المستفيدون يشتكون من ارتفاع رسوم القسط الأول ... ويخافون ضياع أحلامهم بالمحسوبية زخم ونشاط كبير كان داخل صالة معرض الخرطوم الدولي صباح امس حيث يصادف اليوم الرابع لافتتاح معرض التشغيل الاول للتمويل الأصغرالذي تنظمه وزارة التوجيه والرعاية بولاية الخرطوم وشركاؤها في البنوك والمؤسسات العاملة في مجال التمويل الأصغر ،واتحاد الغرف الصناعية واتحاد أصحاب العمل واتحاد المصارف السوداني ومنظمات المجتمع المدني ، الذين اختاروا (تمويل ،انتاج ،تسويق) شعارا للمعرض. اذا هم اكثر من عشرين ألف مستفيد يستابقون في ثمانية أيام للحصول على فرص تمويل للمشروعات الانتاجية المطروحة بحسبما أكده والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر امسية افتتاح المعرض الخميس الماضي بان الولاية تستهدف من وراء التمويل الأصغر تحقيق أهداف أساسية هي الامن الغذائي وتحقيق فائض للصادر ، وأن عدد المستفيدين من برامج التمويل الأصغر بلغ 68 ألف وتخطط الولاية هذا العام لمضاعفة هذا العدد بالتعاون مع الشركاء. وقال ان البنوك رصدت 3 مليارات دولار للتمويل الاصغر و ان المهرجان الهدف منه ايجاد حلول لمشاكل التمويل الأصغر عبر الورش المتخصصة التى ستنعقد خلال أيام واكد ان شعار الولاية هو (الانتشار والعمق) عبر عدة وسائل هي صندوق تشغيل الخريجين والجمعيات الائتمانية وحاضنة المرأة ومشروع الشباب فى قطاع البيئة والنظافة، وقال الخضر ان أيام المهرجان ستشهد تشغيل 20 ألف خريج فى مشاريع إنتاجية وافتتاح حاضنات تشغيل الخريجين فى السليت وأبو حليمة و سوق الحرفيين بكرري بعدد 450 دكان فضلاً عن تخطيط مناطق جديدة للحرفيين لمنع مزاولة المهنة عشوائياً واعلن الوالي عن إعفاء مشروعات التمويل الأصغر من كل الرسوم . وزارة التوجيه :المهرجان ترويج لثقافة الإنتاج والعمل الحر وكان مدير عام وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم الدكتور التجاني الأصم قد قال في تصريح سابق لافتتاح المعرض ان المهرجان يقام بشراكة مع اتحاد الصناعات الصغيرة واتحاد المصارف وبعض الشركات الكبرى ، وأن المهرجان يهدف إلى الترويج لثقافة الإنتاج والعمل الحر واستغلال المال المرصود للتمويل الأصغر بإشراف بنك السودان للدخول في مشروعات ناجحة عبر نماذج تعرض فى هذا المعرض الذي سيكون فرصة للراغبين من الخريجين والشباب والأسر المنتجة والصحفيين. البنوك :تختلف نوع الضمانات حسب المشروعات مع مدخل وحدة التمويل الاصغر بالبنك وعلى الجهة اليسار مباشرةً يقع الجناح المخصص لبنك الخرطوم وحدة التمويل الاصغر حيث عرض البنك مشغولات ومنتوجات من المستفيدين من خدمات التمويل الاصغر لديه بالاضافة الى ملصقات وضعت على جدران الجناح القينا نظرة عليها قبل ان نجلس مع ممثل وحدة التمويل الاصغر بالبنك المهل الشيخ ادريس والذي ابتدرحديثه (للصحافة ) بالقول بدأنا في شهر يناير من العام الماضي بمحفظة الأمان المكونة من مجموعة بنوك بمشاركة ديوان الزكاة بمئتيى مليون جنيه استمر التمويل بها حتى شهر أغسطس وكانت متوفرة في جميع فروع البنك ال32 فرع على مستوى السودان وحتى شهر سبتمبر الماضي مولنا اكثر من 39 مستفيداً من الخدمة ،وجانب التمويل يشمل الحاضنات في مشاريع منطقة ابوحليمة ببحري شرق النيل للخريجين واسرهم في شكل مشروعات جماعية ، كما مولنا الجمعيات والحرفيين في امدرمان فمولنا رابطة المرأة العاملة بزراعة نبات المورنقا في مزارع مناطق غرب امدرمان بمساحة 30 فداناً بتكلفة 700ألف جنيه في عام 2011-2012م ،ونهتم بأصحاب المهارات من الحرفيين والمنتجين . وفي حديثه عن ضمانات المشروعات يقول المهل في مشروع الحرفيين نركز على ضمانات الاوراق الثبوتية الشخصية (البطاقة الشخصية والجنسية وشهادة السكن وصورتين فتوغرافيتين ) وهي متطلبات مشتركة اما بقية المتطلبات تختلف حسب نوعية المشروع من عقد ايجار لاصحاب المحلات وشهادات حرفة او مهنة للحرفيين بمزاولة النشاط عبر الاتحادات وشهادات تؤكد اعتماد الجمعية والرابطة والضمانات تعتمد على الضمانات الضريبية او الضمان الشخصي اذا لم يكن المبلغ كبيراً ، وضمان بشيك اوضامن من طرف آخر في حالة كان المبلغ كبيراً وفي حالات المشاريع الصغيرة نعتمد على الضمانات التقليدية بطاقة شخصية وشهادة مرتب فقط ولكن في مشاريعنا نركز دائما على الجانب الانتاجي احذية وخبائز ونمول المشروع بالمواد الخام ويعمل المستفيد على تحويلها وتسويقها حتى الجمعيات والروابط نقيم لها ورشاً ودوراتٍ تدريبية حتى نخرج من النمط التقليدي ومن ثم نتابع نظام العمل ونطوره . وفي جناح معرض بنك المزارع التجاري الذي عرض فيه نماذج لبعض المشاريع الانتاجية من ادوات منزلية وصناعات محلية وخبائز متنوعة التقينا بممثلة البنك فدوى عبد الوهاب التي قالت (للصحافة ) ان التركيز والاهتمام لديهم بشريحة الخريجين وتسهيل حصولهم على التمويل اللازم لمشروعاتهم بالاضافة الى تمويل المشروعات ذات الصبغة القومية والنفع العام وهذا من اهم اهداف المصرف الرائد في محفظة تمويل مشروعات الخريجين ،التي قامت برأس مال مائة مليون كحد ادنى ليكون دور المصرف القيام بدراسة الجدوى النهائية للمشروعات ومتابعة تنفيذها. واشارت الى ان مراحل اجازة المشروعات تبدأ بتقديم طلب التمويل لدى فرع الصندوق القومي لتشغيل الخريجين مرفقا بالمستندات المطلوبة - دراسة جدوى للمشروع ،خطاب توصية المشروع من صندوق تشغيل الخريجين ،مستند اثبات شخصية وشهادة سكن ،مستند اثبات الحق في الموقع ،نسخة من الشهادات الدراسية ، فواتير مبدئية لمدخلات المشروع ويتم استرداد قيمة التمويل بشكل اسبوعي اوشهري او ربع اونصف سنوي او اي فترة يحددها الممول لتكون فترة التمويل خمس سنوات على ان يكون الحد الادنى للتمويل الفردي عشرين ألف جنيه . وترى سوسن شمس الدين انه من الافضل ان تكون الفكرة نابعة من صاحب المشروع او كما افادتنا ممثلة بنك امدرمان الوطني لتضيف انه وحسب ما اثبتته الدراسات نجاح تلك المشاريع خلاف المشاريع التى يقترحها الممول وان اول خطوة لطالب التمويل هو تقديم دراسة جدوى تشمل فكرة المشروع و كلفته والارباح المتوقعة منه والفترة الزمنية بالاضافة الى الضمانات المطلوبة مثل الضمان شخصي ، مجتمعي، تخزين مباشر،ودائع ادخارية او اي ضمانات يحددها البنك. مشاريع أثبتت جدواها (ربحية المشروعات قادتني الى تطوير الفكرة ) هكذا ابتدرت اميرة الطيب حديثها وهى تؤكد ان هذه التجربة الثانية لها مع بنك البركة فقد كانت بدايتها بمشروع للستائر والاشغال المنزلية و انها قامت بتطوير المشروع الاول لتضيف اليه تصنيع العطور السودانية وبعض المنتجات الجلدية وطلب منها البنك في بادئ الامر فاتورة مبدئية لتمويل مشروع العطور بكلفة عشرة ألف جنيه بالاضافة الى تقديم الضمانات المطلوبة ،وذكرت ان تجربتها الاولى كانت مربحة و دفعها ذلك للاستمرار في المشروع وسداد اقساط البنك قبل انتهاء المدة المحددة ونصحت اميرة كل من لديه حرفة او فكرة مشروع بعدم التردد فى البحث عن الدعم من قبل البنوك بعد استيفاء جميع الشروط والاجراءات غير معقدة كما يعتقد البعض . المعاشيون حضوراً لم يغب على مؤسسة التنمية الاجتماعية للمعاشيين التابعة للصندوق القومي للمعاشات احد اذرع الصندوق القومي للمعاشات المشاركة في برنامج التمويل الاصغر وعرض منتوجاتهم ،والتي يتم تمويلهم لها عبر الصندوق والبنوك والمؤسسات التمويلية الاخرى ، لتنفيذ المشروعات التجارية والحرفية والزراعية والحيوانية الصغيرة ، على ان يتراوح حجم التمويل بين 5 ألف الى 10 ألف جنيه ويتم التمويل فيه بصيغة المرابحة ، وما لاحظته ( الصحافة ) في وقت تجوالها بالمعرض غياب وجود المعاشيين حيث التقينا في جناحهم ابنة احد المعاشيين والتي قالت لي انهم غادروا قبل قليل وتحدثت لي غيدا عبدالاله عبد الحميد ابنه المهندس الزراعي بالمعاش والتي وجدناها تقف على مشاركة والدها بمشروع تمور ( رطب الشمال )) وقالت ان ابي اخذ تمويلاً في حدود خمسة ألف لمدة اكثر من سنة بضمان المعاش من مؤسسة التنمية الاجتماعية للمعاشيين واستفدنا من المشروع وكانت مشاركتنا فيه فردية ، يأخدو القيمة وأرباحها . مشروع متناهي الصغر يسعى لبناء انسان في نهاية صالة معرض التمويل الاصغر في الركن الشمالي الغربي اختاروا موقعا يرسلون من خلاله فكرة مبسطة ظهرت بساطتها في طريقة العرض والديكور الذي اختارته منظمة مجددون التي قال لي مديرها فارس النور اننا انتهجنا في نظام التمويل الى تمويل المشاريع متناهية الصغر حتى لا يمثل المشروع ضغطاً اضافياً للاسرة ونحن نرى بان أي فقير لديه مشكلة واحدة يراها كبيرة جدا هاجس الاكل والشرب اليومي وتوفير الايجار الشهري ورسوم الدراسة للابناء ، لذا نعمل على توفير الطعام من بنك الطعام وتوفير الدواء من بنك الدواء وتوفير الملابس من بنك الملابس حتى نخفف من اعباء الاسر الفقيرة ، والنقطة المهمة التي نعمل عليها هي التوعية بالمشاريع ونصاحب ذلك بالتحفيز المعنوي ونشاركهم نجاحاتهم في مشروعاتهم . كما تحدثت الينا من داخل المعرض ممثلة للمنظمة سمية عوض الله عن مشروع انسان بان المشروع يقوم على نظام التمويل متناهي الصغر في حدود 3 ألف جنيه شهريا نأخذ منها عشرين جنيها في الشهر ومشاريعنا بسيطة منها الخبائز والعطور السودانية ، نستهدف 100 أسرة بوسائل الانتاج اضافة الى تمليك 30 مشروعا الى 30 اسرة وجمع الفائض من الملابس واعادة صيانتها وتوزيعها من جديد ونسعى الى الدخول في نظام بطاقة التأمين الصحي . أحلام مؤجلة وهواجس تحاصراليوم وان كان المهرجان قد طرح للخريجين الا ان الفكرة من الداخل تشير الى مشاركة كل من يسعى الى الاستفادة. ازدحام كبير وثلاثة موظفين يعملون على جمع استمارات المتقدمين للمنافسة في المشروعات ، ولكن على ما يبدو بان ارتفاع القسط الاول قد اصاب البعض بالاحباط ولكن سهولة الاجراءات والمتطلبات الحالية ساعدت في تصاعد وزيادة العدد الذي تجاوز الالف في صباح اليوم الرابع منتصف النهار في حين ان تسجيلات كل يوم تكون منفصلة وتسجيلات الصباح تختلف عن المساء بحسب ما افادنا صلاح حسن عبدالله احد المستفيدين والذي قال لي بان رقمه 949 فهو بحسب قوله موظف راودته الفكرة في البحث عن مصدر كسب اضافي ولكنه استدرك بقوله انه تقدم لطلب موتر ثلاثي الايطار ( ليفان ) ولكنه وجد ان القسط الاول 7 ألف، قسط اول وقيمة الموتر 16 ألف على ان يتم الاستقطاع الشهري من المرتب 800 جنيه وهذه اول مرة افكر فيها بدخول المشروعات التمويلية و خططت الى من يمكن ان يكون المسؤول عنه ،وكل ما طلب منا هو رخصة قيادة واستمارة تحدد المطلب وبموجبه تم منحنا ايصال على ان يتصلوا بنا لاعلامنا بمواعيد المقابلة . ولكن خالد الضو الشوية الفنان التشكيلي الذي التقيناه على مقربة من مكان التسجيل لم يبدو من حديثه انه متفائل الى ضمان تمليكه المشروع حيث قال نتوقع دخول الواسطات وابعادنا من المنافسة ولكننا نبحث عن مصدر دخل اضافي مع تعقيدات ظروف الحياة والفكرة في البحث عن تمويل موجودة فرضتها الظروف الاقتصادية الطاحنة ونسعى لزيادة الدخل لمقابلة متطلباتنا اليومية ، وفكرة المعرض عموما جميلة ونتوقع انها تثمر ولكن ضماناتها عالية جدا فلو كنت املك سبعة ألف لدفعها في القسط الاول فلن ادخل في تمويل ، والقسط عالي جدا ، ولماذا لا تتدخل البنوك بعرض ضمانات اضافية ( سكن او شيكات) والسبعة كثيرة ولديهم استمارات ولجنة أخرى ولكن سيتم الاعتمادعلى خيار الواسطات لان التسليم لا يتم الا بعد شهرين وهذا امر تعجيزي ولا اعتقد بأن كل المقدمين لهم المقدرة على امتلاك السبعة ألف جنيه ، ولكن ربما بساطة اجراءات التسجيل نوع من الدعاية الاعلامية لنشاطهم فهم لا يطالبون الا بملء الاستمارة وصورة من رخصة القيادة وبساطة المطلوبات والاجراءات هو الذي اغرانا بالمشاركة،وعلى ما يبدو ان المسألة تجارية بحتة (ودا ما تشغيل دي تجارة) .
