جامعة السودان تحتفي بثلاث أمهات الخرطوم : عبد الوهاب جمعة أحتفلت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا امس الخميس بثلاث من الامهات المميزات العاملات بالجامعة في احتفال بهيج بحضور العاملات والعاملين بالجامعة، وقالت مديرة معهد دراسات المرأة والاسرة التابع للجامعة ان التكريم يأتي من اجل ابراز دور النسوة العاملات بالجامعة وتقديرا لجهودهن، واكدت ان الامهات الثلاث المميزات كن مثالا للمرأة العصامية . وتم تكريم سعيدة محمد جميز لخدمتها الطويلة التي بدأت بمعهد الكليات التكنولوجية منذ عام 1981م وعملت في قسم الإدارة والخدمات ومنها إلى مكتب الأمين العام آنذاك وعندما تحول المعهد إلى جامعة السودان تغير اسمه إلي مكتب الوكيل ومازالت تعمل به حتي الآن ، وسعيدة تميزت بأنها كانت تعمل وتدرس في آن وتخرجت في جامعة ام درمان الإسلامية قسم الاجتماع (ناضجين) ودرست بمدارس امدرمان المختلفة . وتم تكريم تمبولة باشا حسن سلبة الأرملة والام لاربع من البنات والتي تعمل بقاعات كلية التكنولوجيا ، وعرفت بحسن الخلق والتعامل مع الآخرين و الكلام الطيب ونالت لقب ام الطلاب ، واستلمت الجائزة عنها ابنتها آمال بشير نسبة لانها الان في فترة العدة لوفاة زوجها . ومن جانب اساتذة الجامعة تم تكريم الدكتورة الشفاء عبد القادر حسن علي وهي أرملة وأم لخمسة أبناء لتفانيها في العمل وتدرجها من خريجة دبلوم السنتين في معهد التربية الرياضية العالي الى أستاذ مساعد، وهى الان نائبة عميد كلية التربية الى جانب خبرتها في تدريس طلاب البكالوريوس والدكتوراة ولها مساهمات اكاديمية وتدريبية ، وقدمت العديد من الاوراق العلمية ، ولها ثلاث مقالات بصحيفة الصحافة وتعتبر من اميز صاحبات الدراسات التربوية وهى الواجب المنزلى و المعسكرات الصيفية والزى الجامعي . الأستاذة السريرة مكي الصوفي مصممة علم السودان... معلمة المعلمات كان اكثر الناس فرحا يوم الاستقلال المعلمة السريرة مكي الصوفي مصممة علم الاستقلال بالالوان الثلاثة الازرق والاصفر والاخضر ، والسريرة دهب الكيلة هي ام معلمة ، كريمة، مناضلة، مدبرة، فنانة تشكيلية وشاعرة، توفي زوجها وابن خالها المرحوم العميد شرطة محمد عوض الله الحسن وهي تنتمي الى الرباطاب، ومن مواليد ام درمان حى الهاشماب، وكان والدها الخليفة مكي الصوفي يعمل قاضيا بالمحكمة الشرعية، وكان خليفة للشريف يوسف الهندي ببري الشريف، ووالدتها الحاجة نفيسة الحسن عوض الله من اوائل البنات اللائي درسن بمدرسة بابكر بدري للبنات برفاعة، ونشأت وسط اشقائها الاربعة التؤام الخضر والياس ومحمد وحسن وشقيقتها ست النور ودرست بكلية المعلمات ام درمان ونقلت الي ام روابة واسست مدرسة الرهد للبنات وتخرج على يد السريرة نساء متميزات أبرزهن الأستاذات وصال المهدى شقيقة الإمام الصادق المهدى وزوجة الشيخ حسن الترابى، وآمال سراج، ومحاسن عبد العال، والتومة أحمد ابراهيم وتنقلت مع زوجها بين الجزيرة وبورتسودان وواو والتونج بالجنوب، وكانت تكتب الشعر وتقدم البرامج بالاذاعة السودانية ورسمت وصممت علم الاستقلال القديم وقامت بتربية ابنائها افضل تربية وخرجت للسودان الأستاذة فاتن التى ورثت منها مهنة التدريس، وهي متزوجة من الأستاذ احمد عبد الله السواحلي ، وانجبت طارق الذى عمل بوزارة رئاسة مجلس الوزراء وهيئة المستشارين، وهو متزوج من الأستاذة إرشاد محمد ابو بكر، والأستاذة هند التي تعمل بوزارة العدل رئيس ادارة قانونية، وانجبت معاوية وهو من أمهر المحاسبين فى الوطن العربى، ويعمل بالسعودية ، ومتزوج من المحامية مها عبد الله وانجبت هويدا وهي صحافية عملت ب «الأيام والأسبوع والشرق الاوسط» ، وهى متزوجة من المحامي حسن البدري، وآخر ابناء السريرة عمر الشاعر وضابط الشرطة بالمعاش، ومتزوج من الأستاذة صفاء الأمين الكامل شبيكة، وحاليا نائب مدير ادارة التطوير الاداري وضبط الجوده والتدريب بوزارة النقل . عوضية سمك ... وإطعام المعاقين وتشغيل الخريجين وزيجات جماعية وجدت الحاجة عوضية صاحبة اشهر محل للاسماك بالموردة ام درمان شهرة كبيرة داخل وخارج السودان. وعوضية التي تعود أصولها إلى جبال النوبة مثال للام التي بدأت من الصفر ووصلت الي القمة بالاجتهاد والجهاد والصبر وتحدت اعاقتها الجسدية من اجل ابنائها، وخرجت للسوق تساعد زوجها سائق الكارو وبدأت ببيع اللقيمات جوار صديقتها بائعة الشاي رغم مطاردة سلطات المحلية، وقالت عوضية انها نامت ورأت في الاحلام البحر والسمك واصبحت تطهو الاسماك للصيادين في صاج صغير ثم اشترت بعض الاسماك وصارت تحمرها وتبيعها، ثم استاجرت دكانا صغيرا وصارت تأخذ الاسماك من الصيادين صباحا دون نقود ثم تقوم ببيعها وتسلمهم اجرها كاملا، وصار دكانها الصغير يكبر ويكبر ويكبر طوال 17 عاما من العمل المتواصل حتي صار الان في مساحة اكبر من 1500 متر مربع وصار قبلة للجميع مع خدمات الشوربة والسلطة والعصائر والدلفري وساعد المحل الشباب من الجنسين في توفير فرص عمل، وعوضية امرأة كريمة تقوم بإطعام الأطفال والسجينات وذوي الاحتياجات الخاصة، واقامت اخيرا حفل زفاف بمسرح اتحاد الفنانين لشابين يعملان بمطعمها. اُمية تدرّس المتعلمين رغم انها لا تعرف الكتابة ولا القراءة الا انها استطاعت تخريج ابناء وبنات سلكوا طريق العلم والمعرفة وتخرجوا في مجالات مختلفة واستطاعت الحاجة سعاد عبد الكريم بعزيمة واصرار وتربية على النهج الاسلامي القويم ان تخرج ضابط الجيش، امين المخازن، رجل الشرطة، ومهندس الميكانيكا ،والمحاسب والطبيب والمعلمة، والكيميائية والصحفية، وحملت الراية بعد رحيل رب الاسرة المكافح لتكون سندا وزادا ودافعا للتميز وكانت تتابع نجاح الابناء والبنات بالشكر للمولي والدعاء المستجاب ولأنها لم تحاول يوماً أن تقف أمام عدسات الكاميرات ولم تقابل أي مذيع فقد قررت أن أعرفكم بها وأن أنقل عنها تلك الصورة البسيطة لما قدمته وأعطته ووهبته لتعرفوا اما مثالية تكريمها نابع من سعادة أبنائها ووجودهم بجوارها في كل حين . يقول عنها الابناء انها حملت معاناة الأمومة وأوجاعها وحفرت في الصخر ونحتت في الجبال العاتية، وسعت لتصنع لأبنائها أفراحاً جديدة وقيمة، وحملت أوجاعها وأحزانها دون شكوي او أنين، لم تعرف الفرح ولا السعادة إلا بعد ان كبر العيال وقشوا الغبار فهي عرفت الفقد وذاقت مرارته، فقدت الزوج و الابن والأخ و الأخت، لكنها واصلت رحلتها وأجلت دموعها وأشجانها حتي يبلغ الابناء قمة الكمال التي كانت تتمناها لهم منذ نعومة أظفارهم. عرفت مرارة الحرمان وطعنتها أسهم الجوع والبرد والحاجة والترمل وغذت ابناءها بحبها وحنانها حتي عرفوا قيمة الفرح و النعمة، وفرضت علي نفسها ستارا من الزهد والتقشف وأخرجت كل ما لديها من حب وعطاء لتشهد صعود هؤلاء الصغار علي أكتافها وحبها لي الأعلي حيث شهدت تخرجهم وتفوقهم . وتقول عنها البنات انها عرفت بالتضحية والبذل والعطاء وأعطت كل ما لديها وبذلت كل ما بوسعها ولم تنتظر الجزاء أو الثواب ولا حتي كلمة شكر، وأفنت شبابها وجهدها وطاقاتها لتصنع من ابنائها شيئا تسعد به الأمة ويسعد به الوطن وتسعد به الأجيال القادمة. حملت كل هموم الكون و أحزان العالم والتفت بكل أوجاع الحزن والمرض ولم تبال إلا بأولئك الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة فألبستهم كل دروع الأحلام وزودتهم بطاقات الصبر والإيمان، وعلمتهم كيف يقفون أمام جدار الصعب وكيف يقهرون المستحيل وكيف يدارون قسوة الألم والفقد والحزن، وحاول الزمان أن يقهرها فقهرته، وحاول الحزن أن يقضي عليها فأسرته، وحاول الضياع أن يسلب منها صغارها فقضت عليه.