تعددت انواع الاحتيال واكل اموال الناس بالباطل ولم يعد هنالك مواطن يمكن ان يكون في مأمن من عصابات الاحتيال ، والمواطن محمد أحمد سليمان البالغ من العمر 48 عاما تعرض لعملية احتيال لها اكثر من مدلول اهمها الاستفادة من ثورة الاتصالات في تعميق الاذي بالضحية وعندما تعمد الصحافة الي تسليط الضوء علي قضية محمد أحمد فانها تهدف الي توعية المواطن حتي لا يقع ضحية مثل محمد أحمد . بدأت حكاية المواطن محمد أحمد الذي يعمل سائق تاكسي عندما استوقفه احدهم في حي يثرب بمدينة الشجرة جنوبالخرطوم حوالي السابعة مساء كان مظهر الرجل عاديا فقد كان في العقد الثالث من العمر و بعد توقف محمد أحمد طلب اليه الزبون ان ينقله الي بحري الختمية والعودة الي الشجرة مرة اخري . . لم يطلب محمد أحمد من زبونه مبلغا محددا وترك الامر وفقا للذوق تحركت العربة نحو مدينة بحري . . واثناء الرحلة كان محمد أحمد يتعاطي الحديث مع زبونه مثل كل السودانيين ولم يكن الحديث بالبعيد عن بعض الخصوصيات واثناء الرحلة تلقي محمد أحمد اتصالا عبر الهاتف من زوجته تستعجل الخبز قبل ان يخلد الصغار الي النوم ، ويبدو ان الزبون كان ينصت للحديث اذ استفاد بصورة واضحة من المحادثة كما سيبدو لاحقا. بعد الوصول الي مدينة بحري ادعي الزبون انه تلقي محادثة وان محدثه يشير اليه بان مفتاح الشقة بملحمة الاسماك بسوق بحري وامام احدي البقالات بالسوق طلب الزبون من محمد أحمد التوقف لاخذ المفتاح . . غاب الرجل لمدة خمس دقائق ثم عاد ليفتح باب عربة الاجرة الامامي مدعيا انه قد ترك الموبايل بالعربة وعندما لم يجده طلب الي محمد أحمد الاتصال برقمه. يقول محمد أحمد انه عندما اتصل بالرقم الذي طلبه العميل كان هنالك جرس متواصل اخذ الرجل الهاتف لتلقي المكالمة فقال لمحمد أحمد « اظنني تركته في الملحمة » فذهب بالموبايل وبقي محمد أحمد منتظرا . ولما اشارت عقارب الساعة الي التاسعة ولم يكن الرجل قد عاد هنا مل محمد أحمد الانتظار وقرر العودة الي المنزل وفي المنزل كانت المفاجأة من العيار الثقيل كانت هنالك حالة من الخوف والفزع قد انتابت الاسرة . . لقد وضح ان محمد أحمد واسرته قد وقعوا ضحية محتال محترف . . استغل المحتال معلوماته من المحادثة التي تلقاها محمد أحمد من زوجته وبمجرد ان اخذ محمول الرجل اتصل علي الزوجة قائلا لها بان زوجها قد اصطدم برقشة وادخل الحراسة ولن يتم الافراج عنه الا بعد دفع مبلغ «210» جنيهات وهنا شكت الزوجة في حديث المدعي برغم انه كان يستخدم موبايل الزوج كما ادعي بانه ملازم شرطة قامت الزوجة باخطار شقيقها بامر المحادثة فقام الشقيق باعادة الاتصال علي هاتف محمد أحمد قائلا بانه قادم الي المركز لدفع المبلغ واخراج صهره من الحبس ،وهنا اشار المحتال بانه سيتصرف ويخرج محمد أحمد ولا داعي للحضور . واصل المحتال نهجه مستفيدا من الاسماء بذاكرة الهاتف واستطاع ان يجمع مبلغ «850» جنيها من بعض الاصدقاء والاهل خاصة انه كان يؤكد لهم ان محمد أحمد داخل الحراسة . لم يجد محمد أحمد بدا من اغلاق الشريحة وينصح عامة الناس الاستفادة من التجربة التي تعرض لها.