ما يزال رافضو الاتفاق الاطاري يستميتون لنسف الاحرف الاولى التي مهرت الاتفاقية الاطارية الموقعة قبل اسبوع بين السودان وجنوب السودان، وترتكز الجماعات التي تناهض الاتفاق على اثارة المشاعر الدينية ومخاطبة المواطنين في دور العبادة وعبر الوسائط الاعلامية في المقابل وجه مسؤولون حكوميون انتقادات غير مسبوقة للجماعات الرافضة وطالبتها بالنأي عن اثارة العنصرية والنظر بعين الاعتبار للمصالح المشتركة بين الدولتين. وقال نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد ان المكاسب التي سيجنيها الشمال من الاتفاق تفوق عائدات النفط اذا ما تمكن الطرفان من ايجاد حدود مرنة تسمح بالتنقلات التجارية التي تتيح للشمال تصدير حوالي 250 سلعة الى الدولة الوليدة، وكان وزير الخارجية علي كرتي وصف رافضي الاتفاق ب»الضعف» وتصوير الشمال على انه الخاسر الاكبر من الاتفاق وقال كرتي الذي بدا متفائلا وهو يشرح نقاط الاتفاق للصحافيين عقب اجازته من قبل مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة ان الشمال سيجني فوائد كبيرة من الاتفاق ويمكنه ان يضمن حدودا آمنة اذا ما تمكنت اللجان الامنية المشتركة بين البلدين في اجراء مباحثات جادة وشفافة لمناقشة الاوضاع الامنية وازالة الاتهامات المتبادلة بايواء الحركات المتمردة على حدودهما . ويتخوف مراقبون من تجدد الحرب اذا ما اتيحت للجماعات الرافضة تعبئة الرأي العام ضد الاتفاق واستمالتها بتغذية المشاعر الدينية والعنصرية وقال رئيس تحرير صحيفة الاحداث عادل الباز في معرض دفاعه عن الاتفاق الاطاري ان رافضي الاتفاق يشكلون تهديدا للامن القومي برمته واضاف الباز قائلا « الصحف التي تصادر وتغلق من اجل كتابة بضع كلمات لاتعتبر مهددا للامن القومي ولكن دعاة العنصرية ورافضي الاتفاق الاطاري هم من يقوضون الامن القومي والمصالح العليا للدولة «. ويشكل الاتفاق محفزا للاستدراك على الاوضاع الانسانية في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان وتقديم المساعدات لآلاف المواطنين العالقين في مناطق النزاع اذ تعبر الاممالمتحدة عن قلقها باستمرار من استطالة الازمة الانسانية بالولايتين منذ بدء الحرب بين الحكومة و متمردي الحركة الشعبية بالشمال وتحاول وكالات الاممالمتحدة التحرك على نطاق واسع لتوزيع الاغاثة بيد ان عملية اختطاف العمال الصينيين من قبل المتمردين جعلتها تتحرك بحذر في المناطق الآمنة، وعلى صعيد آخر فان آمال نحو ثمانية ملايين مواطن سوداني يقيمون في حدود يبلغ طولها نحو الفي كلم ستنتعش في التنقل بين الدولتين في المسارات الرعوية وتبادل المنافع والتغول شمالا وجنوبا ومن المرجح ان يفتح الاتفاق كوة امل حول منطقة ابيي المتنازع عليها بين الدولتين ويسرع الخطى بايجاد مخرج لايلولة المنطقة للشمال الذي يؤكد بقوة على ان ابيي شمالية وفقا للدراسات التاريخية والقوانين الدولية. ويكافح ناشطون في منظمات المجتمع المدني لابقاء الآمال على التوقيع النهائي للاتفاق في جوبا بين رئيسي البلدين من اجل ضمان حياة مشتركة آمنة وقابلة للنمو نحو الافضل. وقال الناشط في منظمات المجتمع المدني بولاية جنوب كردفان احمد طه بقادي ان الاتفاق الاطاري بين وفدي التفاوض انعش آمال المواطنين في مناطق النزاع والمناطق الحدودية في طرد شبح الحرب الذي كاد ان يطل مجددا وماتزال بعض المناطق تعاني منها حتى الآن في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، واضاف بقادي ل»الصحافة» ان الرافضين للاتفاق لايشكلون عنصرا فعالا لنسف الاتفاق بيد انه يتعين على الحكومة محاصرتهم وفرض حصار اعلامي عليهم وقال ان الجماعات الرافضة لا تنظر الى المكاسب الامنية التي ستطال ملايين السكان جراء ايقاف الحرب الوشيكة بين الدولتين وبناء التنمية والانفتاح شمالا وجنوبا خاصة القبائل الرعوية التي تتوغل جنوبا وزاد «الى متى سيتحمل مواطنون يعانون من نقص في خدمات التنمية في تحمل فاتورة الحرب لارضاء امرائها في الشمال والجنوب « وذكر ان الاتفاق اذا ما قدر له التوقيع النهائي في جوبا فإنه من شأنه ان يخلق انتعاشا في المناطق الحدودية وتحويلها الى اسواق مشتركة ومناطق عبور تسهم في رفد البلدين بالسلع والمنتجات وعائدات مالية ضخمة بدلا من ايواء التمرد والحركات المسلحة. وقال الباحث الاكاديمي والناشط المدني صديق تاور ان الاتفاق انتقل بالناس من مرحلة الاحتقان الى مرحلة الاستقرار على الشريط الحدودي وتحفيز نحو ثمانية ملايين مواطن يقيمون بالمناطق المتاخمة لدولة جنوب السودان للعيش المشترك والتغول جنوبا ويقول تاور في حديث ل»الصحافة» ان الاتفاق لن يتم بمعزل عن مناقشة ووضع حد لمشكلة ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان لطي ملف الحرب التي تندلع فيهما منذ قرابة العام واعتبر الاتفاق مخرجا لحالة التوتر والاحتدام وتبادل الاتهامات اذا تمت هندسته كما هو مأمول. وما يعضد من قيمة الاتفاق هي الاستماتة الحكومية في الدفاع عنه والترافع بلغة المصالح المشتركة بين الدولتين في خطاب يقول المواطن محمد عبدالرحمن انه كاد ان يندثر خلال الفترة الماضية وقال عبدالرحمن ل»الصحافة» ان تفكير الحكومة بعقلانية واعلاء اصوات الحكماء داخلها ستخلق لها ارضية جديدة لتنطلق منها على الصعيد العالمي وترك احاديث العدو الوهمي الذي مافتئت تلجأ الى ذكرها عند الملمات والمشاكل التي تواجها، واجرت «الصحافة» استطلاعا وسط فئة الشباب حول الاتفاق اشارت نتائجه الى ان غالبية الشباب يؤيدون الاتفاق لجهة انه يصب في مصلحة السلم ورتق النسيج الاجتماعي في الحدود المشتركة ويطرد شبح الحرب الذي لاح في الافق خلال الفترة الماضية.