ءبحسب إفادات المؤتمرين الدوليين في المؤتمر الصحفي عقب انعقاد مؤتمر لندن حول الصومال فإن المجتمع الدولي ممثلاً في معدي هذا المؤتمر بصدد اشعال المزيد من الحروب في الصومال تحت ستار الحرب على ( القاعدة ) كما اوضح رئيس الوزراء البريطاني واحد المتحدثين الصوماليين الذين يمثلون الحكومة الصومالية بقيادة شيخ شريف ، واذا كانت بريطانيا ومعها بعض الاطراف الدولية تريد المشاركة في تقديم المساعدات للشعب الصومالي وهو يعيش محنة النزوح واللجوء في معسكرات دول الجوار عوضاً عن المنافي البعيدة، فإن المدخل لتقديم هذه المساعدات يكون بالطلب من جميع الاطراف المتصارعة في الصومال الجلوس لادارة حوار جاد حول المصالحة والسلام ، لم يستطيع رئيس الوزراء البريطاني الاجابة بوضوح على اسئلة الصحفيين حول ما إذا كانت بريطانيا جاهزة للمشاركة عسكرياً في قصف المناطق التي يسيطر عليها شباب المجاهدين ، السيد ديفيد كاميرون كان يشير في اجاباته على اسئلة الصحفيين انهم سيقدمون المال للشعب الصومالي وبعثة الاتحاد الافريقي في ارض الصومال من اجل القضاء على شباب المجاهدين ثم يعود في اجابة اخرى الى القول بانهم يشجعون انضمام شباب المجاهدين الى الجهود الدولية والافريقية من اجل ايقاف القتال ثم لا يلبث ان يتهم شباب المجاهدين بالقتال نيابة عن تنظيم القاعدة . هاتفياً سألت د. زكريا محمود الحاج رئيس تحالف اعادة تحرير الصومال عن مغزى المؤتمر وما اذا كان يعتبر فاتحة لمصالحة وطنية تعم كافة اطراف الصراع في ارض الصومال فأجاب بالقول ان المؤتمر لا يعدو كونه إعلاناً لبدء الحرب ضد الصومال وانه مؤتمر دولي لاعادة استعمار شعب الصومال وتمزيق البلاد الى ثماني دويلات ويشكل اسناداً لحكومة شيخ شريف ضد بقية الاطراف وهو ما سيعيد الامور الى المربع الاول ، ودعماً لنظرية المؤامرة يرى كثير من المراقبين للازمة الصومالية ان الخطوة اللندنية برعاية مؤتمر حول الصومال يركز على التحكم في الاموال التي ستجمع باسم شعب الصومال وتوجيهها وتوظيفها لتحقيق اهداف معينة بما يشبه الوصاية على الصوماليين كما يركز اكثر على توجيه ضربات لشباب المجاهدين تخفي وراءها دوافع غامضة ومريبة خاصة وان الغرب عموماً ينظر الى تنامي التيارات الاسلامية في القرن الافريقي باعتباره مهدداً للمصالح الغربية خصوصاً بعد تكاثر عمليات القرصنة على السفن الغربية وتحقيق الجماعات الجهادية لمكاسب وانتصارات عسكرية ازاء القوى الصومالية المسنودة من الغرب ، وبالعودة الى د. زكريا فإن المؤتمر يمثل عرقلة للخطوات الوطنية الحثيثة نحو تجميع القوي الصومالية عبر مؤتمر جامع للمصالحة والسلام والحوار من اجل اعادة بناء وتعمير وتجميع مكونات ارض الصومال . ان ما يجعلنا نتشكك مع المتشككين في اهداف مؤتمر لندن كونه لا يتضمن مطالبة بالمصالحة والسلام وانما يشير بوضوح الى ضرورة تجميع القوى الصومالية والافريقية والدولية لتوجيه ضربات لشباب المجاهدين حتى ان الصحفيين ركزوا على تكرار السؤال لرئيس وزراء بريطانيا عن متى سترسل بريطانيا طائراتها العسكرية لقصف المناطق التي يسيطر عليها الشباب ورغم ان ديفيد كاميرون تهرب من الاجابة المباشرة على السؤال الا انه افلتت منه عبارات تؤكد انهم سيدعمون كافة الجهود من اجل القضاء على شباب المجاهدين ، ان الصوماليين يحتاجون الى من يسوقهم نحو المصالحة والسلام وليس الذين يرقصون امامهم رقصة الحرب ويشجعون المزيد من الحروب ، لقد رأينا كيف تسببت الاخطاء الكينية في تصعيد النزاع المسلح في اقليم ( زانيا ) المتاخم لكينيا وساهمت في تنامي اعداد النازحين في معسكرات النزوح علي الحدود بين البلدين ، القوات الافريقية لم تقدم حلولاً وهي اصبحت شبه داعم اساسي لاستمرار الاوضاع على ما هي عليه وبالتالي فشلت الجهود الافريقية في ايجاد حل للازمة وهاهم البريطانيون يريدون اليوم السير في ذات الاتجاه عبر رعاية مؤتمر محفز للحرب مع انهم كان باستطاعتهم كمستعمرين قدامى لارض الصومال المناداة بمؤتمر جامع للفرقاء الصوماليين من اجل المصالحة والسلام وايقاف الحرب والدمار والتفتيت . [email protected]