*وكما قال الذين استطلعناهم بالأمس حول « الجوطة » التى تسيطر الأن على الساحة الر ياضية والتى اخذت منحى التحدى و تحولت الى حرب بين طرفى القمة من جهة واتحاد كرة القدم السودانى كطرف آخر و يحاول كل طرف استخدام الأسلحة المتاحة له ليقضى على الآخر . فالمريخ والهلال يعتمدان على اعلامهما فيما يستند الاتحاد على وضعه كأعلى جهة تدير النشاط فى البلد وما لديه من مواد فى القانون. * وان رجعنا لأصل الأزمة نجد أن السبب الرئيسى فيها هو التقارب والاتفاق والتنسيق الذى تم بين المريخ والهلال ومن ثم توحيد المواقف « المؤيدة والرافضة على طريقة انا وأخوى على ابن عمى » وقد شكلت هذه الوحدة « الهلاريخية » قوة جديدة يرى « بعض » القائمين على امرهما ضرورة استخدامها لتحقيق المصالح المشتركة وتمرير الأجندة الخاصة وتصفية العداءات والخلافات والمرارات الساكنة بسبب مواقف سابقة . *كل الوسط الرياضى وخاصة المهتمين بكرة القدم سعدوا وأعلنوا تأييدهم ومباركتهم « لاتفاقية التعاون المشترك بين طرفى قمة الكرة - المريخ والهلال » على أساس أنها ستنهى الحرب الدائرة بين الناديين و« تعيد الماضى الجميل » من أول ، خصوصا وأن العداء بينهما وصل مرحلة بعيدة وباتت الكراهية طابعا للعلاقة بينهما لدرجة أن الكل أصبح يتوقع وينتظر حدوث الكارثة جراء ما كان يحدث من خصومة فاجرة بين الطرفين ولهذا فقد أبدى الجميع سعادتهم وارتياحهم للاتفاق ولكن !!! للأسف فقد تحول اتفاق القمة الى « سرطان أو يكاد » قد يصيب الجسم الكروى فى السودان خاصة وأن البعض يسعى لاستخدامه بالطريقة الخاطئة لتحقيق الأغراض الخبيثة . *نحن نؤمن تماما أن لطرفى القمة قضية فيما خص توزيع عائدات بث ورعاية الدورى الممتاز ونرى أنهما من حقهما وحق أى نادى آخر غيرهما أن يعترض اذا شعر بالظلم وله أن يطالب بحقوقه ان كان ذلك من الاتحاد العام أو أى جهة آخرى وان كنا قد أيدنا المريخ والهلال فى قضية التلفزة وعددنا أضرارها عليهما فاننا نرفض الطريقة التى طرحا بها القضية واتباع « بعض » منسوبيهما لأساليب التهديد والوعيد واشهار سلاح التمرد والعصيان ونرى أنه وفى حالة استمرار الحرب فان المريخ والهلال هما اللذان سيخسران ولا غيرهما ولن يخسر الاتحاد شيئا . *الطريق الوحيد الذى سيؤدى للحل هو الحوار القائم على القانون والمنطق والتنازل والموضوعية أما « منطق العضلات والعنتريات » فهو لن يحل بقدر ما يزيد التعقيد. *يستوجب على الاتحاد أن يجلس مع طرفى القمة ويستمع لوجهة نظرهما وينظر تظلمهما بكل هدوء لا سيما وأن الواقع يؤكد أنهما يتعرضان لظلم واجحاف واضح وعلى المريخ والهلال أن يتركا التشدد ويركزا على بنود قضيتهما دون الخروج من دائرتها وزيادة سقف المطالب ، نقول ذلك ونحن نسمع عن بنود ومطالب جديدة « تعديل مواد فى النظام الأساسى والقواعد العامة ولا نستبعد ظهور مطالب جديدة على طريقة ثوار ميدان التحرير بالقاهرة فما أن تتم الاستجابة لمطلب رفعوه الا ويرفعون آخر جديدا » نحن ضد استغلال المواقف وممارسة سياسة لي الذراع . *وان كان البعض يعتقد أن الاتحاد لا يملك القدرة على المقاومة وليس لديه سلاح يقاتل به فنقول لهم ان هذا الاعتقاد خاطئ ، فالاتحاد يملك من الأسلحة الفتاكة ما يجعله قادرا على ردع كل من يتطاول ويتمرد عليه أو يحاول الخروج عن طاعته بحكم وضعه كجهة شرعية ومعترف بها فى المؤسسات الخارجية وليس هناك ما يمنعه من استخدام هذا الحق ضد كل من يمارس العصيان ، نقول ذلك حتى لا يسرح البعض وحتى لا « تتلخبط الكيمان » بمعنى أن بامكان الاتحاد وبمقدوره أن يقرر ما يراه مناسبا فى أى قضية مادام أنه يستند على قانون وسيكون قراره نافذا فى كل الحالات « رضى الرافضون أم أبوا » وهم أحرار في أى موقف يتخذونه ولكن تبقى الحاكمية والكلمة للاتحاد وما أقصده هو أن التهديد برفض اللعب أو العصيان لن يرهب الاتحاد وبامكانه أن يتشدد فى رأيه وينتظر تنفيذ العصيان وعندها على الذين تمردوا انتظار العقوبات الداخلية والخارجية ونذكر هنا أن البروف شداد وعندما قرر الهلال رفض اللعب كان واضحا وتعامل بجرأة حفاظا على استمرار النشاط وحينها ربط ما بين رفض الهلال لتنفيذ البرامج الداخلى ومشاركته الخارجية حيث أخطر الاتحاد الأفريقى بما يحدث وعندها وكما تابعنا فقد تدخل الكاف بقوة ومنح الهلال مهلة زمنية ليتراجع وحدد عقوبته « الابعاد من المشاركة فى البطولة الأفريقية » ولم يجد مسؤولو الهلال الا أن يتراجعوا ويرضخوا للاتحاد بعد أن كتبوا اعتذارا رقيقا أكدوا خلاله احترامهم للاتحاد وموافقتهم على تنفيذ البرنامج والعودة للعب والان بمقدور الاتحاد الحالى أن يحذو حذو الدكتور شداد ويتعامل بطريقته وعندها سيكسب الجولة . *ما نقوله أعلاه لا يعنى أنا ضد مطالب القمة في ما خص قضية النقل التلفزيونى لمباريات الممتاز بل نحن نؤيد موقفهما ونطالب بانصافهما وتمييزهما لأنهما يملكان كافة مقومات وعناصر التميز والتفرد على كافة المستويات « فنية بشرية مالية » ولكننا فى الوقت نفسه ضد محاولات تهميش الاتحاد والتطاول عليه والغاء وجوده وتجاوزه و استصغاره والصعود على رأسه . فاستخدام القوة يجب أن يكون فى الظرف المناسب والموضع الصحيح . *ان ظن القائمون على أمر الناديين أن امتلاكهم لأقلام عرفت بالتعصب وأن لها أجندات خاصة وخلافات تاريخية واعتمدت على هذا السلاح لتحارب به الاتحاد وتكسب الجولة فيبقوا « واهمين وموهومين » فقد ولى زمن ممارسة الترصد والخوف من المقالات والصحافيين الذين يجتهدون فى تكوين أراء عامة مضادة ضد الأبرياء ذلك بعد أن عم الوعى وأصبح الكل يميز ولا تنطلى عليه الحيل والأكاذيب. *نعم للمطالبة بالحقوق بالحوار وبلغة المنطق... لا وألف لا للعصيان والتمرد.