«الصحافة» تقود نفيراً لتحقيقها بعد رحيله أمنية وردي التي لم تتحقق (آخر كلمات وردي) كانت في البرنامج الوثائقي الخاص الذي انتجته قناة النيل الأزرق من اعداد الصحفي محمد عكاشة حيث سافرت (النيل الأزرق) الى جزيرة صواردة حيث ولد وردي وتحدث فناننا الكبير قبل رحيله بأيام معدودات عن طفولته في صواردة وكيف شكلته هذه المنطقة وأثرت في موروثه الغنائي واللحني، واتكأ وردي على شاطئ الذكريات في صواردة وتحدث عن الأهل والاصدقاء وبدا وفياً لمدينته، وهو يقول انه سيزور صواردة في الايام المقبلة، وعندما نقلت الكاميرا مشاهد من المدرسة التي درس فيها وردي وهي آيلة للسقوط، قال وردي (لازم نبني هذه ا لمدرسة من جديد)، وألمح أنه سيقود نفيرا لبناء هذه المدرسة بنفسه، ولكن يد المنون كانت أسرع منه ورحل وردي ولم تتحقق أمنيته ببناء مدرسة صواردة. والآن بعد رحيله.. ومن باب الوفاء لوردي ومن باب الاسهام في عمله الوطني تدعو «الصحافة» كل المحبين لعمل الخير للمساهمة في بناء هذه المدرسة وتقود نفيرا لبناء هذا الصرح التعليمي بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.. د. هاشم الجاز: وردي كان فناناً مبادراً الدكتور هاشم الجاز الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة والاعلام والسياحة بولاية الخرطوم، قال ل«الصحافة» ان الساحة الفنية فقدت احد اعمدتها الفنية، برحيل وردي، واوضح الجاز ان وردي كان مبادرا وفنانا وطنيا من الطراز الاول يتقدم الصفوف في كل القضايا التي تهم الناس ومثال لذلك ان وردي ابان انقطاع الكهرباء في الثمانينات سافر مع المهندسين والعمال الى محطة الروصيرص وظل بينهم لايام حتى تم اصلاح العطل وعادت الكهرباء وعاد معها وردي .. ويضيف الجاز ان وردي استطاع ان يحقق نقلة نوعية في الاغنية السودانية وينقلها الى فضاءات جديدة خارج الحدود بعزمه واصراره، واختتم الدكتور هاشم الجاز افاداته (لاوراق الورد) بقوله : نعزي أسرة وردي والشعب السوداني في وفاته ونسأل الله عز وجل له الرحمة والمغفرة.. محجوب شريف ينتزع جهاز الأوكسجين ويسرع للمقابر لإلقاء النظرة الأخيرة على رفيق العمر موقف انساني كبير سطره الشاعر الكبير محجوب شريف الذي اصر على نزع جهاز الاوكسجين وغادر منزله مسرعا رغم نصيحة الاطباء له بعدم مغادرة المنزل وعندما وصل الي مقابر فاروق لم يستطع ان يغادر السيارة ، وقال لمقربون منه ان جاء لالقاء النظرة الاخيرة لجثمان رفيق العمر الفنان وردي ، ووجد موقف محجوب شريف صدى طيبا وسط اسرة وردي ومعجبيه الذين اكدوا ان هذا الموقف يشبه محجوب شريف الصديق الوفي للفنان محمد وردي والذي جمعته (عشرة عمر) مع وردي وعلاقة انسانية وابداعية اثرت الساحة الفنية. أبو قطاطي من على سرير المرض: هذه الأغنية غيرت اتجاه وردي الشاعر المتميز محمد علي ابوقطاطي الذي قدم عددا كبير من الاغاني الجماهيرية لوردي مثل اقدّلي والمرسال وأمير الحسن، قال من على سرير المرض ان الفنان وردي كان يتأنى في تقديم الاغنيات ويختار كلماته بعناية والدليل على ذلك ان كثيرا من القصائد التي قدمها له لم تر النور حتى الآن رغم انه يعلم ان وردي لحنها بالقاهرة، واضاف ابو قطاطي ان اولى الاغنيات التي قدمها لوردي كانت عن (المك ناصر) وهي اغنية غيرت اتجاه وردي الذي كان يغني في بداياته الفنية الاغنيات النوبية ولكن اغنية المك ناصر كانت لونية جديدة لم يألفها الناس في بدايات وردي ... اضافت الكثير لمسيرته ، وعبر ابوقطاطي عن حزنه لرحيل الفنان وردي وقال انه فقد جلل للوطن.. أثر رحيل وردي المفاجئ حالة طوارئ بقناة النيل الأزرق في خطوة وجدت الاستحسان من جمهور المشاهدين، قامت قناة النيل الأزرق بتغيير البرمجة مجرد وصول الانباء عن رحيل الفنان وردي ، وتحول برنامج (مافي مشكلة) الى صيوان عزاء عن الفنان وردي ووفقت المذيعة سهام عمر في المواكبة، وغالبت احزانها وقدمت برنامجا على الهواء مباشرة عن رحيل وردي من اخراج المخرج المتميز مجدي عوض صديق. وكانت النيل الأزرق قد نقلت آخر حفل غنائي لوردي من صالة (بركة الملوك). وقال «للصحافة» مدير البرامج بقناة النيل الأزرق الشفيع عبد العزيز ، ان تحويل البرمجة كان لابد منه لان وردي فنان يستحق ذلك، وأوضح الشفيع ان الفنان وردي ربطته علاقة خاصة بقناة النيل الأزرق. وكان يخصها بتسجيل كل حفلاته الغنائية وكان في آخر حفلاته ورغم الارهاق الذي يبدو عليه الا ان صوته لم يشخ وكان في قوته المعهودة. واضاف ان وردي كان طاقة غير عادية فرغم المرض الا انه ظل حتى آخر ايامه يواصل نشاطه بنفس الحماس القديم. وكانت قناة النيل الأزرق أول قناة تنقل خبر رحيل وردي، وفور تلقيها الخبر كانت هناك حالة طوارئ في القناة. وقاد الأستاذ حسن فضل المولى المدير العام للقناة والأستاذ الشفيع عبد العزيز العمل ووقفا على كل التفاصيل وكان هناك فريق من القناة في منزل وردي في المساء وفي المقابر الصباح وظل يعمل باستمرار وقاد هذا الفريق المنتج أمير أحمد السيد.. ورغم ان العمل كان على الهواء وفي حالة طوارئ الا ان الأخطاء كانت طفيفة وهذا يدل على الروح الاحترافية.