(سونا) تشكل المياه العذبة من مصادرها المختلفة عصبا للحياة وجزء لا يتجزأ من النظام الطبيعي وموردا هاما وسلعة اجتماعية واقتصادية ، وبالرغم أن المياه مورد محدود ومعرض للمخاطر إلا أنه يتميز بخواص وسمات متعددة ، فهو مورد إستراتيجي يرتبط بأمن الأرض خاصة في ظروف الندرة التي تنطوي علي احتمالات الصراع والتعاون بين الدول وبصفة خاصة البيئات الجافة . وتشير تقديرات الأممالمتحدة علي مستوي خدمات مياه الشرب النقية والصرف الصحي إلي أن هناك ما يقرب من 3.3 مليار إنسان علي نطاق العالم لا يحصلون علي تلك الخدمات الضرورية . وعلي ضوء هذه المعطيات فقد شهدت الألفية الثالثة اهتماما متزايدا بمورد المياه وزيادة كفاءة استغلالها واستدامتها وتوظيفها بطريقة جيدة وقد صاحب ذلك تطور في توظيف التقنيات التي تساعد علي الاقتصاد في استخدام المياه دون الإخلال بالإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي . ويقدر إجمالي المتاح للسودان من المياه السطحية والجوفية وحصة مياه النيل بحوالي 13.5 مليار متر مكعب في العام تكفي احتياجات السودان المختلفة من الشرب والزراعة والصناعة ومن المتوقع أن تصل احتياجات السودان فى العام 2020 م حوالى 38مليار متر مكعب وفقا للدراسات والتقارير المستقبلية لوزارة الرى . وبمقارنة المناخ الآن مع الاحتياجات المستقبلية سيبلغ العجز حوالي 6.2 مليار لتغذية الموارد الجوفية وأخذ إجراءآت للترشيد في استخدام المياه وتطوير الزراعة عبر الاستخدام الأمثل خاصة أن الزراعة تستهلك حوالي90% من جملة المياه المتاح في السودان. ويؤكد د. صلاح الدين يوسف وزير الدولة بوزارة الري والموارد المائية حق الدول في تنمية مواردها وفقا للخطط والأهداف المنشودة والاستغلال الأمثل للمياه مضيفا بأن إستراتيجية السودان تتمثل في الاستفادة القصوي في إنفاذ مشاريع التنمية والزراعة وذلك بإنشاء عدد من السدود مثال سد مروي وستيت واستمرار العمل لتعلية خزان الروصيرص ، مبينا أهمية تعزيز التعاون بين دول حوض النيل عبر سياسة استيعاب الآخر ونبذ المنهج الإقصائى لتجاوز الصراعات الإقليمية المحتملة لمصلحة شعوب حوض النيل . ويوضح د. سيف الدين يوسف الخبير في مجال المياه أن المياه تعد احدي التحديات التي تواجه العالم مشيرا إلي حرص الدول علي الحفاظ علي مصادر مياهها ومحاولة زيادتها لاعتماد المشاريع الزراعية والصناعية ومشيرا إلي أن الحرب القادمة ستكون بسبب المياه لازدياد حدة الصراع حول مياه النيل بسبب قلة الأمطار وزيادة الكثافة السكانية وزيادة الحاجة للمياه، مبينا أن التدخلات الخارجية تعمل علي تأجيج الصراع لخدمة مصالحها مما يتطلب وضع إستراتيجية للتعاون بين الدول لقفل الباب أمام المطامح الخارجية . ويشير المهندس سيف الدين خبير فى المياه إلي تنامي الوعي العام علي أن المياه مورد شحيح وقيم ينبغي إدارته بحكمة للحد من الأزمات المائية ولتأمين الحياة الرغدة مما يستدعي التوعية الجماهيرية ونشر الوعي عبر وسائل الإعلام وإنشاء المنظمات الطوعية للمحافظة علي البيئة وترشيد استهلاك المياه وللمراقبة والتوجيه للمستهلكين ولإبراز وتعظيم دور مسئولية الفرد المنتج والمجتمع في الحفاظ عليها من مخاطر التلوث .