ظل المزارعون بمشروع الجزيرة يستعينون بوابورات ضخ وسحب المياه عوضا عن الري الانسيابي وأبان بعض المزارعين في مساحات مختلفة بقسم وادي شعير من معاناة محاصيل العروة الشتوية من العطش وهددوا من مغبة خروجها من دائرة الإنتاج في ظل غياب الإدارة عن ما يجري بالغيط . وأوضح الأمين العام لرابطة مستخدمي المياه بترعة بشير التابعة لمكتب الكتير طالب علي التوم أن ما يحدث لمزارعي ترعة بشير ليس بالأمر الجديد إذ ظلوا يتجرعون الخسارة تلو الخسارة بسبب العطش لعدة سنوات . وأبان أن الوضع الذي وصلت إليه الترع من قلة المياه لم يمكن الوابورات من سحب المياه من جوفها جراء خوائها مما أثر سلبا على المحاصيل الشتوية ولم يسلم حتى القطن من نهشات العطش وأعرب عن أسفه لتجاهل المسؤولين لمطالباتهم المشروعة وأوضح أنهم بصدد تصعيد مشكلتهم من العطش إلى أعلى المستويات الإدارية والسياسية وزاد أن ترعة بشير تعتبر من الترع الكبرى إذ تروي 21 نمرة أي ما يعادل 1890 فداناً لم تسلم كلها من تأثيرات العطش وأردف طالب أن أقدامهم قد حفيت من كثرة ملاحقة المسؤولين بالمشروع خاصة في جانب الري غير أنهم لم يجدوا منهم التجاوب المثمر، فتفاقمت الأوضاع حتى غدوا يتخوفون من خروجهم من العروة الشتوية بلا فائدة بعد ضياع العروة الصيفية من بين أيديهم جراء العطش، ودعا الى تسريع الخطى في معالجة الأزمة التي تمر بها الترعة والترع المجاورة حتى لا يفقد المزارعون العروة الشتوية وحتى لا يكون مصيرها الفناء والعدم بسبب معضلات يمكن تلافيها إذا ما أدى كل مسؤول دوره وأوضح أن أمر عطش محاصيلهم شأن هندسي بحت يفترض أن تنجزه إدارة الري التي ظلت تشكل غيابا عما يجري لهم بدليل ما تعانيه الترعة من عطش وافتقار إلى الماء . وبترعة دبل أبو الحسن بذات المكتب يقول المزارع محمد يوسف محمد أحمد إن ما لحق بمحاصيلهم من عطش لا يد لهم فيه وان مسؤوليته تقع على عاتق إدارة الري والمشروع. وأبان أن أكثر من 500 فدان قطن غدت مهددة بالعطش والخروج من دائرة الإنتاج ووصف ما يحدث بالغيط بالقصور لجهة أنه لا يعقل ألا تتوفر المياه في أوج الحاجة إليها ولفت إلى اندهاشه من تناسي وتغاضي مسؤولي الري الذين يرون بأعينهم العطش الذي حاق بمحاصيل المزارعين فلا يحركون ساكنا وزاد أن كثيراً من المزارعين وجدوا أنفسهم مضطرين لاستخدام وابورات وطلمبات سحب المياه غير أنها للأسف لا تجد ما تسحبه من مياه وتساءل من المسؤول عن موت المحاصيل وخروجها من إدارة الإنتاج وهل من سبيل لتعويضهم ؟ وبترعة أم جريس بمكتب الكتير يقول المزارع بشير محمد إن بداية العروة الشتوية بالمشروع من واقع الحال على الأرض منذ بدايتها كانت تشي بعدم نجاحها، جراء اكتظاظ قنوات الري بالأطماء والحشائش وإدارة المشروع لا تقوى على فعل شيء بل تشكل غياباً تاماً عما يجري بالغيط وختم بشير بأن العروة الشتوية بالمشروع ستكون في مهب الريح حال استمرار الوضع بقنوات الري على ما هو عليه من انسداد وتكدس للأطماء والحشائش. وعلى صعيد مكتب العمارة يقول المزارع عبد المنعم عبد العظيم عبد الرحمن إن ما يحدث ويعاني منه المزارعون في ترع شلبي وأم دليبة وأم دبيب يوضح بجلاء غياب إدارة المشروع عن أرض الواقع بالرغم من قربها من رئاسة قسم وادي شعير ومرور مسؤولي الري بها يوميا الأمر الذي يعكس بجلاء عدم حرصها على إنجاح العروة الشتوية. وحذَّر عبد المنعم من مغبة خروج المزارعين من العروة الشتوية صفر اليدين إن لم يتم تلافي وحل معضلة اختناقات الري التي تعانيها الترع وشدد على ضرورة التفات المسؤولين لصيحاتهم والاستماع لشكواهم التي أوصلوها إليهم عبر كل الوسائل بما فيها وسائل الإعلام ودعا إدارة المشروع لزيارة ترعتهم والوقوف بأنفسهم على ما يجري فيها على أرض الواقع .