قصيدة جديدة: في وداع عملاق الفن السوداني محمد وردي أعزيكم جميعا أيها الأحباب في وطني يساريين صلوا الفجرَ في المسجد يمينيين ألهاهم تدافُعُهم عن المقصد وأنصاراً وختمية غدوا فرقاً بغيرعدد وأهلاً بين ذا أو ذاك جميعاً .. من هنا وهناك أعزيكم وأنصب خيمةً سوداء بطولِ القارةِ السمراء بعرضِ مواجعِ الوطنِ الذي اقترح الحياةَ إباء وأرفع كفَّ ضارعةٍ إلهي إنه وردي !! أتاك وقد سقى فينا الخفوتَ فضجَّ بالألحان أتاك وقد بنى هرماً من الإدهاشِ للسودان أتاك وليس في كفيه غير محبة البسطاء وأنت الراحم المنان أتاك وقد أتى كلَ البيوت السمرِ من نمولي إلى حلفا ومن كسلا إلى الطينة فجمَّلها وواساها وآنسها وآساها وعلَّلها وروّاها وعلَّق صوتَه وردا على الأبواب الجدران يقول مزارعٌ للأرضِ غني لي فتهتفُ ( يا أعز الناس) وتهمس نخلةٌ للطلعِ ( نور العين ) فيُدركُ قيمةَ الإيناس وتخجلُ نحلةٌ همست لزهرتها (رحلت وجيت ) فيغدو الحقلُ روضاً من زهور الماس !! هنا وردي هنا يا شوق هذبنا برقةِ صوتِه الإحساس وسرنا نقهرُ الأرزاء لملمنا خسائرنا وخبأنا دفاترنا هرقناها محابرنا وغنينا مع الأيامِ واأسفاي !! وكان الخليل حضورا الي روح الفنان محمد وردي عبد الرحمن الحفيان رحلت فصار الغناء الجميل نحيباً وجفت ورود الخميل وكان «الخليل» حضورا وكانت رياح الرحيل تهب علينا وشمس الاصيل مجللة بالاسي والسواد ولون السماء كلون الرماد وكل نساء بلادي ارتدين لاجلك وردي ثياب الحداد فبعد رحيلك كيف يكون «عناق التلاقي» فاين الخيوط خيوط الحرير «خيوط الطواقى» لقد قرح الدمع ياوردي منا عليك المآقي وطالت ليالي « دموع الفراق» فيعد رحيلك ماذا اصاب ظلال النخيل ؟ وبعد رحيلك من للعصافير من كالحمام بصوغ الهديل ؟ فصوت الطنابير مثل العويل وكل الخيول خيول الرهان لاجلك وردي تركن الصهيل « جميع الاغاني اتكالين عليك» فلما رحلت فقدن الدليل «جميع الاغاني اتكالن عليك» فلما رحلت فقدن الدليل