أفريكوم.. الدخول من باب الإنسانية ترجمة: سحر أحمد طرح تقرير حديث بموقع (بلاك أجندة) تساؤلات عديدة بشأن تزايد الوجود الامريكي العسكري بأفريقيا, وما إذا كانت أمريكا تعتزم تدخلا "إنسانيا" عسكريا جديدا بإفريقيا؟، مشيرا إلى أن قوات الآفريكوم عرفت نفسها على أنها قوات للتدخل الإنساني بإفريقيا ولكن الأهداف الإنسانية الوحيدة التي تخدمها حاليا هي خارج القارة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة دفعت بنفسها مؤخرا بالسودان وليبيا ويوغندا والصومال ومناطق أخرى، وحاليا ترنو بطرفها إلى مالي. رمي الكرة وأشار كاتب التقرير عبدي علي دايري إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رمى الكرة في الملعب بعد أن جاءت التوجيهات بإنشاء الآفريكوم في عهد سلفه بوش في العام 2007 بقيادة مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية جون كاريسون الذي قال في تصريح له إن الصومال يعتبر "نجاحا كبيرا" بالنسبة لواشنطون التي أنفقت حوالي (500) مليون دولار لدعم وكلائها من القوات الأفريقية التي زعمت أنها ضيقت الخناق على تنظيم القاعدة في القارة، وقال الكاتب بسخرية إنه ليس من قبيل الصدفة أن يتم الإعلان عن إحتياطي ضخم من النفط غير المستغل بمنطقة بونتلاند شمال شرق الصومال في أوائل العام الحالي. مصالح مخفية ويرى الكاتب أنه مثلما تقوم الولاياتالمتحدة بإخفاء مصالح شركاتها خلف "التدخلات الإنسانية" فإن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استغل ذات الواجهة، ففي فبراير استضافت بريطانيا مؤتمرا دوليا لمناقشة الشأن الصومالي حيث تعهد خلاله كاميرون بمساعدات إضافية ومساعدات مالية وإجراءات "لمحاربة الإرهاب" بالصومال – الأمر – الذي لم يتحدث عنه كاميرون وأن هؤلاء الذين يطلق عليهم الارهابيون هم من مولتهم ودعمتهم وقادتهم أجهزة الاستخبارات الغربية التي تسيطر على جميع أطراف النزاع المحلية، واستخدم كاميرون ذات اللهجة بأنهم يحاربون المتطرفين الإسلاميين ويعززون الحرية والديمقراطية بالمنطقة، وقال الكاتب إنه من المثير للاهتمام أن مالي لها من الثروات غير المستغلة والإمكانيات الزراعية والطبيعية من النفط، مضيفا أن مالي وغانا بهما 5.8 من إجمالي الاحتياط العالمي من الذهب بالعالم، معتبرا أن هذه الأصول هي محور اهتمام الولاياتالمتحدة وبريطانيا في أفريقيا وليس القضايا الانسانية كما يزعمون. وقال الكاتب إن مؤتمر الصومال لم يكن سوى مجرد اجتماع يسبق مفاوضات تقسيم ثروات الصومال النفطية بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبقية اللاعبين الآخرين- الأمر – الذي يظهر الأجندة الحقيقية للآفريكوم، مشيرا إلى أن خلفية أوباما الأفريقية أعطته فرصة التنقل في أفريقيا بحرية على الرغم من أن أجندته لا تختلف كثيرا عن سلفه الجمهوري جورج بوش، والأمر الذي لم يتطرق اليه الكثير من المسئولين الأمريكيين كجون كاريسون في خطابهم للناخب الأمريكي بأن أمريكا دفعت بنفسها مؤخرا في السودان ويوغندا وليبيا والصومال وغيرها من الدول الأفريقية وأنها توجه حاليا نظرها صوب مالي. حرب التأثير وقال الكاتب إن الهدف من السيطرة الأمريكية على القارة الإفريقية أوجزته وثائق قوات الآفريكوم التي قالت إن هدفها الأساسي هو استبعاد الصين من أفريقيا، ومن المدهش أن أفريقيا ذات الثروات الطبيعية الهائلة من نفط ومعادن لم تتمكن من إحداث تأثير يذكر على مستويات الفقر – وفقا لتقرير البنك الدولي – الذي قال إن النمو الاقتصادي الكبير خلال العقد الأخير في الدول الأفريقية لم يُحدث تأثيرا على مستويات الفقر في القارة، وبعبارة أخرى وبحسب الكاتب فأن "الأمبريالية الأنجلو أمريكية" ترغب في إبعاد منافسها في الموارد الإفريقية الوفيرة، والاستمرار في سياستها باغتصاب موارد القارة السمراء ولا تخلف خلفها سوى الصراعات الداخلية والفقر الدائم.