و الأقلام ) ووضع حد للفوضى المسيطرة الآن والتى وصلت مراتب متقدمة وباتت هى السلوك العام . أما إن تعاملوا بطريقة (السلحفاء حيث البطء ) ولم يعيروا هذا الأمر الخطير إهتماما فعندها ستقع المصيبة وسيكونوا هم السبب الرئيسى. *وبمناسبة الحديث أعلاه نسأل هل ( ما يردده الشارع صحيح وهو ) أن الحكومة راضية و ( مبسوطة ) من ما يحدث من فوضى فى الصحافة الرياضية على إعتبار أنه يشغل لها الشعب ولهذا السبب هى تشجع إستمراره بطريقة غير مباشرة بدليل صمتها ؟ وهل حقيقة أن الحكومة تخشى وتخاف من الإعلام الرياضى للدرجة التى تجعلها تصمت تجاه ما يحدث منه حتى وإن كان له علاقة بسلامة المجتمع وأفراده ؟؟ أسئلة مشروعة نطرحها بكل موضوعية ونطمع فى إجابات لها من الجهات المعنية. *تابعنا فى الأيام الماضية الإتفاق الذى تم بين طرفى القمة والذى من شأنه أن يقلل من حدة التوتر ويطفئ نيران العداء السافر والذى وصل مرحلة يصعب وصفها بين أنصار الفريقين وهو بداية لقتل العصبية القاتلة ويجعل الود والإحترام موجودا بين الناديين وأنصارهما ولكن فى الوقت نفسه تابعنا تخوفات البعض من إنهيار هذا الإتفاق بسبب عدم إلتزام أقلام التعصب ومحاولتهم إفشاله من منطلق أن فى إتفاق الناديين ضررا سيقع عليهم حيث ستعم حالتى الإفلاس (المادى) والإفلاس فى المنطق وقد ناشد أكثر من قلم الجهات المعنية بالرقابة أن تقوم بدورها لحماية ما تم من تقارب بين الناديين حتى يظل السلام قائما بين المريخ والهلال وأن تتعامل جهات الإختصاص بحسم وقوة وتردع كل من يحاول إفشال الإتفاق الذى تم بين قمتى كرة القدم السودانية وعندما نقول حسم يعنى حسم وذلك لأن أى تراخى فى التعامل مع هذه القضية الخطيرة سيكون له ثمنه وآثاره الأكثر خطور