أثار المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان، برينستون ليمان، مع المسؤولين في الخرطوم امس القضايا العالقة بين دولتي السودان، وطالبهما بضبط النفس وتسريع حل الازمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، بينما كشف مبعوث الرئيس الأميركي لدارفور دان سميث عن مشروع لخطة أميركية للانعاش المبكر بدارفور وأعلن عن اتصالات بينه وبين الحركات غير الموقعة على وثيقة الدوحة للتوصل الى سلام نهائي بالاقليم . وأجرى ليمان محادثات امس مع وزير الخارجية علي كرتي في حضور المبعوث الاميركي الى دارفور السفير دان سميث، والقائمة بالأعمال الأميركية في الخرطوم السفيرة ماري ييتس، ركزت على التوتر بين السودان وجنوب السودان والاوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وعملية السلام في دارفور . وأكد ليمان حرص واشنطن على تهدئة التوتر بين دولتي السودان وجنوب السودان، وقال إن بلاده تأمل من البلدين أن يتجنبا كافة الأفعال التي من شأنها أن تسهم في زيادة التوتر، منوها الى أن بلاده قصدت أن ترسل رسالة ايجابية للسودان بإعطاء الاشارة الأولى في دعم خطوات اعفاء ديون السودان المستحقة على اميركا بتضمين ذلك في الميزانية الأميركية للعام 2013 م. ورأى أن أبرز الأسباب التي أدت الى تعثر جولة المحادثات الاخيرة بين الخرطوم وجوبا ضعف الثقة بين الطرفين، متمنيا أن يتمكن الطرفان من تجاوز حاجز عدم الثقة في الجولات المقبلة، ورحب بموافقة الخرطوم على تقييم الأوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر اشراك منظمات اقليمية ودولية، داعيا الي وضع ذلك موضع التنفيذ. من جانبه، أشاد وزير الخارجية باهتمام الادارة الاميركية بتسوية القضايا محل الخلاف بين السودان وجنوب السودان، وتطورات الأوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيرا الي أن الأوضاع الانسانية في الولايتين هي نتاج حال حرب، ودعا الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي الى التركيز على جوهر المشكلة والسعي الى معالجة جذورها وليس الاكتفاء بالتعاطي مع آثارها الجانبية، مشيرا الى أن حكومته ما تزال تتدارس مقترحا بتحرك من السودان والامم المتحدة والجامعة العربية لمعالجة الوضع الانساني في الولايتين، وستبلغ هذه الأطراف بردها عليه قريبا. في سياق موازٍ، اماط مبعوث الرئيس الأميركي لدارفور، دان سميث، النقاب عن مشروع لخطة أميركية للانعاش المبكر بالمناطق الريفية والحضرية بدارفور، وأعلن عن اتصالات بينه وبين الحركات غير الموقعة على وثيقة الدوحة بهدف التوصل إلى سلام نهائي بدارفور. وقال سميث للصحافيين عقب اجتماعه برئيس السلطة الإقليمية لدارفور، التجاني السيسي، أمس، انهم متفائلون باتفاق السلام بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، ودعا للاسراع في انفاذ بنود الوثيقة حتى يجني المواطنون في دارفور ثمار الاتفاقية بتحقيق العدالة والاستقرار، وحث الحركات غير الموقعة على التعبير عن اعتراضاتها على الاتفاقية، وقال انه لا يستطيع ان يقول ان هناك تقدما فى مفاوضات مع الحركات الرافضة، لكنه دعا الحكومة لابداء مرونة مع تلك الحركات. قال سميث إن الإدارة الأميركية تتطلع إلى لعب دور ايجابي في السلام، واشار الى ان زيارته إلى دارفور اليوم ستشمل عواصم ولايات دارفور الخمس «الفاشر، الجنينة، نيالا، الضعين وزالنجي»، على أن يعود إلى الخرطوم يوم الجمعة المقبل، وابان أنه أجرى نقاشا مستفيضا مع السيسي بشأن تنفيذ سلام الدوحة عقب مباشرة السلطة الإقليمية لمهامها، واكد استمرار واشنطن في جهودها لتسهيل انخراط كافة الأطراف في العملية السلمية بدارفور. من جانبه، أكد السيسي أن مبعوث واشنطن لدارفور جاء يحمل مشروعات لدعم الدوحة ممثلة في الانعاش المبكر للقرى، وأمكان العودة الطوعية للنازحين واللاجئين، ورفع القدرات، وتوطين الرحل، وحفر آبار بجانب أفكار تساهم في استدامة السلام بولايات دارفور الخمس، وقال السيسى إن اسميث أبدى ارتياحه لما تم من انجاز بشأن السلطة الإقليمية.