مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عوافي - أسرية
نشر في الصحافة يوم 15 - 04 - 2012


التفاهم إكسير الحياة الزوجية السعيدة
الخرطوم: عوض نميري
تظل السعادة من أهم المتطلبات الحياتية في مجتمعنا، ويسعى كل إنسان لها سعياً حثيثاً، وينشدها ويرجو ايجادها في دربه.. ودوامها بمعيشته، لينعم بالأمن والاستقرار، ويجد نفسه في فضاءات واسعة يتنقل فيها بآماله العريضة الوارفة في أرجائها كيفما يشاء، مبتعداً بذلك عن حياة تتلبدها غيوم الاسى وسحابات الحزن.. وبذلك دلفنا بأوراقنا نقلب حيثيات السعادة وكيفيتها والطريق الذي يقودنا الى تحقيقها الدائم والمستمر في حياتنا الزوجية، لتصبح حياة هانئة مطمئنة.
ومن خلال تقصي حياتنا اليومية في مجتمعنا السوداني، خول لنا ان نقول إن السعادة لاثنين فقط بالامنيات السرمدية والاحلام الوارفة والآمال الجياشة فقط بقدر ما تحتاج منا إلى القيام بأشياء من شأنها ان تجعلنا سعداء، وقد ظهر من خلال الملاحظة في كثير من عناصر المجتمع أن هناك فئة تنشدها بشدة إلا انها تضل الطريق اليها، وتظل حائرة في ايجاد المخرج المؤدي اليها نحو اسرة يحفها هذا المعنى الكبير..
إلا ان ذلك البحث المضني يجب أن يتبعه تفكير مع وقفة فاحصة نحو المستقبل ودراسة المرحلة التي يسعى الانسان إلى خوضها بحيث عليه ايجاد لغة التفاهم بينه والعنصر الآخر. وانعدام تلك اللغة دائماً ما يؤدي لفشل العلاقات الزوجية، وإن لم يحدث ذلك سيكون جوها معكراً.
بهذا فقد وضحت لنا أهمية التفاهم المتبادل بين ارباب الاسرة، كما يعد الحب بمعانيه الكبيرة والمختلفة اكبر المكاسب التي تتفتت عندها اعتى مشكلات الحياة الكثيرة.
وذهب آخرون في رأيهم إلى أن الصراحة مهمة بين الزوجين، لأنها تختصر أشياء كثيرة من شأنها ان تقود بذلك المنحى الى خلق روح طيبة بينهما الاثنين، كما يخلق ذلك تقديراً واحتراماً فيما بينهما، وينعكس ذلك على حياتهما الزوجية ويقودهما نحو اقتناء سعادة وارفة.
فهذا النفر من الذين يرون ذلك يشددون على أن تكون لائحة العيوب هى الاولى، بمعنى أن المحاسن تأتي لا محالة، بينما العيوب عندما تأتي على علم سابق فعلى الآخر أن يحاول إصلاحها أو وجود عذر اذا لم يستطع تلافيها.
ونتيجة لذلك يتفادى الزوجان الصراعات الكثيرة والخلافات التي كثيراً ما تشكل حاجزاً بين الازواج، وقد تؤدي تراكماتها الى انفصال.
كما أنهما في حاجة ماسة الى كل لحظة تمر من حياتهما وتكريسها لتربية الابناء وتلبية متطلبات عش الزوجية المتعددة، وفق ظروف طاردة وضاغطة تحتم علينا النأى عن إهدار الوقت في أشياء لا فائدة منها.
وفي هذا يرى البعض أن الأبناء يحملون في أنفسهم انطباعاً غير طيب عما يبدر من والديهما من خلال الصراع، كما أنه قد يؤدي الى أمراض نفسية متعددة ويحدث انقسام في الاسرة من جانب الوالد والام، وهكذا نكون قد سمحنا بتفكيك أواصر الاسرة وأغلقنا الباب أمام السعادة، فكيف إذن نطلبها؟!
لا شك أن الأسرة السعيدة هى التي عنوانها الحب الحقيقي ومضمونها التفاهم المتبادل بين ركائز الاسرة في صورة لا تخطئ أبعادها الاحترام!! ولا سيما إن كانت هناك أسرة تضمنت مثل هكذا ملامح فإنها قد ضلت السعادة!! بل على العكس لأننا نشهد أسراً لا يشوبها حزن ولا يغشاها بعاد وفراق وحال متردٍ.
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك رأياً ذهب لاهمية السماح لانفسنا والجلوس في التفكير الجدي والمضني في كيفية العبور بالحياة الزوجية التي تعد نقطة تحول لحياة الفرد، ويجب وضع كل صغيرة وكبيرة في الحسبان لأنها الحياة الزوجية حياة طويلة مليئة بمتغيرات الأمور، وتحتاج منا إلى امتلاك الحكمة التي من شأنها ان تقود الازواج نحو بر آمن من شأنه تطويع السعادة وامتلاكها.. كما يلعب الصبر على متقلبات الحياة دوراً كبيراً في تحمل الآخر، فهما أشبه بحال اثنين في قارب يجدفان معاً دون تخاذل حتى تمضي مسيرة ذلك القارب.. فإن تقاعس طرف من الاثنين دار القارب في مكانه دون المضي قدماً نحو الأمام.. وبهذا فإن التعاون والتفاهم المتبادل بين الزواج يعد أهم الاهداف والطريق الذي يؤدي الى السعادة الزوجية.
وعندما قلنا.. بكل بساطة.. التفاهم يقود الى حياة زوجية سعيدة.. كنا نعني ذلك حقاً من خلال تفهمنا لبعضنا البعض، مع اختيار اوقات مناسبة للحوار وإصلاح الاخطاء، مع تقديم الملاحظات السالبة وعدم جهل الموجبات والمحاسن وتشجيعها.
كما ينوِّه الباحثون الاجتماعيون بخطورة النزاع بين الزوجين أمام الاطفال والابناء، لأن ذلك يشكل مشكلات نفسية في نفوس هؤلاء النشء.
ويجب أن يناقش الزوجان أمورهما التي تعنيهما بصورة ملائمة وتتناسب مع أصول التربية الرشيدة الحكيمة.
كما ذهب آخرون إلى أن أهم شيء لأبليس اللعين هو احداث فراق بين زوجين.. وتأليب الأجواء وتعكير صفوهما.. إذن لا بد من الوعي لهذه العوامل الخفية التي تلعب دوراً في خلق صراعات قد تؤدي الى طلاق وخلافه.. كما يجب امتلاك ناصية للصبر والرشاد حتى يحافظ المجتمع على تماسك الاسرة ويبتعد بها بعيداً عن التفكك، ناشرين بذلك أجمل صورة للتفاهم المتبادل.. وضاربين أروع لوحات الاحترام في سماحته الممزوجة بقيم هذا البلد الطيب الجميل.. مخلفين له أبناءً رضعوا من ثدي حلاوة ذلك الفيض من التسامح.. في مشهد يحكي سيناريو جني ثمار طيبة لغرس أطيب.. مفاده تمتين وترسيخ قيمة أصيلة ومبدأ رشيداً يحجب عن مجتمعنا الشوائب التي تحاول اللحاق به في هذه الآونة.
زينة المرأة بين الشلوخ والبدرة
الخرطوم: تهاني عثمان
المرأة وعالم الجمال صنوان لا يكادان يفترقان الا في الأوضاع النشاز، لتظل الانثى تبحث عن الجمال وتتحرى الطرق الموصلة اليه في كل العصور، ولابراز جمالها ارتضت لذاتها الألم وصبرت عليه ورسمته على خدود بناتها وشفاههن بالابر والشفرات الحادة، الي ان جاءت حركة التطور الحضاري لتبرز ادوات جمالية سهلة في الاستخدام وقابلة للتغيير، فقبل خمسينيات القرن الماضي استخدمت الشلوخ زينة تبرز جماليات المرأة ، ولا زالت هناك بعض الخدود الحاملة لخطوط الشلوخ موجودة ولكنها أخذت تتلاشى بقوة شديدة، ففي الوقت الذي كانت فيه تمثل ميزة جمالية، اصبحت الآن لا تعد الآن سوى لوحة تعكس التاريخ والماضي والحقب الزمنية ودلالات المكان والانتماء .
وعملية «التشليخ» في حد ذاتها عملية قاسية ومؤلمة للغاية، خاصة أنها تستخدم فيها أدوات تقليدية مثل «السكين» او «الامواس» في الزمن المتطور، وتكون النتيجة في كلتا الحالتين نزفاً للكثير من الدماء التي تحكي عن قصة نزف في رحلة البحث عن الجمال، وعن الطريقة التي يتم بها التشليخ جلست الى الحاجة السارة بت ضو البيت التي استدعت امامي كل تفاصيل صور الماضي وهي التي عاصرت هذه الفترة عندما ارتسمت على صفحات وجهها ثلاثة خطوط طولية استندت إلى قاعدة خط عرضي «ثلاثة مطارق وعارض»، وحدثتني وقالت: ان الشلاخة هي امرأة تكون معروفة وتطوف القرى والحلال لتقوم بتشليخ البنات، وفي زمننا كانت تجمع البنات في بيت العمدة وتأتي المرأة تسوق بناتها، وكانت النساء الكبيرات في السن «الحبوبات» يمسكن الصغار لمن يريدون تشليخهن، وبعد الفصدة يكون هناك قرض مسحون جاهز يتم حشو الجرح به، وكلما كان الشلخ عميقا يتم حشوه بكمية من القرض، ويكون عندها الشلخ بعد أن يبرأ عميقا وجميلاً «زي حيضان الرجلة» وتقول ان الشلوخ تورم الوجه الي درجة لا تستطيع معها المشلخة الاكل او الشرب بالطريقة العادية لاكثر من ثلاثة ايام واحيانا اسبوع واكثر حسب جلد البنت، وبعدها يتم تنظيف الجرح من القرض ويكون ذلك «بقش الحنقوق القوي» وهو الجزء القوي من سعف شجر الدوم حتى ينزف الجرح من جديد دم أحمر ومن ثم يعاد حشوه ثانية، وبعدها تغسل وجهها بماء القرض الي ان يبرأ الجرح.
اذن هي رحلة البحث عن الجمال وان كان يتم رسمه بطريقة دائمة على صفحات الوجه، لكن في حديثنا عن الشلوخ لا نستطيع بأي حال تجاوز كتاب الشلوخ لمؤلفه البروفيسور يوسف فضل الذي يقول فيه: ان الشلوخ شائعة بين سكان المنطقة النيلية الواقعة شمال السودان، وانه كانت للشلوخ مفاهيم اخرى غير الجمالية، ولكن بمرور الوقت اكتسبت مفاهيم جديدة، فصارت النساء تتشلخ بغرض الزينة والجمال، واصبحت ذات دلالات قبلية فلكل قبيلة شلوخ تميزها، ويعتبر الشايقية من اكثر القبائل التي تؤمن بقيمة الشلوخ الجمالية، ولا زالت الشلوخ تزين بعض الوجوة ولكنها في الغالب لانأس تجاوزوا الخمسين، وبشكل استثنائي ونادر جدا تجدها عند بعض الشباب.
وحدثني عنها الخبير بثقافات السودان البروفيسور محمد المهدي البشري قائلاً ان الشلوخ كانت لها عدة وظائف، قبلية وعلاجية وجمالية خاصة بالمرأة، حيث كان يعتقد أنها تكسب الوجه جمالاً، ولكن بعد تغيير مفاهيم الجمال اصبح النظر اليها باعتبارها عادة متخلفة خاصة في المدن الكبيرة التي اثر عليها الاعلام والتعليم في الخرطوم وود مدني، واتخذت تتراجع الى ان اقتصرت الآن على القبائل البدوية الرعوية والعرب الرحل الهواوير والكبابيش.
وإن كانت الشلوخ ليست قاصرة على النساء فقط، الا أننا نجد ان «دق الشلوفة» كان هو الزينة الخاصة بالنساء فقط، لذا لم يكن له هدف غير الزينة، وتقول لي حاجة التومة بنت عمر انها عندما تقدم لها زوجها طالبا يدها كان « دق الشلوفة » هي الخطوة التي اجريت لها في مرحلة اعدادها لبيت الزوجية، وقالت: «ان حبوباتي رحيمن الله، مسكوني من رأسي وبدأت امرأة متخصصة في دق الشلوفة جابوها من الحلة المجاورة لي حلتنا في طعن شفتي السفلي بالابرة مرات ومرات والدم ينزف لمن ما فضل مكان ما طعنتني فيهو، وبعدها حشو لي شفتي بالكحل، وتلاتة أيام انا بشرب بي البراد وبأكلوني العصيدة اللينة وانا راقدة على قفاي». ولكن شتان ما بين البحث عن الجمال نزفا وما وصل اليه الحال بعد خمسين عاما، بعد ما اصبحت ادوات التجميل من أكثر الادوات وفرة وبساطة وسهولة في الاستخدام، بل حتي في متناول اليد ووفرة في الاسواق، حيث تقول سناء السيد طالبة جامعية إنه من السهل جدا التحكم في الجمال بدرجة كبيرة جدا، من خلال لون البشرة ولون المكياج، فكل بشرة لديها الوان محددة، ويختلف المكياج باختلاف الوقت والمناسبة، فهناك مكياج يتناسب مع الليل وآخر يتناسب مع النهار، واصبحت هناك انواع كثيرة من الروج بعكس الماضي، حيث كان «احمر الشفاه» هو اللون الوحيد المتوفر، وكذلك البدرة منها انواع السائلة والبدرة الجافة والفاونديشن. وتوفر هذه الادوات من الزينة منحنا فرصة للتجديد والتغيير، وتساعد خبيرات التجميل في توفير المعلومات عن تناسب الالوان والادوات المناسبة لكل لون بشرة بطريقة مختلفة.
العزابة الجدد.. كسب قلوب المالكين وكسر فؤاد الإناث
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
نبذهم المجتمع ذات يوم والصق بهم وصمة مازالت سارية الى يومنا هذا، وبالرغم من ان لقب «العزابة» لا علاقة له بكلمة العذاب وانما اشتقت من معنى الشخص الذي لم يتزوج بعد، فإن الكلمة مازالت الى اليوم تترصدهم، فقد كانوا اشخاصا غير مرحب بهم وسط سكان الاحياء، الا لمن اضطرته الظروف المادية القاهرة لايجار احد منازله لهم او الملاك الذين اشتهروا بامتلاكهم عدداً كبيراً من المنازل، بيد ان تغيراً جديداً طرأ على نظرة المجتمع الى «العزابة» وطريقة نظرتهم الى انفسهم، فقد بات «العزابة» الآن محل اعجاب الجميع، ويجدون الاحترام من ملاك المنازل الذين طالموا رفضوهم في السابق.
«الصحافة» تميط اللثام عن السر الكبير، وتتبع خطى «العزابة» من السير في طرق الآلام القديمة الى دروب الورود التي كللت مسيرتهم الحاضرة.
ويعتبر «العزابة» الفئة العمرية الشابة، وطائفة «العزابة» اختصت بها المدن والبلدات وليس القرى والارياف، فالمدن تحتاج الى من يقدم فيها المنتجات، وسواء أكانت تلك المنتجات سلعا ام خدمات فإن الحاجة الى عمال وموظفين وتجار تستلزم وجودهم، وكان «العزابة» يستأجرون منازل في الاحياء باعداد كبيرة، وكانوا غير مرحب بهم وسط الاحياء السكنية لجهة أصواتهم العالية، وعودتهم المتأخرة في منتصف الليالي بعد انتهاء المباريات الرياضية وعروض السينما والحفلات الغنائية، وتشكل مياه «البالوعات» الآسنة من منازل «العزابة» إحدى ابرز المشكلات التي واجهت العلاقة بين سكان الاحياء و «العزابة».
بيد أن فجرا جديدا قد لاح في العلاقات بين سكان الاحياء السكنية وجموع «العزابة»، فقد شهدت السنوات الاولى للقرن الواحد والعشرين وبعد سياسات التحرير الاقتصادي دخول الشركات متعددة الجنسيات وشركات النفط والشركات العاملة في مجالات المعلوماتية والاتصالات، وعدد كبير من الشركات الخاصة الوطنية والعالمية، وهنا وجد العديد من الخريجين الفرصة في الحصول على وظائف مغرية بمرتبات خيالية لم يحلم بها احد من قبل، وساهم التقدم التكنولوجي باختراعاته الجديدة والمتجددة كل يوم في سهولة الحياة، ولم تعد لهؤلاء الشباب الرغبة في الزواج المبكر، فغسالات الفل اتوماتيك والثلاجات الذكية وشاشات العرض البلازمية ذات الابعاد الثلاثية والتي قاربت في حجمها شاشة السينما سكوب، جعلت الجميع يشعر بسهولة الحياة وامكانية قضاء الاوقات في متعة دون مشقة تذكر. وساهمت خدمات التوصيل الفوري «الديلفري» التابعة لسلاسل المطاعم الفاخرة والمنتشرة عند كل زقاق في اشباع امعاء «العزابة» الجدد، وزاد احساس «العزابة» بالضمان والثقة بالمستقبل مع توفر التقنية المصرفية من بطاقات الصراف الآلي وخدمات التمويل البنكي.. وعندها لم يعد أحد يفكر في الارتباط بزوجة قد تحد من حريته التي اشتراها بقيمة مرتبه العالي.
يقول انور المهندس في مجال المعلوماتية الذي سيدخل سن الاربعين بعد اسبوعين، انه الآن يشهد قمة رضائه عن نفسه، مؤكدا انه حقق كل ما يتمناه، مشيراً الى فترة ال «15» سنة الماضية التي امضاها عازباً ووصفها بأنها ازهى حقبة في حياته ولن تتكرر ابداً. ويعترف أنور بأن فترة العزوبية التي أمضاها جعلته غير متحمس لفكرة الزواج، مضيفاً: لقد تعلمت أن أفعل كل شيء لوحدي، مؤكداً أنه متخوف من الارتباط بزوجة قد تحد من حريته المكتسبة على حد وصفه، بينما يؤكد سمسار العقارات علي إبراهيم أن «العزابة» باتوا اليوم مفضلين عند سكان الاحياء، مشيراً الى مقدرتهم على دفع مقدم ستة اشهر، موضحا ان المنزل المكون من غرفتين يستاجره ثلاثة من «العزابة» فقط، مبيناً ان «العزابة» الجدد يحافظون على نظافة وصيانة المنزل وكأنه لم يُسكن من قبل، مضيفاً أنهم ليس لديهم اطفال «يخربشون» الطلاء.
واليوم باتت حقيقة قبول سكان الأحياء «العزابة» جديرة بالملاحظة، فهم يدفعون مقدماً وينتظمون في دفع الإيجار، ولا يسببون إزعاجاً كما في الماضي، وفوق كل ذلك فإنهم يساهمون بسياراتهم في مناسبات الأفراح والأتراح لسكان الحي الذي يقطنون فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.