أسهم اتساع رقعة الأمن بدارفور، في عودة العمل بحقل العطرون بمحلية المالحة، 650 كلم شمال الفاشر عاصمة شمال دارفور. وكان العطرون يشكل المورد الثالث للولاية قبل اندلاع الحرب بتصدير المادة إلى مصر وبقية أنحاء السودان. وتفقد والي ولاية شمال دارفور، عثمان كبر وعدد من مسؤولي حكومته حقل العطرون يوم السبت، ووقف الوالي على عمليات استخراج مادة العطرون بأنواعها المختلفة من الحقول الأربعة الأساسية "الدليبة، والقاعة، والنخيل، السلم" والتي يتم تصديرها إلى مصر والخرطوم. وقال كبر للصحافيين إن الزيارة بغرض الوقوف على استقرار واستتباب الأوضاع الاجتماعية والأمنية بالحقل. وتؤمن عناصر من القوات المسلحة المنطقة. وحقل العطرون في شمال دارفور هو المنطقة الوحيدة بالسودان التي تنتج مادة العطرون بأنواعها المختلفة. تنسيق أمني وأضاف أن الزيارة هدفت كذلك إلى التنسيق بين سلطات الولاية والأجهزة الأمنية والولاية الشمالية والولايات الأخرى للترتيب بشأن إدارة حقل العطرون للاستفادة منه بالصورة المثلى، باعتبار أن الحقل يقع ضمن حدود شمال دارفور، وكان يمثل مورداً مالياً أساسياً لخزينة الولاية قبل اندلاع أزمة دارفور في العام 2003م. وأشار الوالي إلى جهود بذلت من قبل للاستفادة من مادة العطرون في إنتاج الصودا الكاوية والزجاج عبر مشروع كبير، ولكنه توقف بسبب الحرب. من جهته، توقع وزير المالية والاقتصاد والخدمة المدنية بالولاية عودة العطرون إلى سابق عهده، داعماً لخزينة الولاية التي كانت تسهم فيه قبل الحرب بثلث الإيرادات. وأعلن أن وزارته ستشرع خلال الأيام القادمة في فتح باب التقديم لترحيل العطرون من الحقل إلى حاضرة الولاية وإلى بقاع السودان الأخرى، بجانب تنظيم الاستثمار في هذه الحقول لإنتاج مادة الصودا الكاويا لتتم الاستفادة منها في العمليات الصناعية المختلفة.