بدأ موقف المعارضة المعلن بالامس متسقا تماما ومتقلبات الاوضاع بالبلاد، عاكسا واقع المعارضة الداخلي وان حاولت كلمات رئيس هيئة تحالف قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسي ان تغطي عليها، فموقف فصائل المعارضة من تطورات الازمة بين دولتي السودان وجنوب السودان عقب احتلال الا خيرة لهجليج مربك الي حد واضح للرأي العام والمراقبين. مع ذلك خرج الرؤساء يوم امس بروية موحدة حول الحرب، وارسلوا عبر بيان ختامي عددا من الرسائل، غير ان غياب المهدي عن الاجتماع وحضور الامين العام الجديد ابراهيم الامين بدلا عنه بجانب عضو هيئة التحالف مريم المهدي فتح اكثر من باب تساؤل عن مغزي الغياب وتأثيره علي جسم التحالف، ففي الاونة الاخيرة شهدت العلاقة بين الطرفين حالات شد وجذب كادت تصل مرحلة الخصومة وان خرجت الي السطح بين الامة والشعبي، لكن الامين العامة للامة دكتور ابراهيم الامين الذي غادر الاجتماع قبل نهايته معللا ذلك بارتباطه بمواعيد اخري قبل ان يرفض الحديث عن غياب المهدي ويضيف (انا امثل حزب الامة) ذات الرد كان لمريم المهدي عقب ختام الاجتماع وزادت نحن مؤسسة وغياب الامام لا اسباب اخري خلفه،وما كان لافتا يوم امس هو حضور الدكتور الشفيع خضر ممثلا للشيوعي بعد ان غيب الموت سكرتيره محمد ابراهيم نقد، بجانب صديق يوسف وطارق عبدالمجيد لكن الاخيرين هما عضوان بالهيئة ودائما الحضور، مما يعني ان ملفات الحزب وعلاقاته مع القوي السياسية استلم حقائبها الشفيع وحسب مصادر من داخل الاجتماع نقلوا ل»الصحافة» الرؤية التي دفع بها الشيوعي في الاجتماع واكدوا علي انها متسقة مع رؤي الجميع حول موقف الحرب لكن محدثي اضاف شدد الشيوعي علي الترتيب الداخلي والعمل علي مناقشة الاوراق المقدمة، وظهور الشفيع الذي اثار تساؤلا وسط الصحفيين هل سيجلس الرجل لادارة ملفات الراحل التساؤل الاخير ،يؤكده حديث احد قيادات المعارضة كان قد تحدث ل»الصحافة» من قبل عن انخراطهم في اجتماعات مع الشيوعي لمناقشة الاوضاع العامة بالبلاد يقودها الشفيع . انتهت المعارضة امس وخرج رؤساؤها بعبارات الادانة والرفض متسقين في مواقفهم مع مواقف معلنة من قبل فحزب الامة القومي عبر زعيمه الصادق المهدي بشكل صريح عن وقوفهم خلف القوات المسلحة وادانة احتلال دولة الجنوب قبل ان يطالب الطرفين بالعودة الي طاولة الحوار والتفاوض المطالب الاخيرة للامام عابها نائب رئيس الحزب الحاكم نافع علي نافع في حديثه للصحفيين بمنزل نائب الرئيس امس الاول معتبرا ان الموقف الاول هو موقف الوطنية وغيره يعتبر مربوكا علي حد تعبيره، ويقف في ذات موقف الامة حزب العدالة بقيادة مكي علي بلايل الذي سبق الجميع واعلن ادانة حزبه للاحتلال الاخير لهجليج ورفضه لعدوان دولة الجنوب، مطالبا القوات المسلحة بالتصدي للعدوان، وهناك مواقف اخري تطابق موقفي الحزبين عبرت عنها قيادات البعث والناصريين بينما تباينت مواقف الاخرين فالشعبي والسوداني والشيوعي وحق مع ادانتهم للاعتداء والاحتلال ورفضهم لعدوان الجنوب ومطالبته بالانسحاب من الاراضي السودانية، يضعون شرط التطرق الي بقية المناطق السودانية التي يوجد فيها نزاع داخلي ويشددون علي عدم الانجراف خلف تخوين الحزب الحاكم للمعارضة وضرورة تحميله تبعات ما لحق بالبلاد. لكن الاجتماع الذي حظي يوم أمس بحضور اعلامي لافت انتظر الصحفيون ومراسلو الفضائيات لثلاث ساعات ونصف الساعة قضاها رؤساء المعارضة في التداول، لم يحمل غير المواقف المعلنة منذ تفجر الاوضاع وتدخل دولة الجنوب في الاراضي السودانية، وحمل بيانه الختامي ثلاث نقاط ادانة فيها الهجوم علي هجليج واحتلالها ومطالبة الجنوب بالانسحاب فورا بجانب رفض الحرب والعدوان لكون انها وبال علي البلدين ووسيلة لصرف الانظار عن القضايا الحقيقية، وشدد البيان علي ان الرؤساء طالبوا ببذل الجهد من اجل استعادة الديمقراطية وتحقيق التنمية وحل النقاط العالقة بين الدولتين عن طريق التفاوض، وحملوا المؤتمر الوطني مسؤولية التفريط في السيادة الوطنية والفشل في الحفاظ علي تراب الوطن وطالبوه بالاعتراف بذلك الفشل قبل ان يرفضوا نهج التخوين والابتزاز ووصف الوطنيين بالعمالة والخيانة والطابور الخامس، وختم البيان بالتأكيد علي عقد اجتماع لمناقشة الامور التنظيمية داخل التحالف الاثنين المقبل. لكن شكك مستور احمد محمد عضو هيئة التحالف في حديث ل»الصحافة» امس في امكانية قيامه وعزا الامر لاختلاف وتباين المواقف في الاونة الاخيرة، واضاف غياب المهدي اليوم له اكثر من دلالة يمكن قراءتها لكن القيادي بالمؤتمر الشعبي وعضو لجنة السبعة التي اعدت الاوراق موضع الخلاف حسبما اشار مستور يستبعد في حديثه ل»الصحافة» ما ذهب له مستور ويتابع الاوراق التي ينتظر مناقشتها في الاجتماع القادم لاخلاف عميق حولها ويشدد علي ان الهيئة وصلت الي مواقف موحدة فيها بشكل عام لافتا الي ان غياب المهدي لا يحمل اية دلائل باعتبار ان موقف ممثلي الامة داخل الاجتماع عبر عن روح التحالف واضاف بيان الرؤساء لم يعبر عن النقاش الذي دار بالداخل وارجع ذلك للساعات الطويلة التي قضاها الاجتماع موضحا ان الجميع داخل الاجتماع اتفقوا حول ضرورة تفعيل العمل وترتيبه لمواجهة النظام والعمل علي اسقاطه. لكن في الجانب المقابل لم تصمت الحكومة وواصل نائب رئيس الحزب الحاكم في نعت القوي السياسية المعارضة ب « العمالة والارتزاق « معتبرا ان لا رجاء فيها وتعهد بقيادة خط سياسي لصدالشعب عنهم ومواجهتهم بكل المؤامرات والخيانه قبل ان يطالب عضوية حزبه بمواجهة المتخاذلين في كل المواقع باعتبارها معركة التميز والتمايز بين الوطنيين والخونة، وقال ان كشفهم ليس قضية اعلام في الصحف ولا قضية قطاع سياسي ولا مكتب قيادي لكن تكون قضية كل مواطن سوداني في المؤتمر الوطني والقوي الوطنية كلها. واضاف لابد ان نتحدث عن الاحزاب المعارضة المنقرضة ومن شاء منهم ان يذهب للمحاكم ومن رأي غير ذلك فليفعل وعلي رأسها الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي وزعيمه الترابي الذي اعترض في اجتماع التحالف علي ادانه احتلال هجليج ، مما يكشف عن تباعد الارض المشتركة لمجابهة مثل هذه القضايا الوطنية التي تتعلق بسيادة الاراضي، فمستور قال في حديثه ل»الصحافة» امس ان زعيم الشعبي كان متزنا في حديثه، وطالب في الاجتماع بتفيل العمل لوقف الحرب وترتيب البيت الداخلي.