* أنا لا أعرف المستشار مدحت عبد القادر والذي أثيرت حوله شبهات الفساد ولم ألتقِ به.. ولم أرَ صورته في الصحف ولا أعرف إلى أية جهات السودان ينتمي ،ولكن من يحملون الأسماء التي تنتهي «بالتاء المفتوحة» غالباً ما يكون أهاليهم من المتأثرين بالثقافة «التركية المصرية» التي تستخدم التاء المفتوحة بدلاً من المربوطة «مدحت مدحة .. عصمت عصمة.. ثروت ثروة.. وحشمت حشمة.. وصفوت صفوة.. وحكمت حكمة.. وطلعت طلعة.. رأفت رأفة.. وهكذا».. مدحت وكيل نيابة بدرجة مستشار حامت حوله الشكوك بملكيته لشركات ومتاجر ونشرت صحيفة السوداني الغراء إسمه والكثير من الوثائق وعدة مقالات بقلم رئيس تحريرها «الرصين الرَّزين»ضياء الدين بلال .. والتقطت وزارة العدل القفاز وعرضت الأمر على لجنة تحقيق شابتها هي الأخرى تهمة المحاباة مع أن أي وكيل نيابة يخوله وزير العدل سلطاته في التحقيق ولا كبير على القانون لكن «التشكيك» دفع بوزير العدل إلى إلتماس الحيدة عند رئيس القضاء الموقر والذي لم يبخل بتسمية لجنة من قضاة المحكمة العليا للتحقيق مع المستشار مدحت.. «وما أدراك من قضاة المحكمة العليا.. خبرات طويلة وأعمار كبيرة وقد بلغوا آخر عتبة في سلك القضاء وإليهم ترجع كل القضايا الكبيرة والأحكام النهائية فكم أفلتوا رقاباً من حبل المشنقة وكم أخضعوا رقاباً للقصاص.. وكم أعادوا حقاً مسلوباً ومالاً منهوباً .. وكم رفعوا إسم بلادنا عالياً من على منصات القضاء في العديد من الدول العربية والأفريقية..» قضاة المحكمة العليا رأوا أن المستشار مدحت لم يقع بممارساته تلك تحت طائلة القانون الجنائي.. لكنه خالف القانون الإداري وأوصت اللجنة الموقرة بمحاسبة المستشار مدحت إدارياً فأعلن السيد وزير العدل والنائب العام تلك التوصيات ثمَّ عمد إلى وضعها موضع التنفيذ فأصدر أمره بإيقاف مدحت عن العمل ومثوله أمام لجنة محاسبة إدارية.. لترى رأيها في ما نُسب إلى مدحت من مخالفات فتوصي بفصله أو تخفيض درجته أو الخصم من مرتبه أو توبيخه أو حتى تبرئته.. فلم يخرج «ابن اللتيبة» من الملة عندما عاد بأموال الزكاة وقال هذا لكم وهذا أهدي لي .. «فتمعَّر» وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم «غضباً» وصعد المنبر وقال خطبته الشهيرة والتي قال فيها من بين ما قال : «فهلاَّ جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أَيُهدي له أم لا « وكذلك مدحت هلاَّ جلس في بيته فجاءته الشركات والمولات؟ * واقع الأمر أن الذي يصدر من قضاة المحكمة العليا.. «لا يكون مكان تشكيك البتة».. فهم قد أعملوا فكرهم وخبرتهم وعدالتهم ولن يغرَّقوا ذمتهم».. عشان مدحت ولاَّ ميَّة زي مدحت.. ثمَّ إن أي تشكيك في عدالة ونزاهة قضاة المحكمة العليا سيعود وبالاً علينا جميعاً.. والقضاء في بلادنا مستهدف من دوائر المخابرات العالمية وأذيال الصهيونية إذ لم يشفع لقضائنا الحر النزيه العادل كل تاريخه وكسبه فأُتهم بأنه «غير قادر وغير راغب» لكي يفتحوا الباب أمام محكمة الظلم الدولية وعرَّابها أوكامبو للانتقاص من سيادة البلاد ورمزها.. ثمَّ إن السيد وزير العدل والنائب العام درأ الشبهة عن نفسه وعن وزارته ولجأ لسعادة رئيس القضاء الذي أمدَّه بتلك اللجنة الموقرة.. أما العاملون في وزارة العدل فمارسوا سلوكاً سودانياً صرفاً عندما تنقشع سحابة أية مشكلة عويصة وقعت على أحد أفراده فابتهجوا بتوزيع الحلوى ولابد أن آخرين نحروا الذبائح كرامة وسلامة.. وأنا على يقين بأن قرار فصل المستشار مدحت من العمل سيقابله البعض «إن حدث» بذات البهجة من الشامتين أو الموالين لمدحت على السواء.. ديل يقولوا الحمدلله رفتوه.. وديل يقولوا حمداً لله على السلامة ربنا ريَّحك من شغل الحكومة.. ديل يضبحوا وديل يضبحوا.. ويا هو ده السودان . * أخي الأستاذ ضياء الدين بلال.. «يا الضو الما بيقولو لو سَوْ» إنت عملت ما أعتقدت إنه الحق.. ما تكسر قلمك طَقْ.. لو جاءت النتيجة بغير ما توقعت فنحن لسنا قضاة.. ورسالة الإعلامي هي تبيان الحقائق للناس وتسليط الضوء على مكامن الظلام والأظلام وليس إِصدار الأحكام.. فتلك مهمة آخرين وعليهم يقع أجرها أو وزرها.. والقضاة ثلاثة إثنان منهم في النار .. وما على الرسول إِلا البلاغ.. فلا تذهب نفسك حسرات.. وما ضاع حق وراءه مطالِب . * أسعدني جداً أن أقرأ أن ولاية نهر النيل خالية من الإعتداء على المال العام إلا من حالة واحدة أُستُرد فيها ما نسبته 84% من المال المختلس وكانت المخالفة هو عدم تقديم المستندات الدالة على الصرف.. أو عدم إزالة العهدة وفي إعتقادي أن الفضل في ذلك يعود لإنسان تلك الولاية العظيم.. الذي يخشى العيب ويتقي الحرام.. والبلد ضيقة والناس أهل فلو سرق أحدهم يودي وشِّو من الناس وين؟!.. وهذه قيمة في حد ذاتها رادعة لأن القوانين هنا وهناك واحدة.. وكانت ستكتمل الفرحة لو حُلَّت مشكلة المناصير نهائياً. * شكراً سعادة الفريق أول محمد عبد القادر نصر الدين رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق والذي زار الفنان قيقم وقدم دعمه المادي والمعنوي السخي وتمتد علاقة الرجلين إلى أيام الجهاد الأولى «يلاَّ يا أخوان هللوا وكبروا نلحق الأبطال في جبل سندرو».. وطُهُور إن شاء الله يا قيقم. وهذا هو المفروض