لم يكن اجتماع المكتب السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي الذي التأم في الثامنة والنصف من مساء الجمعة الماضية بدار الحزب بالرياض وسط حضور كبير وحاشد من قياداته، مجرد حدث عابر في مسيرة حزب الحركة الوطنية رغم ما صاحبه من تعتيم إعلامي سبق الاعداد للاجتماع، ومن ثم عكس ما دار فيه من ترحيب حار بالقادمين الجدد من صفوف الاتحادي (الأصل) وانخراطهم في مسيرة الحزب الكبير العريق بمسماه التاريخي دون حذف أو إضافة!! ٭ لقد تبودلت في ذلك الاجتماع التاريخي كلمات حلوة ورائعة ومعبرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك على عمق الروح الاتحادية في أوساط أبناء ذلك الحزب العملاق، وجاء الشعار الذي انعقد تحته هذا الاجتماع (لا قدامى ولا قادمون، كلنا اتحاديون) مؤكداً أنه لا فضل (لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) وجميعنا من طينة الأزهري والشريف حسين الهندي ومحمد أحمد المرضي وكل الشرفاء الذين سجلوا أسماءهم بمداد من ذهب في سجلات الخالدين.. ٭ وكان من الطبيعي جداً أن يرد القادمون التحية للقدامى بأحسن منها، شكراً وتقديراً وعرفاناً وعهداً وميثاقاً وعزماً على المضي بسفينة الحزب الى غاياتها غير آبهة بالأمواج والرياح والعواصف، عاضين بالنواجذ على قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) صدق الله العظيم. مرددين في أعماقهم قول من قال: نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر!! ٭ لقد جاءت كلمات الأمين العام للحزب د.جلال الدقير صادقة ومعبرة وشفافة ومؤكدة أن فجراً جديداً قد أطل على مسيرة الحزب، وأن ارهاصات ذلك الفجر الصادق بإذن الله تعالى قبل نهاية هذا العام، وانه بات مطلوبا من الجميع في المركز والولايات أن يبدأوا فوراً في الاعداد لعقد المؤتمر العام!! ٭ وجاء رد الفعل صادقا وقويا وواثقا من الزعيم أحمد علي ابوبكر الذي قطع العزم بأنهم سيعملون على اعادة الحزب الى سيرته الأولى بطلا لا ينال، وفارسا لا يشق له غبار، وذلك على هدى من الديمقراطية والمؤسسية والشفافية!! ٭ وتجلت روعة المشهد في الكلمات التي أعقبت كلمتي (الدقير وأبوبكر) حيث عاش الجميع في شلالات متدفقة من العواطف الجياشة والمشاعر الدفاقة والصدق المنبعث من الاعماق واجترار مواقف تاريخية خالدة في ذاكرة الشعب السوداني، صنعها حزب الحركة الوطنية ووضعت هذا الحزب في قمة هرم النضال الوطني الجسور الأمر الذي جعل الإعلامي المعتق الذي يستحق أن نطلق عليه لقب عميد الإعلاميين السودانيين اسماعيل طه يقول بحكمته المعهودة ويتساءل لماذا لا تقولون كل هذا الكلام الجميل في ليلة سياسية تدعى لها جماهير الحركة الاتحادية؟!. ٭ وللأمانة والتاريخ وللحق والحقيقة فإن هموم الوطن في ذلك الاجتماع التاريخي رغم (أنه اجتماع استثنائي) لم تكن غائبة ولا مغيبة، ومن خلال ما تم طرحه ودون حاجة لتفصيلات أعتقد بأني غير مخول بالحديث عنها فإنني أقول بكل الصدق ان هموم الشعب السوداني حاضرة في ضمير هذا الحزب وفي فكر ووجدان قياداته ورجالاته وأبنائه، يعالجونها بصبر وحكمة واتزان وبعيداً عن المزايدات وافتعال البطولات الزائفة والمواقف المهزوزة المائعة، والكسب الرخيص وستثبت الايام القادمة صحة ما ذهبت اليه!!. ٭ المهم ان أهم ما خرج به الاجتماع على صعيد الوحدة الاتحادية إجازة جل ما اتفق حوله في مذكرة (الاتفاق السياسي لوحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي) خاصة البند الخامس الذي يقول (يعتبر هذا الاعلان جزءا لا يتجزأ من مواثيق الحزب الاساسية، على أن تتم المشاركة في جميع مؤسسات الحزب القائمة في المركز وكافة الولايات) فقد تم استيعاب قيادات مجموعة الإصلاح في عضوية المكتب السياسي وستشهد الايام القليلة القادمة بإذن الله تعالى اكمال هذه الخطوة، وذلك وفقا لما تعهد به السيد الأمين العام للحزب لتنطلق بعد ذلك السيرة والمسيرة الظافرة نحو أهدافها ومراميها وغاياتها!!.. ٭ إن انخراط مجموعة الإصلاح بقيادة الشقيق الأكبر أحمد علي أبوبكر في مسيرة الحزب الاتحادي الديمقراطي لم تأت خبط عشواء، ولم تكن هرولة نحو المشاركة في السلطة كما ظل يردد المرجفون في المدينة وكما تأكدوا بأنفسهم وبياناً بالعمل (ان هناك جهة أخرى ظلت سنين عدداً تهرول نحو السلطة) حتى اقتحمتها وارتمت فيها حامدة شاكرة ونحن بالتأكيد سعداء بذلك طالما ان مصلحة الوطن تقتضي ذلك!!. ٭ لقد جاء انخراط مجموعة الاصلاح في الحزب الاتحادي الديمقراطي تحت مسماه التاريخي وكما أعلنه الزعيمان الازهري والميرغني عام 67 وفقاً للميثاق أو الاتفاق الموقع بين د.جلال الدقير وأحمد علي بكري والتي تقول كلماته (لقد ظلت قضية الوحدة الاتحادية الهدف الأسمى للجماهير الإتحادية باعتبارها صمام الأمان لوحدة السودان أرضاً وشعباً) وتمضي فقرات الاتفاق لتقول (واستلهاماً للدور التاريخي والطليعي للحركة الإتحادية في معارك الاستقلال والتحرير ومقاومة كافة أشكال النظم القهرية بمختلف الأساليب، والعمل المتضامن مع القوى الوطنية لتحقيق الديمقراطية والسلام، عاقدين العزم على إزالة كافة اشكال الغبن والظلم وبسط دستور الحق والواجب القائم على أساس المواطنة، مستنهضين همم جماهير شعبنا الأبي بمختلف قطاعاته وتنوعه الثقافي والعرقي والديني والفكري وصولاً لبناء وطن عزيز قوي موحد يسع الجميع ويهدف لتحقيق العدالة والرفاهية في ربوع بلادنا، منطلقين من رؤى مستقبلية تستوعب آمال وتطلعات شعبنا العظيم ودوره المنشود في عالمنا العربي والأفريقي والدولي ارساءً لدعائم السلام والعدل والتنمية. ٭ ويمضي الاتفاق ليقول (واستشعاراً للدور الوطني والتاريخي لحزب الحركة الوطنية «الاتحادي الديمقراطي» والتحديات الداخلية والخارجية التي تمر بها بلادنا نعلن اليوم تنادي الاتحاديين على وحدة الحزب التي تقوم على مبدأ الحرية والديمقراطية لاختيار مؤسساتهم الحاكمة وفق ديمقراطية تضمن وحدة الاهداف والبرامج على هدى المبادئ الآتية: (1) الاتفاق على وحدة الحركة الإتحادية تحت مسمى حزبهم التاريخي (الحزب الاتحادي الديمقراطي). (2) إعادة بناء الحزب استناداً على الارث التاريخي للحركة الوطنية على أساس الحرية والممارسة الديمقراطية في اختيار قياداته من القاعدة الى القمة. (3) مشاركة الجميع في البناء التأسيسي من غير اقصاء لأحد، واستيعاب كافة الفصائل والتيارات التي تؤمن بالمؤسسية!. (4) إدارة أمر الحزب تقوم على حكم المؤسسة الديمقراطية التي تعتبر الفيصل في كل أمر داخل المؤسسة الحزبية، وان لا يتم اتخاذ أي قرار إلا عبر الأطر الديمقراطية، ومن خلال الأجهزة الحزبية المختلفة ويدار الحزب وفقا للأسلوب الديمقراطي على أن تلتزم الأقلية برأي الأغلبية وتعمل على تنفيذه. (5) يعتبر هذا الإعلان جزءًا لا يتجزأ من مواثيق الحزب الأساسية، على أن تتم المشاركة في جميع مؤسسات الحزب القائمة في المركز وكافة الولايات)!! ٭ وبتاريخ السبت 2011/10/1م قام الشقيقان جلال الدقير وأحمد علي أبوبكر بالتوقيع على هذا الاتفاق التاريخي الذي نظن أنه يلبي أشواق المخلصين من أبناء الحركة الإتحادية في تحقيق الوحدة الإتحادية.. ٭ وهو إتفاق صريح وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار لا لبس فيه ولا غموض، ولا غش ولا خداع ولا تدليس ولا مجال فيه للمزايدة والمكايدات الخاسرة!! ٭ انه اتفاق صاغه ضمير اتحادي حي ومتيقظ ليس فيه شيء من عرض الحياة الدنيا ولا يسعى أي فرد الى مكسب أو غنيمة أو مصلحة شخصية، وهو اتفاق ضرب بأمر المشاركة في السلطة من عدمها عرض الحائط حيث ان القاسم المشترك الأعظم الذي يربط بيننا هو الشراكة في الحزب وهي شراكة قائمة على قدم المساواة لا ظلم فيها ولا حيف ولا سيد فيها ولا مسود، وكلنا في الحزب بفضل الله كأسنان المشط وكلنا كبشر من آدم وآدم من تراب، وكإتحاديين من الأزهري والازهري من تراب!. ٭ وعلى كل الأشقاء الاتحاديين ان يعيدوا مرات ومرات قراءة هذا الاتفاق، وان يتمعنوا في أهدافه ومراميه وغاياته، فإن رأوا فيه خيراً لحزبهم العريق التليد فإن أبوابنا مفتوحة أمام الجميع يدخلون عبرها الى دهاليز حزبهم دون استئذان من أحد، وان رأوا غير ذلك فهم أحرار فيما يرون!!. ٭ والذي أود أن أقوله في هذه العجالة هو أنه يتعين علينا ان نمضي بكل القوة والثبات والاصرار في تنفيذ هذا الاتفاق والمضي به نحو غاياته النبيلة العظيمة، وان لا يلتفت أحد منا لأحاديث الافك والتضليل والى محاولة التشكيك في إمكانية الوصول بهذا الاتفاق الى نهاياته السعيدة!!. ٭ نقول ذلك وفي بالنا المرجفون في المدينة وصناع الأكاذيب والمشاؤن بين الناس بالكذب والنميمة والمخذلون الذين لا يريدون للحركة الإتحادية خيراً أو أن تقوم للحزب الإتحادي الديمقراطي قائمة!. ٭ وبإذن الله تعالى، سنصل بحزبنا الكبير الى (الميس) وإلى النهاية السعيدة وإلى الأرضية الصلبة القوية التي لابد أن يرتكز عليها لإعادة بناء السودان الوطن العزيز القوي الموحد الذي يسع الجميع.. السودان الذي تتحقق فيه العدالة والرفاهية ومجتمع الكفاية!! ٭ و... عزمنا ومن مثلنا أن عزم، سنرفع فوق السماء اللواء.. لواء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وعبادة الله الواحد القهار!!. ٭ ويالأزهري أولادك جاهزين.. جاهزين.. جاهزين..