وقع السودان وجنوب السودان مساء الجمعة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، برعاية الاتحاد الافريقي، اتفاق عدم اعتداء لاحتواء خلافهما الحدودي، حسب اعلان كبير المفاوضين ورئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. ونص الاتفاق على التزام الطرفين ب «احترام سيادة وسلامة اراضي كل منهما، والامتناع عن شن اي هجوم، وخصوصا عمليات قصف». وجاء هذا الاعلان عن هذا الاتفاق مباغتا لكثير من المراقبين الذين توقعوا أن يخوض وفدا الخرطوم وجوبا مفاوضات شاقة في أديس أبابا، حيث تجرى المفاوضات. ولكن على غير المتوقع، خرج ثابو مبيكي، الذي يقود فريق مفاوضي الاتحاد الإفريقي. وأعلن أن الطرفين توصلا إلى اتفاق عدم اعتداء بشأن الخلافات الحدودية القائمة بينهما. وينص اتفاق عدم الاعتداء، الذي وقعه مديرا جهازي الاستخبارات في كلا البلدين، على تعهد كل منهما باحترام سيادة وسلامة أراضي الطرف الآخر، والامتناع عن شن أي هجوم، بما في ذلك عمليات القصف الجوية او البرية. كما يتضمن الاتفاق تشكيل آلية مراقبة يستطيع كل من الجانبين التقدم من خلالها، بشكوى إليها حال وقوع أي حادث على الحدود. وفي تصريحاته للصحفيين، قال مبيكي إن هذه الآلية ستكون مسؤولة عن بحث أية اتهامات أو شكاوى، داعيا مسؤولي الخرطوم وجوبا إلى التحرك بجدية على طريق تسوية خلافاتهما. ولكن ملف الخلافات لا يقتصر على القضايا الحدودية، اذ يحتل ملف النزاع حول رسوم عبور النفط الجنوبي الأراضي السودانية مكانا مهما على طاولة المباحثات التي يتوقع استمرارها السبت في العاصمة الإثيوبية. وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت تحذيرات أطلقها مسؤولون في السودان وجنوب السودان من أن الخلاف النفطي، المستمر منذ عدة شهور، قد يؤدي لاندلاع حرب بين الدولتين. من جهته، رحب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، الدكتور قطبي المهدي، في تصريحات صحفية امس بالاتفاق ،معربا عن امله في ان يكون ممهداً لانجاح المفاوضات حول الحدود والبترول وغيرها، واضاف « هذا الاتفاق تجديد للنوايا ونأمل ان ينعكس على ارض الواقع». واوضح قطبي ان الطرفين لم يدخلا حتى الآن في مفاوضات حول النفط ،مبينا ان كل طرف مازال على موقفه ،ورأى ان المرحلة التي تمر بها حكومة الجنوب تحتاج الي قيادة مختلفة عن القيادة التي كانت تقود التمرد والحرب، وقال الوضع الجديد يحتاج « لرجال دولة وناس يقدروا قيمة السلام والاستقرار والتعاون بين الجهات المهمة بالنسبة للجنوب» لذلك ننتظر من العناصر الراشدة والمعتدلة داخل حكومة الجنوب ان يكون لها دور كبير، ونعتقد هذا الامر اصبح متاحاً ونحن نخاطب هذه العناصر ونعول على تعاظم دورها في سياسة حكومة الجنوب. ولفت قطبي الي موقف رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي، حول العلاقات مع دولة جنوب السودان ورفض الحرب بينها وبين السودان، وقال ان موقف المهدي السياسي اذا صحت تصريحاته اقرب كثيرا الى الموقف الرسمي للحكومة والمؤتمر الوطني في رفضه القاطع للتمرد والخروج عن الدولة وحمل السلاح ،ورأي قطبي ان حديث المهدي عن السلام والعلاقات مع دولة الجنوب مهم جدا ويصب في موقف المؤتمر الوطني ،وقال « هذا يعني اننا نقترب من معارضة راشدة تستطيع ان تطرح رؤاها خلال التوافق التام حول الثوابت الوطنية ،» وسخر من دعوة المؤتمر الشعبي لاطلاق سراح منسوبيه وعدم المساس بهم، وقال هذه « دعوة الغرض منها اثارة العواطف» وان عضوية الشعبي كانت تعتقل لاسباب معروفة ويطلق سراحهم حسب القانون، من غير ان يثبت بأن حقوقهم انتهكت. وفي السياق ذاته، تطرح الوساطة صباح اليوم على طرفي التفاوض السودان وجنوب السودان ورقة جديدة بشأن القضايا العالقة، وعلى رأسها النفط، في وقت اعلنت دولة جنوب السودان رفضها القاطع لحصر النقاش في الاتفاق الاطاري الذي رفض رئيس سلفاكر ميارديت التوقيع عليه اخيرا في اديس ابابا . وابلغ مصدر مطلع «الصحافة « ان الوساطة ستسلم صباح اليوم وفدي حكومتي جنوب وشمال السودان ورقة جديدة بشأن القضايا مسار الخلاف للدخول في التفاوض المباشر حولها ظهر ذات اليوم . وفي السياق ذاته، قال وزير مجلس وزراء دولة الجنوب، دينق الور ل»الصحافة « ان الجنوب متمسك بأن يكون النقاش في الجولة الحالية في كل القضايا العالقة ،وشدد على ان الوفد الجنوبي لن يقبل بتجزئة المفاوضات، وقطع بأن الاتفاق الاطاري انتهى «وعلى الوساطة ان تسحب ذلك المقترح « .