٭ تشرع القوى السياسية السودانية مجتمعة ببذوغ فجر اليوم في تنفيذ الاستحقاق قبل الاخير في اتفاقية السلام الشامل وسط إهتمام محلي ودولي بأول انتخابات تعددية تجرى في البلاد بعد نحو عشرين عاماً، وتشترك أحزاب جديدة من أجل إرساء دعائم التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة غير أن مواقف الاحزاب كما سبق ان اشرنا اليها في مقال سابق بأن بها الكثير من الاضطراب حيث انها تعاملت مع العملية الانتخابية بحساب الربح والخسارة ولتضمين الربح افترضت أن هناك قيوداً على المنافسة على الرغم من وجود قانون ينظم العملية الانتخابية فموقف حزب الامة صاحب آخر أغلبية برلمانية سمته الخشية من الخسارة فكان حري بالإمام الصادق المهدي توسيع هامش الحرية الذي تحدث عنه من خلال (الجهاد المدني) فان يكون اشتراكها في الانتخابات مشروط بنجاحها فهذه الاحزاب التي تنسحب الصباح وتعود المساء من اين لزعامتها .ان الناخب الذي هو بالطبع معني بهذه الانتخابات لا يعبأ بحقه في الممارسة السياسية من خلال اختيار الجهاز التشريعي والتنفيذي لماذا وأدت هذه الاحزاب احلام قواعدها ما هى المبررات لهذا الإهمال المتعمد والتقاعس عن التصدي للمسؤولية الوطنية . العبر امام قادة الاحزاب كثيرة من حولنا فصراع الشعوب من أجل الديمقراطية لم يكن بلا تنازع من كوريا الجنوبية وبنجلاديش وباكستان وبورما الى الهند التي ارست ديمقراطية فريدة ومستقرة رغم التباين الديني والعرقي والثقافي كل هذه البلدان ارست دستوراً للحكم كان بمثابة حجر الزاوية للاستقرار. انسحاب الأحزاب التي كانت تعد نفسها لهذه اللحظة قبل ست سنوات يؤكد عجز هذه الاحزاب عن تحمل تبعات التحول الديمقراطي في ظل توافر فرص واسعة جداً وإصغاء منقطع النظير من قبل الناخبين لبرامج الاحزاب والمترشحين المتنافسين على مختلف المستويات. وبالرجوع الى موقف حزب الامة ومقاطعته للانتخابات الشواهد تقول إنه سيخسر أكثر من خلال المقاطعة ولا سيما انه يعاني من مشكلات كثيرة ، حيث انعقاد مؤتمره العام حيث لا يزال الخلاف محتدماً حول قيادته وامانته العامة كما أنه سلفا يعاني من انشقاقات ربما تستمر فتمحو اسمه في ظل صراعاته الداخلية وكذلك غيابه المتعمد عن المشاركة في سباق الانتخابات.. فإن كان الإمام الصادق المهدي يريد من وراء انسحابه احراج المؤتمر الوطني وعدم إضفاء الشرعية على العملية الانتخابية فإن هناك أحزاباً انشقت من حزبه فهى ليست صغيرة بل ستكبر وترث قواعده وفق الحسابات السياسية لأن هناك تذمراً من قواعد الحزب خصوصاً اولئك المرشحون الذين صرفوا من المال الكثير والذين يرون ان الانسحاب جاء استجابة لرغبات رئيس الحزب دونما ادنى إعتبار لهم- الغريب في أمر الإمام الصادق انه كان الاقرب الى نظام البشير فمن منا من لا يذكر (الفيل) الذي اصطاده الإمام اتفاق نداء السودان في جيبوتي فضلاً عن اتفاق التراضي الوطني الذي تم توقيعه مع المؤتمر الوطني ،أيضاً وقوف الامام الصادق في دكة المتفرجين في مرحلة دقيقة وينتظرونه ان يلعب دوراً في التحول الى دولة المؤسسات التي جاهد واجتهد من أجل بنائها، فليس بالضرورة ان يفوز بل الضروري أبداً مشاركته- ما يدعو للحيرة ان الصادق الزعيم المعارض الوحيد الذي اتفق مع المؤتمر الوطني في مرات عديدة رغم ذلك فهو أول المعارضين. ولنا عودة