٭ الصحفي المعتق أسعد.. ابن الصحفي الهرم ا لمرحوم محمد الخليفة طه الريفي موجود بيننا هذه الأيام لتلقي العزاء في وفاة ابنه - ليث - الذي توفى غرقاً اثر محاولته انقاذ أحدهم - عندما أطلق استغاثة كبرى فتصدى لها (ليث) بشجاعة وبطولة ومروءة ونكران ذات - من الغرق في حوض للسباحة في فندق الشرق بعاصمة العربية السعودية الرياض وشاءت الأقدار ان يفارق ليث وصاحب الاستغاثة الحياة الفانية بعد دور بطولي يستحق أن يسجله التاريخ في دفاتره وتتسابق عليه الصحف لابرازه... ٭ أسعد العضو النشط في منبر سودانيز أون لاين ذرف دمعاً ثخيناً على فلذته ذي الخمسة عشر ربيعاً والذي يمثل الخليفة الأول لوالده الصحفي القدير الذي ورث الكلمة والقلم من شيخ الصحافة السودانية المرحوم الريفي صاحب البصمة الواضحة في الصحافة السودانية اذ تخرج في مدرسة الريفي الأب الصحفية العديد من الطلاب الذين حملوا الراية الصحافية ردحاً من الزمان فكان ذلك بمثابة احياء وتمييز لقلم ومدرسة الراحل الريفي.. ٭ جاء أسعد وانداح قلمه في الصحف كاتباً ومعلقاً ومحللاً وعضواً نشطاً في المنابر الاجتماعية والصحافية استمد ذلك من والده (الشيخ) الاعلامي الذي خبر دروب الصحافة وخبرته فمنحته حباً بلا حدود ولبى النداء فالتحما معاً.. ٭ حطت قدما أسعد في الخرطوم هذه المرة وفي القلب جرح عميق يحتضن وجعاً وألماً دفيناً لفراق عزيز وغالٍ يرفع كفيه للرحمن ويمني النفس بمزيد من الصبر وحسن العزاء... ٭ لقد كتب أسعد يوماً ما يرثي صديقه (طارق) الذي غادر الدنيا جراء حادث حركة مشئوم في المملكة العربية السعودية وحينها كانت أحزان أسعد عليه بحجم الغربة الطويلة التي عاشتها واليوم وبرحيل فلذته انكسرت أمامه البصائر وشاخت الأمنيات وجفت الكلمات وتعطلت أمام سيل الدموع الجارف بفقد صبي في بداية شبابه الغض.. ٭ أسعد المؤمن التقي تسربل بالصبر واغتسل بالايمان رغم الجرح الذي يفيض رعافاً كلما مرّ طيف ابنه البهي أمامه وكلما رأى خطوه من اياب الطريق في زمن الأصيل والشمس تزحف نحو مرقدها فتقصر المسافات الجوانح. ٭ اشاطرك الأحزان... أسعد وفي القلب منها دفين وأتمنى أن تنبت على خد الزمن ألف رحمة تهب قلبك الصبر المستدام وتمدك بضوء بارق في فضاء هذه الدنيا تنير دربك وتومض كالبرق في ليالي الخريف حالكة السواد... ٭ نم هانئاً (ليث) الريفي فلقد اختار والدك لك (اسماً ووصفاً) يقهر الخوف ويسخو عند النداء فالجنة مثواك ومأواك وسيظل اسمك محفوراً في قلب والدك بمداد الوصل... ٭ همسة:- بين الرحيل والإياب مدائناً تنزف.... جروحاً من عذاب.... فترتوي أرضي بلوعة الشجن القديم... يا حاطباً في الليل أجنحة الرحيل... وداعاً.... فالقلب بعدك ينطوي على عمق المصاب....