*وإن كان بامكان إتحاد كرة القدم السودانى إجراء تعديل على اللائحة التى تحكم مسار الدرجة الممتازة فعليه أن يسارع بذلك اليوم وقبل الغد ( أى قبل أن تبدأ المنافسة ) خاصة فى المواد التى لها علاقة بشغب الملاعب. ويبقى من المهم أن نستفيد من تجارب الآخرين ونضع فى إعتبارنا الأحداث التى نشبت فى إستاد بورسعيد خلال مباراة الأهلى والمصرى خصوصا وأن العقوبات الموجودة فى القواعد العامة التى تحكم ( الشغب والفوضى ) ضعيفة بل قد تكون مشجعة على إشتعال الشغب فى ملاعبنا *معلوم أن شغب الملاعب هو من أكبر المخاطر التى تهدد إستمرار اللعبة وإستقرارها فضلا عن ذلك فإنه يفرز ضحايا ( أموات ) كما حدث فى مصر وتتفق كافة المؤسسات المعنية بإدارة كرة القدم فى العالم على محاربته والتعامل معه بقدر كبير من الحسم ولا تجامل فيه وتردع كل من يقدم على إثارته فشغب الملاعب والفساد الرياضى هما من أكبر الجرائم فى كرة القدم *وبقراءة للمواد التى تحكم شغب الملاعب فى القواعد العامة هنا فنراها أقل بكثير من حجم الجرم وكنا نتوقع أن يتشدد الإتحاد ويتعامل بصرامة فى التعامل مع هذه النوعية من (المصائب والكوارث ) بدءً بدراسة هذه المخاطر ورد فعلها ومدى خطورتها مرورا بوضع العقوبات اللازمة والقاسية والحرص على تنفيذها . *معروف أن النادى يتحمل مسئولية التصرفات الهوجاء التى تصدر من كافة المنسوبين له والمحسوبين عليه ( إدارته - جماهيره - لاعبيه ) وهذه التصرفات متنوعة ولها العديد من الأشكال ولأن التصرفات الإنفعالية مجهولة المدى فيجب بالضرورة أن يكون هناك سقف عقوبات يجعل كل من ينوى إرتكاب خطأ مراجعة حساباته جيدا وماذا سيحدث إن إرتكب المخالفة وماهى العقوبات التى ستقع على ناديه بسبب إنفلاته ورعونته *عقوبة شغب الملاعب يجب أن تشمل جميع المتسببين وأول ذلك نرى أن توقع العقوبات على النادى ذلك بخصم عدد من النقاط من رصيده وحرمانه من اللعب فى إستاده وأن تقام كل مبارياته بلا جمهور وفرض عقوبة مالية قاسية عليه، وبالطبع فإن كانت مثل هذه العقوبات موجودة فإن القاعدة الجماهيرية ستحرص على حماية ناديها وتحارب كل من يحاول إلحاق الضرر به وتمنع الشغب وتعاقب بنفسها كل من يحاول تشويه وأذية فريقها. *لا نستبعد حدوث مظاهر الشغب فى إستاداتنا فى ظل ضعف القوانين التى تحكمه ( الشغب ) إضافة لتوفر كافة الأسباب التى تقود إليه من ( إنفعالات وتفلتات وحملات تحريض ومفاهيم مغلوطة عن ممارسة كرة القدم وأنها أقرب لأن تكون حربا من كونها لعبة يحكمها التنافس الشريف وأن الغرض الأساسى منها هو المتعة إضافة لذلك فإن غياب دور المؤسسات الرقابية هو فى حد ذاته يعتبر عاملا مساعدا وقبل أن ( يقع الفأس على الرأس ) فيجب وضع المحاذير والإحتياطات والتشدد على أن يسبق ذلك إلتزام من الإعلام بالتركيز على بث التوعية والإرشاد والقيام بدور التثقيف والتنوير وتنقية الأجواء وتغيير ( البلاوى المعشعشة فى الإذهان والتى زرعها هو أى ( الإعلام الرياضى ) *وحتى نكون ( صريحين ) ونتعامل مع الحقيقة بكل تجرد وبدون ( لف ولا دوران ) فنقول إن إعلام المريخ والهلال هو السبب المباشر والأول والأساسى فى كل مظاهر العنف وهو الذى زرع ( الحقد والكراهية والعداءات فى أذهان عشاق) اللعبة وحول ميادينها إلى ساحات معارك وحروب وهو الذى قام بتغيير قيم اللعبة وعدل معانيها وعقدها وتسبب فى فرار وهروب الكثيرين من الذين كانوا يحبونها ويدعمونها من جيوبهم وجعل منها مجالا طاردا ومكروها وغير محبوب ذلك بتعدي بعض المحسوبين عليه وتطاولهم على الأبرياء و (أولاد الناس والمنحدرين من أسر كبيرة ) بالتالى نرى أن فى إنصلاح الإعلام الملون والمتعصب وإستقامته وإنضباطه وإحترامه للقائمين على أمر إدارة المنشط وتقديرهم والإعتراف بقدراتهم والإعتراف بما يصرفوته على إستمرارها وتطويرها هو المخرج الوحيد وهو بمثابة الجرعة التى ستشفى كرة القدم من الأمراض التى ألمت بها . *مؤكد أن ( إتفاقية التعاون المشترك ) التى وقعها المريخ والهلال سيكون لها الأثر الإيجابى على الوضع القادم ( إن كتب لها الإستمرار ووجدت الحماية التى تجعلها نافذة ) إذ أنها ستقلل كثيرا من حدة التوتر والإنفعال والتفلت وتحقق بالسلام والإطمئنان فى الملاعب على إعتبار أن ( أصل المشكلة ومصدرها الأساسى ) هو طرفا القمة من واقع أن إعلامهما هو الذى ( يسمم العقول ويعكر الأجواء ). *لا بد من التشدد فى التعامل مع شغب الملاعب هذا إن أردنا إستقرارا وإستمرارا للنشاط.