عشرون قرشا فقط هي ثمن ارتوائك من ماء ذلك السبيل ، وان كانت لديك رغبة في شرب عصائر مثلجة فلن تدفع اكثر من 50 قرشا للكوب الواحد ، ولكن مع ارتفاع اسعار السكريات هل يكون هذا الرقم محفزا الي تناول ذلك العصير الذي يحمله الباعة الجائلون «بجرادل البلاستيك » في شوارع السوق العربي ويصطف بعضهم علي ممرات مواقف المواصلات او في داخلة ،و يا تري كم سيكون ثمن علاجك حال تناولك جرعات من ذاك الماء وكم ستدفع من عافيتك ثمنا ؟؟؟؟ برد .. برد .. برد صوت يتعالي كلما اشتد الهجير ، يصاحبه صوت اصطدام كيزان النيكل ، ليتهادي حامل «جركانة الموية » يشق موقف المواصلات متسللا بين الحافلات لتكون ساعة الذروة له في الوقت الذي تنعدم فيه الحافلات داخل الموقف ، تستوقفه احدي النساء لتروي ظمأ ابنائها ولكنها تتناول كوبا معهم ، ومن ثم يحمل اشياءه ويرحل الي مكان آخر ،وعلي الطرف الآخر من مدخل جاكسون يتسيد في قارعة الطريق شاب يضع «ازيار » من الفخار وان كان قد حرص علي وضع غطاء من كيس البلاستيك «النايلون » عليها الا ان المشكلة تبقي في من شرب من ذلك الزير ومن شرب بذلك الاناء وهل هو مريض ام سليم ومن هو البائع ووضعه الصحي الذي يري في نفسه مؤهلا لسقاية عابري هذا الطريق . وان كانت بشريات هذا العام اخذت ترسل بشارات صيف غائظ الا ان الحذر يجب ان يلتزم به الجميع حيال تعاملهم مع انفسهم وعدم تعرضهم للملوثات في هذا الاطار كان لنا حديث مع اخصائي الاطفال بمستشفى امدرمان التعليمي الدكتور من الله الطاهر والذي ابتدر حديثه لنا بالقول ان تلوث المياه يؤدي الي الاصابة بالامراض التي يطلق عليها امراض المجتمعات المتخلفة مثل التايفويد والدسنتاريا والكوليرا ،وهذه يكون تفاديها عن طريق التوعية بها وبطرق الاصابة بها ، وهنا الفكرة الاساسية للتوعية من المفترض ان تقوم بها الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقابلات والأساتذة في المدارس وفي النوادي ورياض الأطفال ومن المفترض ان يتم تدريس منهج السلوكيات في الرياض والمدارس عن كيفية سلوك الفرد في اطار تعامله مع نفسه ومع الآخرين من افراد المجتمع ومع البيئة المحيطة به وعن كيفية التصرف الحضاري . ويضيف من الله ان اسرع طريقة لانتقال الامراض الوبائية تناول الملوثات ،مثل الدرن والتهاب الكبد الوبائي وشرب ماء السبيل غير النظيف في الشوارع والتي تستخدم لاسباب غير الشرب مثل غسل الوجه الوضوء ، ومن بعدها تشرب بذات الاناء ويعد الاطفال من اكثر الشرائح المهددة بالتعرض لتلوث المياه . ولكن اين دور جمعيات حماية المستهلك تجاه هذه الفوضي التي تحدث في استخدام الباعة لكميات من الثلج وتذويبها في عصائر يجهل كل المتناولين لها المكان والطريقة التي اعدت بها ، مع استخدامهم لأواني من البلاستيك يقفون بها في الطرقات مستهدفين مواقع الازدحام.