٭ غادر دنيانا الفانية قبل عام، المبدع الرائع والكاريكاتيرست صلاح حمادة، صاحب الريشة واللون و(حلو الكلام) بعد ألم ممض حكى باكراً أوجاع الرحيل، حيث غادر صلاح سريعاً ليرقد على مهد اللحود.. ٭ علناً ذرفت الدمع السخين فانكسرت امامي البصائر، وشاخت الأمنيات وجفت في حلقي كلمات الرثاء التي تعطلت أمام سيل الدموع الجارف لرجل وفنان وصديق تسامى لمقام الشمس واغتسل من وهج القمر وتسربل بحب الآخرين لحناً جميلاً في طرقات الحياة، فرفرف بأجنحة كأشرعة الحديد في يوم ما وغادر.. ٭ كان صلاح مدرسة متفردة في العطاء بلا مقابل، ينثر القرنفل والنال والاقحوان طيوفاً من العبق المسيطر اينما حل.. تمتزج عنده الألوان جمالاً داخلياً فيخرجها بركاناً من الضوء والكهرمان يكسو بها الجميع والذين بايعوه سلطاناً على عرش فن الكاريكاتير.. ٭ رحل صلاح عند حمرة الشفق وفي جيبه (تصاوير) و(مذكرات زول) وآلاف الألوان تنام سنابلَ مترفة الرونق تنتظر الانسياب على صفحة الفرح من (غير زعل) غيماً أخضر.. ٭ غادرتنا صلاح وللحديث بقية وللألوان متكأ ومرسم بطعم عطاياك النبيلة التي تفوق الامواج هبة.. فعشقك يا حارس الكلمة والصورة كثر يبتردون الآن في بحيرات الدموع والأسى والحزن الدفين. ٭ فقدناك يا عصفور الوطن (الصداح) فالدرب الآن معطوب الرئتين بعد أن كان يتنفس جمال الكلمة ويغني للوصل في (صفحة) خفيفة الظل تستمد من دواخلك الصدق والنقاء (لتشكل) فردوساً للفقراء بلغة التواصل (المنصوص عاليه) في قانون (الزول). ٭ برحيلك يا صلاح انهد ركن أمين من مدرسة تشكيلية فذة التفرد والعبقرية والثقافة، وانطوت صفحة تلازم فيها اسمك وفنك وجرى على جيدها قلم متميز غاص كثيرا بين الألوان وخرج (بجداريات) رائعة زينت حياة أمير توّجه القراء على رأس قائمة الصغار وصدق النوايا. ٭ نم يا صلاح هانئا.. فقلوبنا تدعو لك بالرحمة وأكفنا نرفعها في ضراعة للواحد الأحد الفرد الصمد أن يتقبلك قبولاً حسناً، ويجعل الجنة مأواك ومثواك وينزل عليك من شآبيب رحمته الدائمة أمطاراً من الغفران.. سيظل اسمك يا صلاح في حنايا القلب محفوراً بمداد ضوء بارق في فضاء الكون العظيم يميد الذاكرة بين المطلق والمحدود. ٭ همسة: بين الرحيل والإياب مدائن تنزف.. جراحاً من عذاب.. فترتوي أرضي بلوعة الشجن المقيم.. يا حاطباً في الليل أجنحة الرحيل.. وداعاً فالقلب بعدك ينطوي على عمق المصاب.