المكان : سوق طيبة طيب الله أهلها ! السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و على أمير المؤمنين ابن الخطاب السلام و رحمة الله و بركاته ! ما شاء الله ، ما أجمل هذه الإبل و ما أسمنها ! إبل من هذه ! هي إبل عبد الله بن عمر يا أمير المؤمنين ! قال عمر وكأنما لسعته حية رقطاء : إبل عبد الله بن عمر ؟ إبل عبد الله بن عمر ؟ نعم يا أمير المؤمنين ! أين عبد الله بن عمر ؟ ائتني بعبد الله بن عمر ! لبيك يا أمير المؤمنين ! من بعيد ، يتراءى عبد الله بن عمر مهرولا ... لبيك يا أمير المؤمنين ! ما هذه الإبل يا عبد الله ؟ إبل هزيلة ، اشتريتها من خالص مالي ، و تركتها في الحمى لترعى . أبتغي ما يبتغي سائر المسلمين من الربح و التجارة يا أمير المؤمنين ! بخ بخ ، يا ابن أمير المؤمنين ! إذا رأى الناس إبلك ، قالوا ، ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين ! فتسمن إبلك ، و يربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين ! عبد الله ! مرني يا أبت ! انطلق الآن ، و بع الإبل ، و خذ رأس مالك ، و ضع الربح في بيت مال المسلمين ! فاصل يا خالق عمر سبحانك ! يا خالق عمر سبحانك ! يا رافع راية الشورى و حارسها ... جزاك الله خيرا عن محبيها رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف... و رأي الفرد يشقيها إن جاع في الشدة قوم ، شاركتهم في الجوع ... أو تنجلي عنهم غواشيها جوع الخليفة و الدنيا بقبضته ... منزلة في الزهد سبحان موليها فمن يباري أبا حفص و سيرته ؟ أو من يحاول للفاروق تشبيها ؟ يوم اشتهت زوجه الحلوى ، فقال لها : من أين لي ثمن الحلوى فأشريها ؟ ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به أولى فقومي لبيت المال رديها كذلك أخلاقه كانت و ما عهدت بعد النبوة أخلاق تحاكيها !