جاء المقال علي صفحتين بجريدة الصحافة العدد 6681 وأنكر فيه المولد وهاجم المسئولين وبيّض وهدّد وأرعد وكفّر ودعا إلي مناظرة في الصحف ونحن نرد عليه وعلي كل من أنكر المولد وكفر المؤمنين إن شاء الله كالآتي :- أولاً : الصورة والشكل وقد بدأ صاحب المقال بنشر صورته وشكله وقد ظّل يفعل ذلك في كثير من الصحف (صورة آخر وجاهة ?عيني باردة) وكذلك فعل شيوخه وأتباعهم ، وهو في مقاله ينتقد نشر صور المشائخ في المولد وقال إن ذلك بازار. وبناءً علي رأي التكفيرين المعتدلين فإن نشره لصورته هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ( فهم معوج للبدعة ) وبناءً على رأي التكفيرين المتشددين فإن ذلك كفر وشرك . قال الشاعر الجاهلي: ( لا تنه عن خلقِ وتأتيَ مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم ) والكلام عن الصور والأشكال يقودنا إلي حقيقة إيمانية هي أن أشكال وصور أهل الطاعة والأيمان يشع منها النور و الوقار، وأهل الموبقات و البدع والتكفير والعقائد الفاسدة وجوههم عليها ظلمة وغبرة وتتغير إلي أشكال غريبة . ( وليس المقصود اللحية فإنه زينة المؤمن ) والأعجب ( سبحان الله ) أنهم إذا رجعوا عن تلك الأشياء ترجع وجوههم إلي طبيعتها قال تعالى : (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ) وقال: (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) وقال : ( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ). و قال : (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) . وعليه يمكن معرفة صاحب الحق من صاحب الباطل من صورته وشكله. كما يمكن معرفة أصحاب الحق بكونهم يرون الرسل والأنبياء والملائكة والصالحين ويكلمونهم في اليقظة والمنام أما الآخرين فلا يحصل لهم ذلك. ثانياً : تحديد الجماعات التكفيرية يفرق صاحب المقال والصورة و البازار بين الجماعات التكفيرية علي أساس أنه وجماعته ليس منهم وهذا جيد ويقودنا إلى وتعريف التكفير وجماعاته كالآتي :- (1) التكفيريون هم جماعات إرهابية متطرفة تسفك الدماء وتتعدى على الحرمات إستناداً على أراء وفتاوي شيطانية باطلة تخالف الشرع والقانون . والتكفير هو من أكبر الفتن التى إبتلى بها المسلمون ويؤججهااليهود ومن والآهم . قال تعالي ( وَمَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً). (2) والتكفيريون يقومون أولاً بنشر فكر وفتاوي التكفير (وقد سمعت أحدهم يقول بأن لبس البناطلين وتجارتها كفر، وقد كفَّر احدهم ابأه ثم قتله وضرب آخر أباه ،وقد ذبحوا حارس قبة الشيخ إسماعيل الولي بالأبيض ). ثم تأتى المرحلة الثانية بحصولهم على السلاح ( والذي يأتى من اليهود) ثم تنفذ فتاوى التكفير بالقتل والتدمير. وعلي العموم فإن المسلمين إنقسموا إلى جماعات مختلفة أبرزها سنة وشيعة , ثم إلى جماعات تكفيرية وغير تكفيرية, وهي بدورها أنقسمت إلي جماعات تكفر فقط وجماعات تنفذ التكفير بالقتل وسفك الدماء ونستعرض أهمها فى محاولة لفهم الموضوع . (أ) جماعات التكفير من الشيعة : وهم يرفضون مذاهب أهل السنة كلّها ويّدعون بأن الخليفة هوسيدنا على وذريته فقط وينكرون خلافة غيره ويسبونهم ويسبون الصحابة وأم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) وينكرون أمومتها لهم، قال تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ويكفرون أهل السنة لمخالفتهم لهم في ذلك. ويعتقدون أن من واجبهم الأخذ بثأر مقتل سيدنا الحسين من أعدائه (أهل السنة) و يحتشدون فى يوم عاشورا وغيره لشحذ الهمم والتعبئة ويجيّشون أتباعهم للثأر. وهم لم يشرعوا فى قتل مخالفيهم فى السودان بعد (لانهم قلة) ولكنهم يفعلون ذلك في دول أخرى مثل العراق وما يحصل في سوريا هو إبادة من الشيعة لأهل السنة. (ب) جماعات التكفيرالمنسوبة لأهل السنة : يسميهم البعض المجّسمة والحلوليون لأنهم يعتقدون (والعياذ بالله ) بأن الله فى السماء والبعض يسميهم الخوارج لخروجهم عن إجماع الأمة ويسمونهم الخامسية لعدم تقيدهم بالمذاهب الفقهية الأربعة فأصبحوا يمثلون مذهباً خامساً جديداً ويسمون الجهويون لأنه جعلوا لله جهةً واتجاه وتسمي عقيدتهم عقيدة الصم البكم لأنهم يستندون فيها إلي حديث جارية صماء بكماء. ويسمونهم التكفيريين لتكفيرهم جل الأمة الإسلامية وقد كفروا الصوفية وهم الغالبية العظمى من المسلمين وكفروا الأخوان المسلمين وجماعة التبليغ وعلماء الأزهر ولم ينج من تكفيرهم أحد من السلف ولا الخلف إلا إبن تيمية وهم ينتسبون إليه ولكنهم يخالفونه فهو يمدح المتصوفة ويجلهم ولكن التكفيريين يسبونهم ويكفرونهم, ويدعى التكفيريون انتسابهم الى محمد بن عبد الوهاب ( الشيخ النجدى ) ولكن الرجل لم يدع الى سفك الدماء. وإن بلاده ( السعودية ) هي أكثر البلاد المتضررة من الأرهاب وهي أول وأهم الواقفين ضد الإرهاب والتطرف. ثالثاً : جواز الإحتفال بالمولد النبوي الشريف : (1) إن الأحتفال بالرسول صلي الله عليه وسلم ومولده وحبه هو من أهم أركان الدين ويدخل في معني كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) بل هو التحقق بها وتطبيقها عملياً . قال صلي الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتي يكون الله ورسوله أحب إليه ممّا سواهما ) . وقال تعالي : (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) وقال : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) . وقال : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) . فسمي الله الأنبياء رحمة والآية أمرت بالفرح برحمة الله ، وقد أجمع أهل الإسلام إن أفضل مخلوق علي الإطلاق هو حبيبنا ونبينا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، وهو أفضل وأكبر رحمة مهداة من الله إلي البشرية ، فالفرح به منصوص عليه في الآيات المذكورة . وهو في حقيقته فرح وشكر لله بما أنعم علينا وأرسل لنا رحمته سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . (2) وكان صلي الله عليه وسلم يصوم يوم الأثنين وعندما سئل عنه قال ذلك يوماً ولدت فيه . وثبت أن العذاب يخفف عن أبي لهب يوم الأثنين لأنه فرح فيه بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم. - وقد ورد عنه صلي الله عليه وسلم أنه صام يوم عاشوراء لأن اليهود كانوا يصمون ذلك اليوم الذي ولد فيه موسي وأنجاه الله فيه من الغرق فقال: نحن أولي بموسى منهم ( أي الفرح بموسي ) . وكذلك نحن أولي بعيسي من النصارة ( نفرح به وبأمه ) . وعيد الأضحية عند المسلمين هو فرح بنجاة سيدنا إسماعيل عندما فدي بذبح ٍ عظيم ، ومعظم شعائر الحج هي تكريماً وتخليداً لذكرى ماقامت به السيدة / هاجر وأبنها سيدنا إسماعيل وزوجها سيدنا إبراهيم . (3) وقد خلد القرآن وحكي مولد وقصص وسيرة وذكري كثير من الأنبياء و الصالحين . فحكي قصة مولد سيدنا موسي ورميه في اليم ورضاعته ونشأته عند ال فرعون وجميع سيرته . وحكي قصة مولد سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب ومولد السيدة مريم أبنة عمران وكراماتها وكيف كان يأتيها الطعام من عند الله . كذلك حكي قصة مولد سيدنا المسيح عليه السلام . ونحن نقرأ قصص مولد الأنبياء في القرآن يومياً. أفلا نقرأ قصة مولد وسيرة أفضل الخلق أجميعين ونفرح به صلي الله عليه وسلم . (4) فماهو حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ؟ والأجابة تقتضي تعريف ماهو المقصود بالمولد فالمولد يقصد به الفرح والاحتفال بمولد الرسول صلي الله عليه وسلم ، وفيه تقرأ قصة المولد وهي سيرة مختصرة لحياته صلي الله عليه وسلم ، وتقام الصلوات والأذكار والمحاضرات الدينية والصلاة علي النبي ويطعم الطعام و الحلوى، وقد أجمع أهل الإسلام والأيمان علي وجوب الأحتفال بالمولد النبوى الشريف ، وقد خرج عن ذلك الإجماع التكفريون . ويكون الأحتفال في شهر ربيع الأول من كل عام ، وأيضاً هناك احتفال إسبوعي يقام ليلة الجمعة وليلة الخميس من كل أسبوع فأي هذه الأعمال بدعة محرمة يريد التكفيريون أبطالها ؟؟ إن المقصود ليس إبطال المولد فقط بل المقصود هو هدم الإسلام لأن تلك الأعمال هي من أركان الإسلام . (5) والعبادات في الإسلام بعضها توقيفية أي لا يجوز تغير شكله مثل الصلاة ، ومنها ما لا يكون له شكل محدد مثل الذكر . قال تعالي : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) . وهناك العادات مثل الأكل والنوم وهي تكون عبادة إذا قصد بها طاعة الله ، وهكذا كل أفعال الإنسان يمكن أن تكون عبادة بالنيّة. (6) وليس للمولد شكل محدد وجاز للإنسان أن يحتفل به بأي طريقة يراها ولا نقول يجب علي الناس الاحتفال بالطريقة التي نحتفل بها في بلادنا ولكن وجب عليهم الفرح والاحتفال بالرسول صلي الله عليه وسلم بأي طريقة يرونها ويجب عليهم قراءة مولده أي سيرته في أوقات كثيرة ( وليس ذلك بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما يقول التكفيريون المعتدلون ولا يفرقون بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة ) . (7) إن التكفريين لا يحتفلون بالمولد ويكفّرون المحتفلين به ، وكان يمكن أن نحسن الظن بهم إذا أقروا بالمولد وأنكروا مايرونه خطأ ويبطلون المولد بسببه وهو الاختلاط . الذي جوزه البعض وأنكره آخرون ومنهم التكفيرون . علماً أن الحج مختلط والأماكن العامة والشوارع والبيوت مختلطة وكل المؤسسات العامة والخاصة والجامعات مختلطة فلماذا لم يكفّر التكفيريون من يقوم بذلك ويطالبوا بإبطاله بما فيه الحج خاصةً وأن الإختلاط في المولد هو أختلاط محترم ومحتشم للغاية كما في الحرم المكي ( ياناس أتقوا الله وتوبوا إليه ). (8) يستنكر صاحب المقال والصورة والبازار علي أحتجاج المؤمنين علي وجود جماعته و الجماعات التكفيرية في المولد. والرد علي ذلك هو إن جماعته يستنكرون الأحتفال بالمولد ويرونه بدعة . والتكفيريون يرونه كفراً !! وهم في خيمتهم لا يحتفلون بالمولد وإنما هم بمكبرات الصوت يصيحون بالسباب والشتائم وتكفير المؤمنين المحتفلين بالمولد. ( فهل يصح ذلك ؟؟؟ ) . (9) أشار صاحب المقال والصورة والبازار إلى أحداث المولد الأخيرة ، وما حدث هو أن مئات الإلوف من المؤمنين هبوا للدفاع عن دينهم ورسولهم وزحفوا علي من يكفرونهم ، ولكن الشيخ محمد حسن الفاتح قريب الله والشيخ احمد الصائم ديمة وعشرات الالوف من أتباعهم نصبوا من أنفسهم حائط بشري لحماية التكفيرين من الجموع الزاحفة عليهم ، ثم أخذوا يهدئون الناس وفضوا الأشتباك ولو لا ذلك لحدث ما لا يمكن تخيله . وقد قدموا درساً عملياً للتكفيرين في سماحة الدين الإسلامي والتصوف. رابعاً : إنتسابه إلي جماعة أنصار السنة (1) ينسب صاحب المقال والصورة والبازار نفسه إلي جماعة أنصار السنة وهذا الأسم في حد ذاته محاولة حديثة لإحتكار اسم السنة من قبل جماعة ظهرت حديثاً خاصةً وإن كل جماعة إسلامية تعتقد أنها هي الملتزمة بالكتاب والسنة دون غيرها . علماً بأن المتصوفة هم السواد الأعظم من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة ( الأصل ) ( علي وزن الحزب الفلاني الأصل ) . (2) ثم إن أنصار السنة يقولون أنهم ليس تكفيريين ولا يكفرون المؤمنين كما يفعل الخوارج ، و صاحب المقال والصورة والبازار أكد ذلك وبيض وجههم ولكنه كفّر المتصوفة المؤمنين في مقاله وعليه لا يصح له أن ينسب نفسه إلي جماعة أنصار السنة. خامساً : الرد علي موضوع التعايش السلمي إن التعايش السلمي بين الجماعات المسلمة مطلوب ولكن كيف يكون التعايش مع من يكفر الغالبية العظمي من المسلمين!!! والتكفير هو دعوة للقتل وسفك الدماء. ولكن علي الرغم من ذلك فإن الصوفية وهم أهل الجهاد والزهد في الدنيا وهم غالبية أهل الإسلام لم يرفعوا أبداً رآية الجهاد للرد ضد من يكفرونهم . إن التعايش بين المسلمين يكون باحترام بعضهم للبعض ويعزر بعضهم البعض فيما أختلفوا فيه ولا يكفر بعضهم البعض . ثم إن صاحب المقال يدعو إلي السلم ومقاله مشحون بالسباب والتكفير والتهديد للجماعات الأخرى والمسئولين . سادساً : أهم أراء التكفيرين التي يستندون إليها في تكفيرهم للمسلمين (1) يرى التكفيريون بأن الخروج على الحاكم المسلم كفر (وإن ظلم وفسد) لذلك تكاثروا فى ظل الدكتاتوريات وهم أحد إفرازاتها وأخطر مصائبها. (2) يعتقد التكفيريون بأن الله في السماء فوق العرش والكرسي (والعياذ بالله) استناداً إلى فهم بأطل للنصوص على أساس إن العبارات التي وردت حول صفات الله (من أمثال: على العرش، وفي ،وفوق، ونزل، وإستوى) تفهم وفق ما هو معرّف في اللغة العربية، وذلك خطأ والصحيح أن الله منزه عن المخلوقات ولا يحده زمان ولا مكان ولا يكون في المخلوق ولا يحل فيه. والمعرف في اللغة هو صفات المخلوقات المادية فقط ( التي لها جِرم) ولا ينطبق على المخلوقات الغير مادية مثل الملائكة والجن وموجات الراديو والتي عرفت صفات بعضها في علوم الفيزياء وبعضها غير معرف في أي علم ، فأما الخالق فليس كمثله شئ ، وإن تشابهت صفات الخالق مع المخلوق في اللفظ (مثل السمع ، والبصر، والكلام ، ونزل ، وجاء صفاً صفا ، ومثل نوره في مشكاة والمشكاة في زجاجة ) فإنها تختلف في المعني عن صفات المخلوقات . وشرح ذلك : ( بأن كلمة علي في : علي الله توكلنا ، ليست ككلمة علي في : علي الأرائك متكئون... وليست ككلمة علي في : من يعبد الله علي حرفٍ ... فكلمة علي وردت في القرآن بأكثر من خمسون معني مختلف ، وعلي كصفة لله هي غير ذلك كله ( علي العرش أستوى ) .. كما أن كلمة فوق في عبارة الكتاب فوق الدرج ، ليست هي كما في عبارة الأشعة الحمراء فوق البنفسجية، وذلك كله يختلف في شأن صفات الله سبحانه وتعالى مثل عبارة ( الله من فوق سبع سموات ) . (3) إن التكفيرين يفسرون صفات الخالق وصفات الكون بتفسير مادي بسيط بأن السبع سموات هي فوق بعض ( مثل طوابق العمارة) والسبع أرضين تحت السموات ويتطلب ذلك تحديد أتجاه (فوق وتحت ) وبفقد الإتجاه تبطل تلك العقيدة ، وعندما ثبت بأن الأرض كروية وبطل الإتجاه قال كبار علماء التكفيريون بأن القول بكروية الأرض هو كفر يخالف الدين وذلك لأنه يبطل عقيدتهم بأن الله ( والعياذ بالله ) فوق العرش فوق سبع سموات . فالخالق موجود وجوداً منزه عن المكان والزمان وعن كل المخلوقات ولا نعرف شكل وجوده . ولكن التكفيريين يصرون علي إن صفات الخالق هي الصفات المعرفة في الغة العربية. ويكفرون من يخالفهم. (4) إن علم الفيزياء الحديث وفق نظرية النسبية لأنشطائن أثبت بأن الكون المعلوم والمشاهد أمامنا مقيد ومحكوم بذبذبة محددة وأنه يمكن أن توجد أكوان أخري بذبذبات مختلفة وذلك مثل قنوات التلفزيون المختلفة فكما توجد قنوات مثل الجزيرة والعربية والشروق والسودان .... الخ ، كذلك تكون الأكوان كل عالم في ذبذبة خاصة به مختلفة عن العوالم الآخري ، وقد أثبت الدين وجود عالم الملائكة و الجن وأكد أن لهم بيوت وأسواق ولكن لا نراهم ، وتفسير ذلك أن عالمهم في ذبذبة مختلفة عن عالمنا ، والسفر بين العوالم يكون بتغير الذبذبات لا بقطع المسافات ( كما تغير من قناة الجزيرة إلي قناة العربية ) والسماء وفق ذلك هي الحد الفاصل بين عالم وعالم آخر . ولقد قرأت في كتاب أسمه حوار مع صديقى الجن المسلم ، كتبه رجل دين مصري ، وقد عرف صديقه الجني عالمهم بذات التعريف الذي أثبتته النظرية النسبية ، وقال أنهم عندما يريدون السفر ( الإنتقال ) إلي عالمنا فإنهم يغيرون ذبذبة أجسامهم وإن ذلك مرهق جداً لهم . فليس الأمر كما يقول التكفيريون بأن الكون مثل العمارة لها سبع طوابق عليا وسبع طوابق دنيا والله من فوق ذلك . (5) وفي شأن الأيات القرآنية من أمثال:( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ? وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ? وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) يرى التكفيريون إن هذه الآيات قد عطلت بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم وإنها كانت في حياته فقط وأنكروا الأحاديث التي تؤكد أنه صلي الله عليه وسلم يستغفر لنا بعد انتقاله ، ولكنهم يؤمنون بالأحاديث التي تؤكد بأنه صلي الله عليه وسلم بعد وفاته يسمع السلام ويرده في تشهد الصلاة وغيره ويقرّون بأن السلام والإسغفار والصلاة علينا ثلاثتها تعنى دعاء الله فإذا ثبت السلام ثبت الإستغفار والصلاة علينا ، ولكن التكفيريين يصرون على أن سيدنا رسول صلي الله عليه وسلم لا يستغفر لهم ويكفرون من يخالفهم ( وذلك شأنهم وحدهم والعياذ بالله ). قال تعالي : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ) . (6) يقول التكفيريون بأن الإستعانة بغير الله كفر في حين إن الإستعانة بالمخلوقات جائزة وفي بعض الأحيان تكون واجبة كالاستعانة بالطبيب والدواء ، وأن الكفر يكون فقط في الإعتقاد بأن المخلوقات تنفع بذاتها من دون الله أما الإعتقاد بأن المخلوقات تنفع بالله أي أن نفعها من الله فإن ذلك هو التوحيد بعينه . ومن جهلهم أنهم لا يعرفون الفرق بين فعل الله الخلقى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) وبين فعل المخلوق الكسبى (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ). والاستعانة في التوحيد تعني ببساطة أعطينا مما أعطاك الله. (7) يرى التكفيريون بأن القبور و القباب وثن وشرك لا يجوز زيارتها للدعاء ويكفرون مخالفيهم ويسمونهم القبوريون ، وقد خالفوا في ذلك اجماع الأمة ، وهم يدعون إلى هدم القباب بما فيها قبته صلي الله عليه وسلم ويرون أن ذلك من أعظم القربات، وقد أمتنع كبار مشايخهم عن زيارة المدينةالمنورة وأشترطوا إزالة القبة النبوية الشريفة ( والعياذ بالله)، علماً بأن الأنبياء و معظم علماء الأمة وصالحيها مدفونون إما داخل مساجد أو في قباب ومن أشهرهم الإمام الشافعي وسيدنا الحسين وأخته السيدة زينب في مصر وغيرهم الآلآف.( والحقيقة الجماعة ديل مادامت عندهم مشكلة مع القبور ماعارف عايزين يندفنوا وين ؟ ما فضل إلا البحر يرتاحوا من الزوار والأزعاج و حينئذٍ يسمونهم البحارة أو البحريون علي وزن القبوريون ).
