أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عوافي - أسرية
نشر في الصحافة يوم 15 - 04 - 2012


التفاهم إكسير الحياة الزوجية السعيدة
الخرطوم: عوض نميري
تظل السعادة من أهم المتطلبات الحياتية في مجتمعنا، ويسعى كل إنسان لها سعياً حثيثاً، وينشدها ويرجو ايجادها في دربه.. ودوامها بمعيشته، لينعم بالأمن والاستقرار، ويجد نفسه في فضاءات واسعة يتنقل فيها بآماله العريضة الوارفة في أرجائها كيفما يشاء، مبتعداً بذلك عن حياة تتلبدها غيوم الاسى وسحابات الحزن.. وبذلك دلفنا بأوراقنا نقلب حيثيات السعادة وكيفيتها والطريق الذي يقودنا الى تحقيقها الدائم والمستمر في حياتنا الزوجية، لتصبح حياة هانئة مطمئنة.
ومن خلال تقصي حياتنا اليومية في مجتمعنا السوداني، خول لنا ان نقول إن السعادة لاثنين فقط بالامنيات السرمدية والاحلام الوارفة والآمال الجياشة فقط بقدر ما تحتاج منا إلى القيام بأشياء من شأنها ان تجعلنا سعداء، وقد ظهر من خلال الملاحظة في كثير من عناصر المجتمع أن هناك فئة تنشدها بشدة إلا انها تضل الطريق اليها، وتظل حائرة في ايجاد المخرج المؤدي اليها نحو اسرة يحفها هذا المعنى الكبير..
إلا ان ذلك البحث المضني يجب أن يتبعه تفكير مع وقفة فاحصة نحو المستقبل ودراسة المرحلة التي يسعى الانسان إلى خوضها بحيث عليه ايجاد لغة التفاهم بينه والعنصر الآخر. وانعدام تلك اللغة دائماً ما يؤدي لفشل العلاقات الزوجية، وإن لم يحدث ذلك سيكون جوها معكراً.
بهذا فقد وضحت لنا أهمية التفاهم المتبادل بين ارباب الاسرة، كما يعد الحب بمعانيه الكبيرة والمختلفة اكبر المكاسب التي تتفتت عندها اعتى مشكلات الحياة الكثيرة.
وذهب آخرون في رأيهم إلى أن الصراحة مهمة بين الزوجين، لأنها تختصر أشياء كثيرة من شأنها ان تقود بذلك المنحى الى خلق روح طيبة بينهما الاثنين، كما يخلق ذلك تقديراً واحتراماً فيما بينهما، وينعكس ذلك على حياتهما الزوجية ويقودهما نحو اقتناء سعادة وارفة.
فهذا النفر من الذين يرون ذلك يشددون على أن تكون لائحة العيوب هى الاولى، بمعنى أن المحاسن تأتي لا محالة، بينما العيوب عندما تأتي على علم سابق فعلى الآخر أن يحاول إصلاحها أو وجود عذر اذا لم يستطع تلافيها.
ونتيجة لذلك يتفادى الزوجان الصراعات الكثيرة والخلافات التي كثيراً ما تشكل حاجزاً بين الازواج، وقد تؤدي تراكماتها الى انفصال.
كما أنهما في حاجة ماسة الى كل لحظة تمر من حياتهما وتكريسها لتربية الابناء وتلبية متطلبات عش الزوجية المتعددة، وفق ظروف طاردة وضاغطة تحتم علينا النأى عن إهدار الوقت في أشياء لا فائدة منها.
وفي هذا يرى البعض أن الأبناء يحملون في أنفسهم انطباعاً غير طيب عما يبدر من والديهما من خلال الصراع، كما أنه قد يؤدي الى أمراض نفسية متعددة ويحدث انقسام في الاسرة من جانب الوالد والام، وهكذا نكون قد سمحنا بتفكيك أواصر الاسرة وأغلقنا الباب أمام السعادة، فكيف إذن نطلبها؟!
لا شك أن الأسرة السعيدة هى التي عنوانها الحب الحقيقي ومضمونها التفاهم المتبادل بين ركائز الاسرة في صورة لا تخطئ أبعادها الاحترام!! ولا سيما إن كانت هناك أسرة تضمنت مثل هكذا ملامح فإنها قد ضلت السعادة!! بل على العكس لأننا نشهد أسراً لا يشوبها حزن ولا يغشاها بعاد وفراق وحال متردٍ.
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك رأياً ذهب لاهمية السماح لانفسنا والجلوس في التفكير الجدي والمضني في كيفية العبور بالحياة الزوجية التي تعد نقطة تحول لحياة الفرد، ويجب وضع كل صغيرة وكبيرة في الحسبان لأنها الحياة الزوجية حياة طويلة مليئة بمتغيرات الأمور، وتحتاج منا إلى امتلاك الحكمة التي من شأنها ان تقود الازواج نحو بر آمن من شأنه تطويع السعادة وامتلاكها.. كما يلعب الصبر على متقلبات الحياة دوراً كبيراً في تحمل الآخر، فهما أشبه بحال اثنين في قارب يجدفان معاً دون تخاذل حتى تمضي مسيرة ذلك القارب.. فإن تقاعس طرف من الاثنين دار القارب في مكانه دون المضي قدماً نحو الأمام.. وبهذا فإن التعاون والتفاهم المتبادل بين الزواج يعد أهم الاهداف والطريق الذي يؤدي الى السعادة الزوجية.
وعندما قلنا.. بكل بساطة.. التفاهم يقود الى حياة زوجية سعيدة.. كنا نعني ذلك حقاً من خلال تفهمنا لبعضنا البعض، مع اختيار اوقات مناسبة للحوار وإصلاح الاخطاء، مع تقديم الملاحظات السالبة وعدم جهل الموجبات والمحاسن وتشجيعها.
كما ينوِّه الباحثون الاجتماعيون بخطورة النزاع بين الزوجين أمام الاطفال والابناء، لأن ذلك يشكل مشكلات نفسية في نفوس هؤلاء النشء.
ويجب أن يناقش الزوجان أمورهما التي تعنيهما بصورة ملائمة وتتناسب مع أصول التربية الرشيدة الحكيمة.
كما ذهب آخرون إلى أن أهم شيء لأبليس اللعين هو احداث فراق بين زوجين.. وتأليب الأجواء وتعكير صفوهما.. إذن لا بد من الوعي لهذه العوامل الخفية التي تلعب دوراً في خلق صراعات قد تؤدي الى طلاق وخلافه.. كما يجب امتلاك ناصية للصبر والرشاد حتى يحافظ المجتمع على تماسك الاسرة ويبتعد بها بعيداً عن التفكك، ناشرين بذلك أجمل صورة للتفاهم المتبادل.. وضاربين أروع لوحات الاحترام في سماحته الممزوجة بقيم هذا البلد الطيب الجميل.. مخلفين له أبناءً رضعوا من ثدي حلاوة ذلك الفيض من التسامح.. في مشهد يحكي سيناريو جني ثمار طيبة لغرس أطيب.. مفاده تمتين وترسيخ قيمة أصيلة ومبدأ رشيداً يحجب عن مجتمعنا الشوائب التي تحاول اللحاق به في هذه الآونة.
زينة المرأة بين الشلوخ والبدرة
الخرطوم: تهاني عثمان
المرأة وعالم الجمال صنوان لا يكادان يفترقان الا في الأوضاع النشاز، لتظل الانثى تبحث عن الجمال وتتحرى الطرق الموصلة اليه في كل العصور، ولابراز جمالها ارتضت لذاتها الألم وصبرت عليه ورسمته على خدود بناتها وشفاههن بالابر والشفرات الحادة، الي ان جاءت حركة التطور الحضاري لتبرز ادوات جمالية سهلة في الاستخدام وقابلة للتغيير، فقبل خمسينيات القرن الماضي استخدمت الشلوخ زينة تبرز جماليات المرأة ، ولا زالت هناك بعض الخدود الحاملة لخطوط الشلوخ موجودة ولكنها أخذت تتلاشى بقوة شديدة، ففي الوقت الذي كانت فيه تمثل ميزة جمالية، اصبحت الآن لا تعد الآن سوى لوحة تعكس التاريخ والماضي والحقب الزمنية ودلالات المكان والانتماء .
وعملية «التشليخ» في حد ذاتها عملية قاسية ومؤلمة للغاية، خاصة أنها تستخدم فيها أدوات تقليدية مثل «السكين» او «الامواس» في الزمن المتطور، وتكون النتيجة في كلتا الحالتين نزفاً للكثير من الدماء التي تحكي عن قصة نزف في رحلة البحث عن الجمال، وعن الطريقة التي يتم بها التشليخ جلست الى الحاجة السارة بت ضو البيت التي استدعت امامي كل تفاصيل صور الماضي وهي التي عاصرت هذه الفترة عندما ارتسمت على صفحات وجهها ثلاثة خطوط طولية استندت إلى قاعدة خط عرضي «ثلاثة مطارق وعارض»، وحدثتني وقالت: ان الشلاخة هي امرأة تكون معروفة وتطوف القرى والحلال لتقوم بتشليخ البنات، وفي زمننا كانت تجمع البنات في بيت العمدة وتأتي المرأة تسوق بناتها، وكانت النساء الكبيرات في السن «الحبوبات» يمسكن الصغار لمن يريدون تشليخهن، وبعد الفصدة يكون هناك قرض مسحون جاهز يتم حشو الجرح به، وكلما كان الشلخ عميقا يتم حشوه بكمية من القرض، ويكون عندها الشلخ بعد أن يبرأ عميقا وجميلاً «زي حيضان الرجلة» وتقول ان الشلوخ تورم الوجه الي درجة لا تستطيع معها المشلخة الاكل او الشرب بالطريقة العادية لاكثر من ثلاثة ايام واحيانا اسبوع واكثر حسب جلد البنت، وبعدها يتم تنظيف الجرح من القرض ويكون ذلك «بقش الحنقوق القوي» وهو الجزء القوي من سعف شجر الدوم حتى ينزف الجرح من جديد دم أحمر ومن ثم يعاد حشوه ثانية، وبعدها تغسل وجهها بماء القرض الي ان يبرأ الجرح.
اذن هي رحلة البحث عن الجمال وان كان يتم رسمه بطريقة دائمة على صفحات الوجه، لكن في حديثنا عن الشلوخ لا نستطيع بأي حال تجاوز كتاب الشلوخ لمؤلفه البروفيسور يوسف فضل الذي يقول فيه: ان الشلوخ شائعة بين سكان المنطقة النيلية الواقعة شمال السودان، وانه كانت للشلوخ مفاهيم اخرى غير الجمالية، ولكن بمرور الوقت اكتسبت مفاهيم جديدة، فصارت النساء تتشلخ بغرض الزينة والجمال، واصبحت ذات دلالات قبلية فلكل قبيلة شلوخ تميزها، ويعتبر الشايقية من اكثر القبائل التي تؤمن بقيمة الشلوخ الجمالية، ولا زالت الشلوخ تزين بعض الوجوة ولكنها في الغالب لانأس تجاوزوا الخمسين، وبشكل استثنائي ونادر جدا تجدها عند بعض الشباب.
وحدثني عنها الخبير بثقافات السودان البروفيسور محمد المهدي البشري قائلاً ان الشلوخ كانت لها عدة وظائف، قبلية وعلاجية وجمالية خاصة بالمرأة، حيث كان يعتقد أنها تكسب الوجه جمالاً، ولكن بعد تغيير مفاهيم الجمال اصبح النظر اليها باعتبارها عادة متخلفة خاصة في المدن الكبيرة التي اثر عليها الاعلام والتعليم في الخرطوم وود مدني، واتخذت تتراجع الى ان اقتصرت الآن على القبائل البدوية الرعوية والعرب الرحل الهواوير والكبابيش.
وإن كانت الشلوخ ليست قاصرة على النساء فقط، الا أننا نجد ان «دق الشلوفة» كان هو الزينة الخاصة بالنساء فقط، لذا لم يكن له هدف غير الزينة، وتقول لي حاجة التومة بنت عمر انها عندما تقدم لها زوجها طالبا يدها كان « دق الشلوفة » هي الخطوة التي اجريت لها في مرحلة اعدادها لبيت الزوجية، وقالت: «ان حبوباتي رحيمن الله، مسكوني من رأسي وبدأت امرأة متخصصة في دق الشلوفة جابوها من الحلة المجاورة لي حلتنا في طعن شفتي السفلي بالابرة مرات ومرات والدم ينزف لمن ما فضل مكان ما طعنتني فيهو، وبعدها حشو لي شفتي بالكحل، وتلاتة أيام انا بشرب بي البراد وبأكلوني العصيدة اللينة وانا راقدة على قفاي». ولكن شتان ما بين البحث عن الجمال نزفا وما وصل اليه الحال بعد خمسين عاما، بعد ما اصبحت ادوات التجميل من أكثر الادوات وفرة وبساطة وسهولة في الاستخدام، بل حتي في متناول اليد ووفرة في الاسواق، حيث تقول سناء السيد طالبة جامعية إنه من السهل جدا التحكم في الجمال بدرجة كبيرة جدا، من خلال لون البشرة ولون المكياج، فكل بشرة لديها الوان محددة، ويختلف المكياج باختلاف الوقت والمناسبة، فهناك مكياج يتناسب مع الليل وآخر يتناسب مع النهار، واصبحت هناك انواع كثيرة من الروج بعكس الماضي، حيث كان «احمر الشفاه» هو اللون الوحيد المتوفر، وكذلك البدرة منها انواع السائلة والبدرة الجافة والفاونديشن. وتوفر هذه الادوات من الزينة منحنا فرصة للتجديد والتغيير، وتساعد خبيرات التجميل في توفير المعلومات عن تناسب الالوان والادوات المناسبة لكل لون بشرة بطريقة مختلفة.
العزابة الجدد.. كسب قلوب المالكين وكسر فؤاد الإناث
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
نبذهم المجتمع ذات يوم والصق بهم وصمة مازالت سارية الى يومنا هذا، وبالرغم من ان لقب «العزابة» لا علاقة له بكلمة العذاب وانما اشتقت من معنى الشخص الذي لم يتزوج بعد، فإن الكلمة مازالت الى اليوم تترصدهم، فقد كانوا اشخاصا غير مرحب بهم وسط سكان الاحياء، الا لمن اضطرته الظروف المادية القاهرة لايجار احد منازله لهم او الملاك الذين اشتهروا بامتلاكهم عدداً كبيراً من المنازل، بيد ان تغيراً جديداً طرأ على نظرة المجتمع الى «العزابة» وطريقة نظرتهم الى انفسهم، فقد بات «العزابة» الآن محل اعجاب الجميع، ويجدون الاحترام من ملاك المنازل الذين طالموا رفضوهم في السابق.
«الصحافة» تميط اللثام عن السر الكبير، وتتبع خطى «العزابة» من السير في طرق الآلام القديمة الى دروب الورود التي كللت مسيرتهم الحاضرة.
ويعتبر «العزابة» الفئة العمرية الشابة، وطائفة «العزابة» اختصت بها المدن والبلدات وليس القرى والارياف، فالمدن تحتاج الى من يقدم فيها المنتجات، وسواء أكانت تلك المنتجات سلعا ام خدمات فإن الحاجة الى عمال وموظفين وتجار تستلزم وجودهم، وكان «العزابة» يستأجرون منازل في الاحياء باعداد كبيرة، وكانوا غير مرحب بهم وسط الاحياء السكنية لجهة أصواتهم العالية، وعودتهم المتأخرة في منتصف الليالي بعد انتهاء المباريات الرياضية وعروض السينما والحفلات الغنائية، وتشكل مياه «البالوعات» الآسنة من منازل «العزابة» إحدى ابرز المشكلات التي واجهت العلاقة بين سكان الاحياء و «العزابة».
بيد أن فجرا جديدا قد لاح في العلاقات بين سكان الاحياء السكنية وجموع «العزابة»، فقد شهدت السنوات الاولى للقرن الواحد والعشرين وبعد سياسات التحرير الاقتصادي دخول الشركات متعددة الجنسيات وشركات النفط والشركات العاملة في مجالات المعلوماتية والاتصالات، وعدد كبير من الشركات الخاصة الوطنية والعالمية، وهنا وجد العديد من الخريجين الفرصة في الحصول على وظائف مغرية بمرتبات خيالية لم يحلم بها احد من قبل، وساهم التقدم التكنولوجي باختراعاته الجديدة والمتجددة كل يوم في سهولة الحياة، ولم تعد لهؤلاء الشباب الرغبة في الزواج المبكر، فغسالات الفل اتوماتيك والثلاجات الذكية وشاشات العرض البلازمية ذات الابعاد الثلاثية والتي قاربت في حجمها شاشة السينما سكوب، جعلت الجميع يشعر بسهولة الحياة وامكانية قضاء الاوقات في متعة دون مشقة تذكر. وساهمت خدمات التوصيل الفوري «الديلفري» التابعة لسلاسل المطاعم الفاخرة والمنتشرة عند كل زقاق في اشباع امعاء «العزابة» الجدد، وزاد احساس «العزابة» بالضمان والثقة بالمستقبل مع توفر التقنية المصرفية من بطاقات الصراف الآلي وخدمات التمويل البنكي.. وعندها لم يعد أحد يفكر في الارتباط بزوجة قد تحد من حريته التي اشتراها بقيمة مرتبه العالي.
يقول انور المهندس في مجال المعلوماتية الذي سيدخل سن الاربعين بعد اسبوعين، انه الآن يشهد قمة رضائه عن نفسه، مؤكدا انه حقق كل ما يتمناه، مشيراً الى فترة ال «15» سنة الماضية التي امضاها عازباً ووصفها بأنها ازهى حقبة في حياته ولن تتكرر ابداً. ويعترف أنور بأن فترة العزوبية التي أمضاها جعلته غير متحمس لفكرة الزواج، مضيفاً: لقد تعلمت أن أفعل كل شيء لوحدي، مؤكداً أنه متخوف من الارتباط بزوجة قد تحد من حريته المكتسبة على حد وصفه، بينما يؤكد سمسار العقارات علي إبراهيم أن «العزابة» باتوا اليوم مفضلين عند سكان الاحياء، مشيراً الى مقدرتهم على دفع مقدم ستة اشهر، موضحا ان المنزل المكون من غرفتين يستاجره ثلاثة من «العزابة» فقط، مبيناً ان «العزابة» الجدد يحافظون على نظافة وصيانة المنزل وكأنه لم يُسكن من قبل، مضيفاً أنهم ليس لديهم اطفال «يخربشون» الطلاء.
واليوم باتت حقيقة قبول سكان الأحياء «العزابة» جديرة بالملاحظة، فهم يدفعون مقدماً وينتظمون في دفع الإيجار، ولا يسببون إزعاجاً كما في الماضي، وفوق كل ذلك فإنهم يساهمون بسياراتهم في مناسبات الأفراح والأتراح لسكان الحي الذي يقطنون فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.