تمثل الإدارة الاهلية في السودان عموما وبتقلي خصوصا، رأس الرمح في تمثيل القبائل والاهالي وقضاياهم المحلية، بل تمثل الادارة الأهلية المدخل الرئيسي لكل منطقة فيما يتعلق بقضايا المواطنين الملحة وحاجياتهم الاساسية خاصة في حالات الحرب، وقد كانت لتقلي ادارة اهلية فاعلة حتى عهد قريب، فمن لا يعرف المرحوم العمدة عيسى الجندي عمدة تملي والكجاكجة ولويجاب، والذي تولى هذه المهمة ردحا من الزمان وقد عرف بالحكمة وقوة الشكيمة والشخصية وكان يشكل حضورا وسط ادارته رغم الظروف الطبيعية القاسية آنذاك، فقد عرفته جماهير وحدة الجبل حاليا بحماره يجوب القرى والفرقان متفقداً الرعية وكذلك جابيا للضرائب بمختلف مسمياتها، وكذلك العمدة ادريس الزيبق عمدة مدينة العباسية تقلي وريفها الشرقي متعه الله بالصحة والعافية، عضو الجمعية التأسيسية في ستينيات القرن الماضي، صاحب النفوذ وقوة الشخصية والحضور المشرف لعموديته في كل المناسبات، وكذلك العمدة ابوبكر المنصور رحمه الله رحمة واسعة عمدة تبسات والسافل والريف الشمالي لتقلي، كل هؤلاء كانوا رجالا بحق ادوا دورهم بكل شجاعة، رغم المآخذ الكثيرة على الادارة الاهلية عموما في قديم الزمان،لكنهم كانوا حضورا في تمثيل اهلهم ومناطقهم خير تمثيل، لكن ما بال الاشبال يتنكبون الطريق ويتخلفون خطى المسيرة الوطنية. لقد ادى تسييس الادارة الاهلية في العهود الوطنية المتأخرة الى حدوث استقطاب في اوساط الادارة الاهلية، وبعد اتفاقية نيفاشا 2005م جاءت الحركة الشعبية للسلطة وفي خطتها منذ البداية الانتشار عبر بوابة الادارة الاهلية لدى قبائل محددة خاصة في جبال النوبة فكان مؤتمر الادارة الاهلية بتقلي 2006م وبالاً على المنطقة، وقد كان مؤتمرا استقطابيا للادارة الاهلية بالدرجة الأولى، ان من مهام رجل الادارة الاهلية اميرا كان او عمدة او شيخا هي الحضور والمشاركة الفاعلة وسط أهله ومواطنيه سلما او حربا، بل في كل الملمات والمناسبات لانه وبكل بساطة هو المدخل لكل زائر لادارته. لقد كشفت احداث تقلي الاخيرة التي حاول المتمردون من خلالها الدخول لمدينة العباسية لولا لطف الله وثبات المجاهدين من قوات شعبنا المسلحة والقوات الاخرى، كشفت هذه الاحداث الغياب التام للادارة الاهلية، خاصة العمد مما جعل الناس يتساءلون خاصة ضيوفنا من قادة القوات المسلحة والاجهزة الاخرى الذين نفروا للعباسية صداً للعدوان ورداً للظالمين، والرد هو انهم تولوا يوم الزحف لا غير. انه ولكي يستقيم الامر ويعالج الاعوجاج، لابد لجماهير ومواطني العباسية تقلي من العمل الجاد والسعي الى تغيير هذه الادارات ووضع الرجل المناسب في مكانه حتى نتمكن من تفعيل الادارة الاهلية واعادتها لسابق عهدها، لتشكل حضورا فاعلا تمثل مواطنيها وتدافع عن الحق بالحق وتدافع عن السودان وحدود محلياتها وادارتها عند الغزوات كالتي قامت بها فلول الحركة الشعبية، ألا هل بلغت اللهم فاشهد. * العباسية تقلي