٭ الساحة السياسية تسيطر عليها مظاهر الربكة والتناقض منذ زمن بعيد.. منذ ان جاءت الانقاذ على ظهر تلك الكذبة الكبيرة.. و«قلت له اذهب الى القصر وذهبت الى السجن حبيساً».. وذات الكذبة هي التي اصابت المصداقية في مقتل لاهل الانقاذ.. وظلت المسألة تتناسل وتتكاثر حتى صبغت كل الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي بذات الصبغة. ٭ لكن هذه الايام تناسلت الحالة.. حالة الاعتداء على المصداقية في الحراك السياسي حتى شملت كل الساحة السياسية باحزابها التي تناسلت هي بدورها وبلغت ال 97 حزباً في وطن تعداده اربعون مليون واذا كان نصفه بالغين يعني 97 حزبا لعشرين مليون مسألة تحير.. والذي يحير اكثر هو ما اصاب تجمع جوبا الذي قلنا انه استشعر الخطر واقبل على معالجة الهم الوطني بقدر من التجرد ونكران الذات.. وبدأت المسألة من الموقف من الانتخابات وظللنا نتابع هذا الموقف بحيثيات اتفاقية السلام وهي تهيئة المناخ لانتخابات تأتي حرة ونزيهة.. في مناخ دستور 5002م الذي اشترط الغاء القوانين المقيدة للحريات.. وكل القوانين المتعارضة مع روحه.. وبالرغم من وضوح التلكؤ الذي ظلت حكومة الانقاذ صاحبة الاغلبية ولا اقول حكومة الوحدة الوطنية كما يسمونها.. ظلت تتعامل به الى ان وصلت مفوضية الانتخابات الى مرحلة التسجيل.. المرحلة التي امتلأت بالحديث عن التجاوزات المرحلة من التعداد وتقسيم الدوائر الى تسجيل القوات المسلحة.. والحديث مستمر والمذكرات والشكاوى مستمرة.. وتحالف جوبا يجتمع وينفض بلا اي موقف محدد.. الى ان اتسعت الدائرة وشملت المرشحين للرئاسة في شكل تنظيم لم تسبقنا اليه دولة ان يجتمع المرشحون او بالاصح المتنافسون على مقعد واحد في تنظيم واحد ويتفقون على مآخذ واحدة تجاه المفوضية. وبعدها تأتي المواقف المتأرجحة والمتباينة. ٭ الحركة الشعبية فاجأت الجميع واعلنت سحب مرشحها من المنافسة بدعوى وجود خروقات.. وتلبية لرغبة اهل دارفور كما قال ياسر عرمان إني ألبي رغبة اهل دارفور الذين طلبوا مني الا امضي في هذه الانتخابات الى نهايتها. ٭ حزب الامة والاتحادي الديمقراطي والشيوعي والامة الاصلاح اعلنت انسحابها.. وقبل ان تمضي على هذه المواقف سويعات حتى اصابت الربكة الاحزاب الكبيرة الامة والاتحادي والى هذه الساعة لم يتحدد الموقف النهائي.. والاخبار اتت بردود فعل وسط قواعد الحركة الشعبية تطالب برجوع عرمان للمنافسة. والربكة الكبيرة والمحيرة عبرت عنها الصحف الصادرة يوم الإثنين الخامس من ابريل ولنقرأها معاً: ٭ الانتباهة: سلفا كير يوصد الباب امام عودة عرمان. ٭ السوداني: الحركة تحسم موقفها من الانتخابات في الشمال اليوم. ٭ الأحداث: شائعات بإقالة عرمان من قطاع الشمال. ٭ الحرة: الترابي، قيام الانتخابات ضمان لعدم تكرار الإنقاذ. ٭ أجراس الحرية: اجتماع طارئ للمكتب السياسي ل «الحركة» بجوبا. ٭ الوفاق: الحركة تتجه لإعادة عرمان ومرشحوها بالشمال ينسحبون. ٭ أخبار اليوم: قبل ساعات من انتهاء المهلة اليوم: الصادق المهدي يدلي بحديث لقناة فضائية عربية حول موقفهم من الانتخابات وأخبار اليوم تنشر نصه. ٭ الوطن: البشير في القضارف: الجنوب سيرفض الانفصال. ٭ آخر لحظة: سحب عرمان من الانتخابات يفجر خلافات حادة داخل «الحركة». ٭ الخرطوم: الاتحادي والشيوعي ينتقدان تذبذب تحالف جوبا حول الانتخابات. ٭ الرأي العام: سلفا كير يوجه قطاع الشمال بعدم مقاطعة الانتخابات. د. نافع: المعارضة تمارس اللجلجة واللولوة والبطبطة. ٭ الصحافة: غرايشن يقترح على الفصائل تأجيل الانتخابات بدارفور عامين. ٭ هل هناك ربكة أكثر من هذه وبرضو الله يكضب الشينة. هذا مع تحياتي وشكري