*أصبح الإعلام الرياضى متهما رئيسيا فى قضية الساعة الكروية حيث يحمله الإغلبية مسئولية «الإنفلات والتدنى الذى اصاب السلوك الرياضى» وأنه السبب الرئيسى فى صناعة وتفشى ظاهرة الشغب والعنف والفوضى التى إجتاحت الملاعب وتضاعفت فى هذا الموسم بطريقة «مخيفة» جعلت البعض يتوقع حدوث كارثة مثل التى شهدها إستاد بورسعيد والتى راح ضحيتها عدد كبير من أنصار النادى الأهلى، وبسببها تعطل النشاط الكروى فى مصر ومازالت المباريات هناك تلعب بدون جمهور وأدت تلك الأزمة لحل إتحاد سمير زاهر « بطريقة أشبه بالطرد » وبلغت تلك الأحداث مدى جعلتها تصبح قضية رأى عام ليس فى مصر وحدها بل فى كل العالم وباتت موضوعا رئيسيا فى البرلمان المصرى . وقد تضاعف حجم المخاوف هنا على خلفية التدمير الذى تعرض له إستاد المريخ فى لقاء القمة الأخير الذى جرى ضمن فعاليات الدورى الممتاز *جميعهم أغفل الدور الرئيسى وحجم التأثير الكبير للإعلام الرياضى وتناسوا إيحابياته والتى من بينها إنتشار كرة القدم وإسهامه الكبير فى التطور الذى طرأ على مستوانا العام فيها والذى يؤكده موقف منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم ونتائجه الإيجابية وظهوره فى النهائيات الأفريقية فضلا عن وصول ثلاثة من فرقنا لمرحلة المجموعات فى البطولة الكونفدرالية وتأكيد صعود إثنين منها للدور قبل النهائى بعد أن إنحصر التنافس بين الثلاثى السودانى . أغفلوا كل الأدوار التى لعبها القلم والفكر الصحفى الرياضى وجعلوا منه شماعة علقوا عليها إنهيار الشكل العام للسلوك الرياضى وخاصة فى لعبة كرة القدم *الإعلام الرياضى مجتمع مثل كل التكوينات والشرائح الأخرى فيه الصحيح وأيضا الخطأ وإن كان البعض يحسب عليه سلبيات فمن العدل أن يعترفوا بإيجابياته ولكن يبقى من غير المعقول ولا المقبول وليس من العدل ولا المنطق أن يطبق البعض بنظرية أو مبدأ « الشر يعم والخير يخص » بمعنى إن كان هناك من يتهم الإعلام الرياضى بعدم الإنضباط فعليه أن يقر بأن هناك إيجابيات *سياسة التعميم فى مثل هذه المواقف تعتبر خاطئة ولن تجدى وهى مبتورة وبدلا من وصف الإعلام الرياضى بأنه سبب البلاوى والكوارث والأزمات فعليهم تحديد موقع الخطأ وتسمية السبب الذى جعل الإعلام الرياضى ينفلت ويخرج عن الخط ويحرض الجمهور على ممارسة الشغب *صحيح هناك إخفاقات فى اداء الإعلام الرياضى وهذا طبيعى فأى عمل ومهما كان لا يمكن أن يكون مكتملا ولكن هذه السلبيات محصورة جدا وإن كان البعض يهاجم سلبيات القلم الرياضى فنقول إنه لا يوجد من هو معصوم من الخطأ وأى عمل لابد أن تصاحبه سلبيات وتشوهات والعدالة تفرض أن ننظر لأداء الإعلام الرياضى من زاوية الموضوعية وأن لا نعمم حتى لا يتضرر أبرياء لاذنب لهم *لن يكون هناك حل للمشكلة التى إجتاحت الملاعب والمتمثلة فى إنتشار وتفشى ظاهرة الشغب والعنف إن إختصرناها وإختزلناها فى الإعلام الرياضى فهذه الظاهرة الخطيرة لها اسباب أخرى أكثر تأثيرا وخطورة من الإعلام الرياضى ومنها مثلا ضعف القانون الذى يحاسب المشاغب والحكم إضافة لمسئوليات يتحملها جهاز الشرطة وهناك الجوانب التنظيمية فكل هذه أسباب تقود للشغب وليس الإعلام الرياضى لوحده *من الظلم أن نحمل الأبرياء هفوات البعض وأن نصف الإعلام الرياضى كله بالسوء لمجرد « خبركاذب نشرته صحيفة أو رأى منفلت كتبه آخر منفعل أو حوارمشتول - كما يقولون » *حسرة المريخاب *تضاعفت حسرة المريخاب وتضاعفت أحزانهم بعد تعثر الهلال بالتعادل مع فريقى الخرطوم الوطنى والأمل العطبراوى وكان نتاج ذلك أن تقلص الفارق الصدارى إلى نقطتين بعد أن كان ستة الشئ الذى جعل الكثيرين من عشاق الأحمر يعضون بنان الندم على تفريط فريقهم وإضاعته للفوز وتعثره فى مباريات بعينها ومنها « مباراتيه أمام الهلال حيث كان المريخ الأقرب للفوز فيهما إضافة لخسارته نتيجة مباراته الأولى فى البطولة أمام الأمل عطبرة والتى أقيمت بقلعته الحمراء وهذه الخسارة كانت بمثابة مفاجأة وحدث مهم إضافة للتعادل الذى إنتهت عليه مواجهته مع الرابطة كوستى فخلال كل هذه المواجهات كان المريخ هو الأفضل والأقرب والأحق بالفوز من واقع سيطرته وأدائه وسوانح التهديف العديدة التى وجدها أولاده أمام مرمى هذه الفرق » ومع تقلص الفارق تزداد « أوجاع المريخاب ولم يجدوا أمامهم إلا أن يكثروا من - اللولوة - حينما يقول « الواحد منهم بعد أن يتأوه لو فزنا على الهلال فى الدورة الأولى لكان المريخ اليوم بطلا ولو إستثمر هجوم المريخ الفرص الخمسة التى وجدها فى لقاء القمة الأخير لحسموا أمر اللقب ولو أنهم حافظوا على تقدمهم على هدف رمضان العجب وصمدوا فى الخمسة دقائق الأخيرة لكان كذا وكذا » وبالطبع فكل هذه « اللولوة لا بتودى ولا بتجيب » وتبقى مجرد « آهات » تسكن الصدور وتملأ الدواخل بالحسرة والندم *يكاد كل المريخاب يجمعون على أن السبب الرئيسى فى فقدان فريقهم للصدارة هو المدرب ريكاردو حيث يصفون خططه بالعقيمة وأنه متردد وهناك ،من يقول عليه أنه جبان ومنهم من يرى أن سوء الطالع وغياب الحظوظ وعدم تركيز اللاعبين هو السبب ولكن كل ذلك لا قيمة له ولا أثر ولا يعدو أن يكون مجرد بكاء على «اللبن المسكوب » *وليس أمامنا سوى أن نقول للمريخاب « خيرها فى غيرها »