عاودت الاختنافات المائية وموجات العطش إطلالتها على مشروع الجزيرة بعد أن استبشر المزارعون خيرا أن محاصيل العروة الشتوية لن يطالها العطش بعد انتظام الري في النفرة السابقة وما لمسوه من اجتهادات من إدارته غير أنها لم تسعف الكثير من بقاع المشروع في متن العروة الشتوية التي بدأت بداية جدية فيما يلي جانب الري، غير أن الحال تبدل وتحولت الغبطة إلى حزن وشكاوى من العطش الذي غدا مهددا لمحاصيل العروة الشتوية بترع كثيرة تابعة لقسم وادي شعير حيث تعالت صيحات مزارعي مكوار والكتير صغير والوعيرة ودريش وشكيرة وأم حمد وخلافها من الترع من عطش محاصيلهم بل إن بعض المزارعين استعانوا بوابورات وطلمبات لسحب المياه من قاع الترع لإنقاذ محاصيلهم. وقال مزارعون إن إدارة المشروع إن لم تتخذ خطوات جادة على وجه السرعة فإن الفشل سيكون مصير العروة الشتوية بمشروع الجزيرة في وقت بعث فيه رئيس اتحاد مزارعي المشروع بتطمينات ووعود للمزارعين بحل كل الاختناقات التي وصفها بالقليلة والطبيعية جراء قلة الكراكات التي تعمل على إزالة الحشائش مقارنة بتلك التي تختص بإزالة الأطماء. وأبان أنه تم توفير حاملتين لحمل الكراكات للمناطق المتأثرة وتعهد بحل كافة الإختناقات خلال أيام ودعا المزارعين لرفع سقف المطالبة وتصعيد كافة المعضلات التي تعترضهم حتى يتسنى الوصول لحل لها . وبترعة الوعيرة التابعة لمكتب الكتير يقول المزارع أبوبكر إبراهيم إن العطش يهدد محاصيل العروة الشتوية (القمح والكبكي) جراء انخفاض مناسيب المياه بالترع والقنوات الرئيسة (الكنارات) علاوة على تراكم الاطماء بالترع الفرعية لاسيما بمداخلها حيث يصعب على المياه الانتقال إلى باقي الترعة وأضاف أن كثيراً من المزارعين عمدوا إلى الاستعانة بوابورات وطلمبات لسحب المياه على قلتها من الترع إلى باطن حواشاتهم في خطوة إنقاذية لمحاصيلهم من نيران العطش التي لا تبقي ولا تذر لهم سوى الخسارة والخروج من الموسم خالي الوفاض واشتكى من تجاهل إدارة الري لما يجري بالغيط وأبان أن المزارع لا يكاد يحس لها ركزا على أرض الواقع وختم أن كثيراً من المزارعين لجأوا لتوفير الجازولين والزيت للكراكات بعد الاتفاق مع الشركات المالكة لها بعيدا عن إدارة الري ووصف الوضع بالمشروع بالمزري وأنه لا يسر المتطلعين لعودته سيرته الأولى ودعا أبوبكر المسؤولين بالمشروع للإسراع باتخاذ خطوات وإجراءات عملية سريعة لإنقاذ العروة الشتوية وإلا إن تقاعست فلن يحصد المزارعون سوى الندم والخسران المبين . وبترعة مكوار بذات المكتب يقول المزارع عوض صديق إن محاصيل العروة الشتوية بجانب القطن تأثرت تأثيرا سلبيا من انعدام المياه بالترع التي تغطيها الأطماء وتسد منافذها الحشائش وأضاف عوض أن العروة الشتوية سيطالها الفشل إن لم يتم تدارك العطش والعلمل على معالجة أسبابه الآن وليس غدا وختم إنه ليس من الموضوعية في شيء أن يضيع جهد المزارعين جراء إهمال إدارة الري وتقاعسها عن أداء عملها وتساءل من المسؤول عن تحمل الخسارة وأسبابها ومن يشارك المزارع فيها . وغير بعيد عن إفادات أبوبكر وعوض أوضح المزارع بترعة الكتير صغير عبد المحمود مصطفى منصور أن العطش يهدد مسيرة محاصيل العروة الشتوية وأن أي تأخير في معالجة أسبابه سيرمي بظلاله السالبة على إنتاجية المحاصيل وربما فقدانها كلية وطالب إدارة الري بالإسراع في تطهير القنوات ورفع مناسيب المياه فيها وإلا تأخرت فلينتظر المزارعون مزيدا من الخسارة المادية دون أن يشاركهم فيها أحد . ومن جانبه أوضح المهندس المسؤول بالقسم هيثم كمال أن ظهور العطش ببعض الترع مرده إلى قلة الكراكات التي تعمل بالقسم حيث توقفت في الفترة السابقة 6 كراكات تتبع لإحدى الشراكات نسبة لارتفاع أسعار الوقود الأخيرة وعاودت الآن العمل بعد الوصول معها إلى تسوية لمطالبها ولفت إلى أن عدد الكراكات التي تعمل الآن بالقسم يبلغ عددها 11 كراكة وأن إدارته تعمل وسعها لمعالجة كافة الإختناقات المائية خلال الأيام القليلة المقبلة رغم اتساع دائرة القسم حيث تتبع له 140 ترعة يترسب الطمي وتنتشر الحشائش في كثير منها . أما رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل عباس الترابي وصف الإختناقات المائية وبوادر العطش ببعض الترع بالمشروع بالطبيعية في ظل تناقص عدد الكراكات التي تعمل على إزالة الحشائش وأن الإدارة تعمل على حل الإختناقات بتوفير حاملتين للكراكات لنقلها إلى المناطق المتأثرة وأن لجنة تعكف على متابعة الوضع بالمشروع وتعهد بمعالجة كافة الإختناقات في غضون أيام ودعا المزارعين لرفع سقف مطالبهم لكافة الجهات المعنية حتى يتسنى الوصول لحل لها على وجه السرعة وأوضح أن كل من لحق بمحصوله ضرر وتحمل عبء تكلفة إضافية جراء الري بواسطة الطلمبات أن يتوجه لمندوب شركة شيكان بالقسم لتعويضه وسداد التكلفة إليه وأكد أن دفعيات استحقاق الكراكات تسير بالصورة المرجوة .