*عندما تناولنا قضية البث التلفزيونى لمباريات دورى الدرجة الممتازة « قبل شهرين من الان وقبل ان تفكر ادارة الناديين فى تفجير هذه القضية » وقتها قلنا ان المريخ والهلال هما الأكثر تضررا من النقل التلفزيونى من واقع انه يقلل دخلهما بنسبة تفوق ال« 70% وهذا بالأرقام » فضلا عن ذلك فالبث يضعفهما و يجردهما « أى طرفى القمة » من أقوى سلاح يمتلكانه وهو الدعم الجماهيرى على اعتبار ان النقل التلفزيونى يجعل العاشق يشاهد المباراة من خارج الاستاد وهذا ما يجعل مكانه شاغرا وهنا لابد ان نذكر انه وفى الزمن السابق كان مسئولو المريخ والهلال ينفيان الأخبار التى تتحدث عن ان المباراة المعنية منقولة على التلفزيون ويأتى ذلك بقصد اغراء وتحريض المتابع على الحضور للاستاد للاستفادة مما يدفعه من مال ومساندته للاعبين، وعندما تناولنا هذه الموضوع لم نكن نقصد استصغار الاندية الأخرى أو ان هدفنا كان هو اساءة الاتحاد « كما يعتقد رئيسه وسكرتيره السيدان معتصم جعفر ومجدى شمس الدين ». *واليوم نقول ان من حق المريخ والهلال ان يطالبا الاتحاد بتمييزهما لان الحقيقة التى لا تقبل الجدال تقول انهما مميزان منذ انشائهما ومتفردان فى كل شئ ولا أرى فى ذلك « نقاش ولا أحد يستطيع ان ينفى هذه الحقيقة » وكنا نتوقع ان يعترف الاتحاد بهذه الحقيقة ويتعامل على أساسها فهو يعرف ان المريخ والهلال هما عنوانا لكرة القدم السودانية وسفيران دائمان لهما فى المحافل الخارجية على مستوى القارة والاقليم والعرب » ونتائجهما ايجابية كانت أو سلبية لها تأثير مباشر وكبير على موقفه ووضعه « أى الاتحاد وكوادره » فى المؤسسات الخارجية وهما الأكثر شهرة ونجومية وانهما يصرفان من الأموال ما يفوق ميزانية الوزارة التى تدير الكرة ويجتهدان فى دعم فريقيهما بأجود النجوم الوطنيين وتطوير مستواهم ورفع كفاءتهم ويستجلبان الأجهزة الفنية من الخارج وهذا بالطبع له ثمنه والمريخ والهلال هما الشريان الرئيسى الذى تتغذى منه وتعيش وتعتمد عليه بصورة كاملة المنتخبات الوطنية ولا يختلف اثنان فى ان « 98%» من القاعدة الجماهيرية فى السودان تنتمى وان لديهما من القوة العينية والتاريخية والاعلامية ما لا يحتاج لتأكيد وفى تطور فريقيهما قوة لكرة القدم فى البلاد وهما رأسا الرمح اللذان تقوم عليهما المنافسات القومية، وكما قال السيد رئيس الجمهوربة المشير البشير من قبل انهما الحزبان الكبيران فى البلاد نقول ذلك وكل من لهم علاقة بكرة القدم يعلمون تميز المريخ والهلال وتفوقهما على كافة الفرق السودانية فى كل وأى شئ بل لا يوجد وجه للشبه بينهما والأخرون وهذه الحقيقة يعرفها و يعترف بها حتى ادارات اندية الدرجة الممتازة ولهذا نرى انه من الواجب على الاتحاد العام ان يتعامل مع هذين الناديين من زاوية انهما الكبيران واللذان يستحقان التميز وان يعترف بهذه الحقيقة ويبحث عن طريقة مثلى للتعامل معهما حتى لا يتضرران لان فى ذلك أثر سلبى عليه - الاتحاد - وعلى اللعبة واستمرار واستقرارها وتقدمها أو تخلفها. *بامكان الاتحاد ان يلعب دورا استراتيجيا فى هذه القضية وبامكانه نزع فتيل هذه الأزمة قبل ان تستفحل وتتعقد ويمتد مداها من واقع انه صاحب الكلمة والقرار، ونرى ان هناك العديد من الطرق التى تقود للحل وأولها ان يوقف الاتحاد تحركاته واتصالاته مع القنوات التى لها الرغبة فى نقل الدورى الممتاز تلفزيونيا وان فعل فانه سيكون قد وضع حدا لهذا الجدل وأغلق الباب الذى تأتى منه العواصف ، هذا من جانب ومن اخر فيمكن للاتحاد ان يضمن فقرة رئيسية فى اتفاقه مع القناة الراغبة تلزمها بان تعقد اتفاقا خاصا مع طرفى القمة على قيمة خاصة واضافية على نقل مبارياتهما نقول ذلك ونحن نعلم ان الاتحاد يملك كافة الصلاحيات وله حق القرار فى هذا الشان ولكن فى الوقت نفسه نرى ان المريخ والهلال من حقهما ان يرفضا أى ظلم يقع عليهما خصوصا وان «99%» من الجمهور الذى يشاهد المباريات من داخل الاستاد يتبع لهما وان فى البث ضرر اقتصادى كبير واضعاف لقوتهما الجماهيرية . فكرة القدم فى السودان تقوم على هذين الناديين وتقاس بمستواهما وقوتهما وهذا وحده يكفى لان يتم تمييزهما وليس بمساواتهما مع الاخرين - معقولة بس - *وان كان لنا ما نختم به فهو استغرابنا من الطريقة المعكوسة الخاطئة التى تعامل بها الاتحاد مع هذه القضية والمدهش فعلا هو انه لا توجد قناة حتى الان تقدمت بصورة جادة لنقل الدورى الممتاز بالتالى يبقى كل ما يقال فى هذا الموضوع هو مجرد اجتهاد وافتراض وتنظير لخطوة « ربما لا تتم » ونسأل لماذا يحرص الاتحاد على صناعة المشاكل ومحاصرة نفسه بالأزمات فليس هناك من طالبه ببث مباريات الممتاز ومادام ان هذا الأمر سيتحول الى أزمة ربما تؤدى الى نسف الموسم الكروى فلماذا لا يغلق هذا الباب حتى يرتاح ويريح الاخرين « باب الريح سدو واستريح »