1/ من أين لها كل هذه الجرأة، تتسلل إلى مخدع طفلتي، وتترك فيها جرحاً لا يندمل، وتمنع عن حقلها حق التثاؤب، ومع ذلك لا ترضى بالمبلغ الذي أخفيته في جيبها. 2/ من أين لها كل هذه الشجاعة، تدس في أحلامي صورة لا تشبهها، ومع ذلك تريدني أن أحلم بها وهي تتبختر في صالة القدوم. 3/ من أين لها كل هذا التناقض، الأسنان بيضاء وأنيقة ومنتظمة وسنينة، ومع ذلك لا تفتر عن مضغ مصائب الجهات الأربع. 4/ من أين لها كل هذا الطرب، فلكما ازدحم قفصها بالطيور، ترفع صوت المغني وتردد معه «يا طير يا طائر». 5/ من أين لها كل هذا الانتظام، الشغل البيت، البيت الشغل، مع إنو الكل في عطلة، والدنيا انتخابات. 6/ من أين لها كل هذه الحواس الملتهبة، ففي كل مرة ترسمني مستقيماً يمس دائرة الزواج في نقطتين، أموت من الفرح. 7/ من أين لها كل هذه القدرة على امتصاص الألوان، فكلما أفتش عن لوني المفضل، أنزلق في بشرتها، وتنسد فوقي المسام. 8/ من أين لها هذه المهارة في الطبخ، فكل ما تزج في فمي قضمة، ازداد اقتناعاً، بأن المرقة هي التي يجب إضافتها للشمار. 9/ من أين لها كل هذه القدرة على الفصل، فحالما افترقنا اقتسمت مع كل شيء، فتحت باب الثلاجة، تحسست كيس القريب فروت، وفي النهاية أخذت القريب، وتركت لي الفروت يتيما. 10/ من أين لها كل هذه القدرة على التمويه، ففي مكان الصفعة التي تلقيتها البارحة من كفها اللدن، تقبلني هذا الصباح. [email protected]